بالصورة..حرب أهلية دامية بين فصائل الحركة الشعبية في جنوب السودان

بالصورة..حرب أهلية دامية بين فصائل الحركة الشعبية في جنوب السودان
الأحد ٠٨ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٣:٥١ بتوقيت غرينتش

أعاد عزل رياك مشار نائب الرئيس سلفا كير من منصب رئيس الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان إلى دائرة الاشتباكات الدموية التي من شأنها أن تنسف عملية السلام الهشة وتعيده للحرب الأهلية في ظل وجود جماعات مسلحة غير خاضعة لسيطرة الدولة.

العالم - السودان

واندلعت معارك طاحنة واشتباكات يوم أمس، في منطقة أعالي النيل بين قوات موالية للجنرال دوال وقوات تساند نائب رئيس جنوب السودان "رياك مشار".

وقال لام بول غابرييل المتحدث باسم حزب "مشار"، إن قوات الحزب ردت "دفاعا عن النفس" وقتلت قائدين كبيرين وأكثر من 27 جنديا. وأضاف أن من كانوا يقاتلون في جانب حزب الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان-المعارضة خسروا ثلاثة جنود خلال الهجوم.

ولم يتسن التحقق من صحة هذا التقرير من مصدر مستقل. ولا تعمل شبكات الاتصالات بكفاءة في منطقة أعالي النيل.

وقد يشكل القتال ضغطا إضافيا على اتفاق السلام الهش الذي أبرم في 2018 لتقاسم السلطة بين مشار وخصمه القديم سلفا كير.

وقد انهى هذا الاتفاق حربا أهلية دامية في أحدث دولة في العالم وأسفر عن حكومة ائتلافية.

ومن المبكر بعد تحديد عواقب الانقلاب الداخلي على مشار الذي يعدّ شخصية محورية في السياسة عاصر سنوات من الحرب الأهلية وتعرّض لمحاولات اغتيال ولفترات نفي.

تمكن مشار لفترة من استمالة عدد من مسؤولي المجتمع الدولي بابتسامته العريضة وطلاقة لسانه. لكنه يثير الريبة في جنوب السودان بسبب تحالفاته المتقلبة التي غذت أحلك مراحل تاريخ هذه الدولة الفتية.

ولد مشار في 1953 في ولاية الوحدة الغنية بالنفط وهو من قبيلة النوير ثاني أكبر قبائل البلاد.

يحمل شهادة جامعية في الهندسة من العاصمة السودانية الخرطوم، وشهادة دكتوراه من جامعة برادفورد البريطانية.

حمل السلاح مع اندلاع الحرب الاهلية الثانية في 1983 بين شمال السودان وجنوبه بعدما كسب تأييد كثيرين من قبيلة النوير، لدعم قوات المتمردين التي كان يهيمن عليها رجال الدينكا.

وانضم مع كثير من أبناء قبيلته إلى صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي كان مؤلفا خصوصا من اتنية الدينكا التي تشكل الغالبية في جنوب السودان.

وبعدما ضاق مشار ذرعا بقائد المتمردين جون قرنق وأوساطه ومن بينهم سلفا كير، قام بانقلاب فاشل ضده وضد قادة اخرين من بينهم سلفا كير في 1991.

ومع انقسام جيش المتمردين على خلفية إتنية، واجه مشار اتهامات بارتكاب مجزرة وحشية في بلدة بور التي يسكنها الدينكا ما تسبب بدوامة عنف بين الطرفين.

وبعدما شكل فصيلا منشقا، وقع اتفاقا مع اعدائه السابقين في الخرطوم. إلا انه عاد إلى صفوف المتمردين في 2002.

وعند توقيع اتفاق سلام بين الخرطوم والمتمردين الجنوبيين في 2005، عين نائبا لرئيس منطقة جنوب السودان التي تتمتع باستقلال ذاتي.

وبقي في هذا المنصب حتى تموز/يوليو 2011 عندما استقل جنوب السودان. وتولى سلفا كير وهو من الدينكا الرئاسة فيما مثل مشار قبيلة النوير نائبا للرئيس.

أعادت التحولات التي طرأت على تحالفات مشار صياغة التاريخ الدموي للبلاد التي احتفلت للتو بمرور عشر سنوات على استقلالها في يوليو/تموز 2011.

وكجزء من اتفاقية السلام الموقعة في 2018، أعاد مشار في فبراير/شباط 2020 تشكيل حكومة وحدة وطنية، أضعفها على وجه الخصوص التطبيق الصعب للعديد من نقاط هذا الاتفاق.

ويواجه مشار في هذا الصدد معارضة متنامية في صفوف حزبه، مع وجود فصائل متعارضة وتذمر مسؤولين من خسارتهم في الاتفاق مع الحزب الحاكم.

ويأتي هذا الانقسام السياسي فيما تواجه البلاد عدم استقرار مزمنا وكارثة اقتصادية ومستويات عالية للغاية من انعدام الأمن الغذائي هي الأسوأ منذ الاستقلال قبل عشر سنوات، مع مواجهة عشرات آلاف الأشخاص ظروفا ترقى إلى المجاعة.

واستقلت دولة جنوب السودان عن جمهورية السودان في 2011 لكنها انزلقت إلى اقتتال داخلي بعد عامين عندما تقاتلت قوات موالية لكير مع قوات مشار في العاصمة.

وتسبب ذلك في مذبحة راح ضحيتها مئات المدنيين في جوبا من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، مع تصاعد العنف العرقي الوحشي وأعمال القتل الانتقامية.

وأودت حرب أهلية بحياة زهاء 400 ألف شخص وتسببت في أكبر أزمة لجوء في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.