تداعيات خطاب السيد نصر الله في الكيان الاسرائيلي

تداعيات خطاب السيد نصر الله في الكيان الاسرائيلي
الأحد ٠٨ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٩:٢٢ بتوقيت غرينتش

شكّل خطاب الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، السيد حسن نصر الله، أمس السبت، رافعةً للإعلام العبريّ، الذي زاد اليوم الأحد من كمية نفث سموم الحقد والكراهية ضدّ حزب الله، الذي باعتراف كبار المسؤولين في الكيان ما زال يقُضّ مضاجعهم.

العالم - الاحتلال

جميع وسائل الإعلام العبريّة، وهي مرآة لصُنّاع القرار في تل أبيب من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، خصصت مساحات واسعة لسبر غور خطط حزب الله، مُشدّدّةً في الوقت عينه على قضيتيْن مركزيتيْن: الأولى، أنّ إطلاق الصواريخ من لبنان إلى عمق كيان الاحتلال ما هو إلّا مسألة وقت، وأنّ القصف الإسرائيليّ الأسبوع الفائت لم يردع ولن يردع حزب الله، ولا التنظيمات الفلسطينيّة الناشِطة في الجنوب اللبنانيّ، ومع ذلك، أوضحت المصادر الإسرائيليّة، كما ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أنّ "إسرائيل" لن تنجّر إلى حربٍ مع حزب الله، وستكتفي بقصفٍ موضعيٍّ داخل الأراضي اللبنانيّة.

القضية الثانية، التي تناولها الإعلام العبريّ، كانت قضية ردع حزب الله من الناحيتيْن الإستراتيجيّة والتكتيكيّة، إذْ أجمع الخبراء والمُختّصين الإسرائيليين، على أنّه بعد مرور 15 عامًا على وضع حرب لبنان الثانية أوزارها، تعاظمت قوّة حزب الله بشكلٍ مُقلقٍ للغاية، وباتت صواريخه قادِرة على إصابة أيّ هدفٍ عسكريٍّ أوْ مدنيٍّ داخل عمق الكيان.

في السياق ذاته، قال الخبير العسكريّ يوآف ليمور من صحيفة (يسرائيل هايوم)، ذات الأجندة اليمينيّة-المُتطرِّفة، قال إنّ ردّ جيش الاحتلال على إطلاق الصواريخ الأسبوع الماضي على مدينة كريات شمونة (الخالصة) في الشمال كان هزيلاً ومُتردّدًا للغاية، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ هذا الردّ لن يمنع إطلاق الصواريخ مرّةً أخرى إلى الشمال، وأنّ المسألة مسألة وقت، ليس إلّا.

ليمور، المُرتبِط بكبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين في كيان الاحتلال، شدّدّ في مقاله، اليوم الأحد، على أنّ "إسرائيل" تُعالِج القضية والتهديد القادم من لبنان بتردّدٍ شديدٍ، مُشيرًا إلى أنّ هذه السياسة ليست ناجِعةً بالمرّة، وأنّها ستدفع التنظيمات المُنضوية تحت كنف حزب الله إلى مواصلة إطلاق الصواريخ باتجاه شمال الكيان، ومع ذلك امتنع الخبير العسكريّ والأمنيّ، الذي اعتمد على مصادر رفيعة المُستوى في تل أبيب، امتنع عن التلويح بخيار المُواجهة الشامِلة ضدّ حزب الله، أوْ الحديث عن عمليّةٍ عسكريّةٍ إسرائيليّةٍ داخل الأراضي اللبنانيّة، الأمر الذي يؤكِّد مرّة أخرى أنّ كيان الاحتلال ما زال مردوعًا، وأنّ الجبهة الداخليّة والجيش الإسرائيليّ ليس على استعداد لخوض المعركة التي ستكون، بحسب تل أبيب، قاسيّةً وأليمةً للغاية.

أمّا صحيفة (هآرتس) العبريّة، المحسوبة على ما يُطلَق عليه الـ”يسار الصهيونيّ”، فقد تناولت خطاب الأمين العّام لحزب الله لتشُنّ هجومًا سافلاً وسافرًا على حزب الله. الصحيفة العبريّة، التي انضمّت كعادتها لجوقة المُحرّضين على حزب الله، زعمت أنّ جمهور حزب الله تلاشى مُقارنةً مع ما كان عليه بُعيد انتهاء حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006، ولكنّ الصحيفة لم تذكر كيف استقت هذه المعلومات ومن أين حصلت عليها، الأمر الذي يُثبت أنّها تُشكِّل لاعبًا مركزيًا في الحرب النفسيّة الإسرائيليّة ضدّ محور المُقاومة، وحزب الله على وجه التحديد، بهدف كيّ الوعيْ العربيّ واستدخال الهزيمة.

في السياق عينه، نقل إيتمار آيخنر، المُراسِل السياسيّ في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، نقل عن مصادر رفيعةٍ جدًا في تل أبيب قولها إنّ صُنّاع القرار في الكيان يُفضّلون التركيز على العمليات العدائيّة (!) التي تقوم بها إيران في الخليج الفارسي مع التأكيد على أنّ "إسرائيل" تنتظِر صولات وجولات أخرى من إطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه شمال "إسرائيل"، حتى يتمكّن الجيش من الردّ بشكلٍ قاسٍ ومؤلمٍ، على حدّ تعبيرهم.

وتابع المسؤولون قائلين للصحيفة العبريّة إنّ الجمهور الإسرائيليّ ليس معنيًا بحربٍ جديدةٍ في لبنان ضدّ حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينيّة، وهذا الأمر يلعب لصالِح الحكومة الإسرائيليّة ومصالحها التكتيكيّة والإستراتيجيّة، كما أكّدوا.