شاهد بالفيديو..

مصريون يكافحون للحفاظ علی تقاليد تعود للعصر الفرعوني

الأربعاء ١١ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

في وادي الدلتا الخصب المصري، يكافح المزارعون والحرفيون للحفاظ على تقاليد قديمة تعود الى العصر الفرعوني في زراعة وصناعة ورق البردي.

الفافير أو ورق البردي؛ أول نوع من الورق عرفه الانسان مصنوع من نبات البردي المعمر والشبيه بالقصب والذي قد تمتد سيقانه إلى أعلى من خمسة إلى تسعة أمتار وسط الحقول الخضراء بمحافظة الشرقية في دلتا النيل بمصر حيث كان أول استخدام لورق البردي في التاريخ يجهد أهالي قرية القراموص بزراعة هذا النبات الذي كان يستخدمه الفراعنة للكتابة، للحفاظ على حرفة يهددها تراجع السياحة في البلاد في السنوات الأخيرة.

ويقول عبد المبدي مسلم وهو صاحب ورشة لتحويل نبات البردي إلى أوراق في القراموص انه سوف يستمر بهذا العمل مهما کانت الظروف لان هذا العلم هو الدخل الوحيد له.

اما سعيد طرخان وهو مزارع لنبات البردي ورسام، ومؤسس جمعية للمهنيين في هذا القطاع بالقرية فيقول:"نحن تقريباً حوالي 15 ألف نسمة تعيش في حوالي 3 مئة بيت، كلهم يشتغلون في مجال الزراعة والطباعة والرسم والتلوين والتسويق".

ويقول المزارعون انه في سبعينات القرن الماضي علّم مدرّس فنون في القرية مزارعيها التقنيات الزراعية والحرفية العائدة إلى آلاف السنين لتحويل النبتة إلى ورق بردي مع رسوم زخرفية ونصوص بعدما شارفت على الزوال. ومنذ ذلك الحين، تشكل القرية الواقعة شمال شرق العاصمة القاهرة أكبر مركز لصنع ورق البردي في البلاد بحسب متخصصين في هذه الصناعة. ولكن من خمسمئة مزرعة لنبات البردي قبل عشر سنوات تعمل حاليا خمسة وعشرون مزرعة فقط في هذا المجال.

وبعد آلاف السنين من طريقة الفراعنة في صناعة أوراق البردي، لا يزال المزارعون في القراموص يحافظون على التقنيات القديمة من خلال تقطيع الساق إلى شرائح رفيعة ومحاذاتها بسلك ووضع طبقات أخرى مشابهة فوقها، فيما تفصل بين كل طبقة وأخرى شريحة من القماش. ثم تُوضع هذه الطبقات تحت ضاغط لمدة ساعات ليتشكل الورق. ويتم غمر الورق في الماء ثم يُترك ليجف في الشمس ليصبح جاهزا للكتابة أو الرسم. ولا تقتصر الرسومات البردية التي ينجزها الرسامون في القراموص على التاريخ الفرعوني، بل تشمل موضوعات أخرى مثل الخط العربي والمناظر الطبيعية.