بذريعة الهجوم المريب على "ميرسر ستريت"

قوات بريطانية خاصة في اليمن.. لاثبات "فكرة" ان دماء البعض "زرقاء"!

قوات بريطانية خاصة في اليمن.. لاثبات
الأربعاء ١١ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

ذكر موقع "إكسبرس" البريطاني، ان مجموعة تضم 40 من عناصر القوة الجوية الخاصة البريطانية وصلت الى مطار "الغيضة" في محافظة المهرة شرقي اليمن، لـ"ملاحقة مجموعة" تابعة لأنصار الله ، تتهمها بريطانيا بانها نفذت الهجوم بطائرة مسيرة على الناقلة "الاسرائيلية" "ميرسر ستريت" قبالة سواحل عمان، وأسفر عن مقتل جندي بريطاني سابق وبحار روماني.

العالم كشكول

المعروف ان مطار الغيضة في محافظة المهرة، الذي وصل إليه الجنود البريطانيون، يُستخدم كقاعدة عسكرية للقوات السعودية منذ سنوات، ويتواجد فيه ايضا، قوات العمليات الخاصة التابعة للجيش الأميركي، ومن المقرر، وفقا للموقع البريطاني، ان تنسق القوات الخاصة البريطانية عملياتها المقررة في اليمن مع قوات العمليات الخاصة الامريكية.

في مقال سابق اشرنا الى ان احد اهم اهداف التحشيد الغربي اللافت ضد ايران، بعد اتهام الثلاثي البريطاني الامريكي الاسرائيلي، لها بانها هي التي تقف وراء الهجوم على الناقلة "لاسرائيلية"، هو ان تبقى "اسرائيل" فوق القانون، تعتدي وترتكب الجرائم دون رادع او مانع.

الى جانب هذا الهدف اشرنا الى اهدداف اخرى من وراء التحشيد الغربي ضد ايران، منها محو السجل الارهابي والاجرامي للكيان الاسرائيلي، وصرف انتباه العالم عن جرائمه الوحشية ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وكذلك من اجل الضغط على ايران عبر "شيطنتها"، لتقدم تنازلات في القضايا النووية ، والاسلحة التقليدية ودعمها للمقاومة.

يبدو انه بعد خبر ارسال بريطانيا قوات خاصة (كوماندوز)، تضم وحدة للحرب الإلكترونية، مهمتها مراقبة الاتصالات، الى اليمن بهدف "ملاحقة" منفذي الهجوم، يمكننا اضافة هدف آخر لاهداف التحشيد الغربي، وهو تثبيت"فكرة" ان دماء الغربيين "زرقاء"، ولا يحق لاصحاب الدماء الحمراء إراقتها، وفي حال تجرأ اصحاب الدماء الحمراء على قتل رجل من اصحاب الدماء الزرقاء، حتى لو كان معتديا مغتصبا لصا قاتلا، فعليهم ان يدفعو الثمن غاليا حتى في عقر دارهم، ليبقى اصحاب "الدماء الزرقاء" مثل "اسرائيل"، داخل دائرة "مقدسة" لا يحق للاخرين الاقتراب منها.

امريكا وبريطانيا، تراجعتا عن اتهامهما السابق لايران بانها هي التي تقف وراء الهجوم، واتهمتا اليمن، الا انهما ابقيا على شعرة معاوية، عندما "اكدا" ان الطائرة المسيرة التي استخدمت في الهجوم ايرانية الصنع، رغم انه لا امريكا ولا بريطانيا ولا اي جهة غربية اخرى، قدمت دليلا ماديا واحدا يؤكد ان الهجوم نُفذ بطائرة ايرانية، او ان اليمنيين هم من نفذوا الهجوم!!.

من نافلة القول، ان اليمن الذي تكالبت عليه كل قوى الشر في المنطقة والعالم منذ اكثر من 6 سنوت، في خدمة قذرة لـ"اسرائيل"، لم ينكسر ولم يتراجع ولم يستسلم، لن يؤثر على ارادته وارادة رجاله الاشداء، حفنة من البريطانيين، دفعهم حظهم العاثر، وبتأثير من اللوبيات الصهيونية والمال السعودي الاماراتي وبقايا مخلفات الغرور الاستعماري البريطاني، للقدوم الى اليمن، لـ"ملاحقة" منفذي الهجوم المزعوم، إلا ان ما هو مؤكد ان هؤلاء البريطانيين سيُلاحَقون من قبل رجال اتعبت ارادتهم الجبال، وابتلعت ارضهم كل الغزاة على مدى التاريخ، وعندها فقط سيتيقن عناصر "الكوماندوز" البريطاني ان دماءهم حمراء، وان "اسرائيل"، التي بات وزير حربها المتغطرس غانتس يستجدي يوميا كل من هب ودب، للضغط على ايران ومحور المقاومة، لم تعد فوق القانون، وعليها ان تدفع منذ اليوم ثمن كل جريمة ترتكبها.