آه يا أرض كربلاء

آه يا أرض كربلاء
الجمعة ١٣ أغسطس ٢٠٢١ - ١١:٤٧ بتوقيت غرينتش

مجموعة قصائد رثائية تستذكر واقعة عاشوراء الاليمة سنة ٦١ هجرية والتضحيات العظيمة التي سجلت فيها بقيادة سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام بهدف مكافحة الاستبداد والانحراف والمروق على الاسلام وتكريس الظلم والتمييز بين ابناء الامة

العالم - اسلاميات

عبرات شعرية حسينية

(١)
قتلوا رسولَ اللهِ في سبطِ الهُدى
_______

ياعينُ جودي بالدموعِ وجدِّدي
حُزناً على آلِ النبيِّ محمدِ
في يومِ عاشوراءَ سِيموا مِحنَـةً
أدمتْ قلوبَ المسلمينَ العُبَّـدِ
وهُمُ وصيةُ أحمدٍ وقرابَةٌ
طلبَ النبيُّ وِصـالَها بِتَـودُّدِ
أجـراً لـهُ فلقد هدانا للنُـهى
لولا رسولُ اللهِ لا لم نَعبُـدِ
قتلوا رسولَ اللهِ في سبطِ الهُدى
مَنْ كانَ منهُ محمدٌ في المَقصَدِ
مِني حسينٌ واْنا مِنهُ أرُومَـةً
نعُمتْ اُصولُ الأطهرينَ الزُهَّـدِ
يا ويلتا قُتِـلَ الحسينُ بكربلا
وهو الإمامُ البَـرُّ خيـرُ مُوحِّـدِ
حصرُوهُ عطشاناَ بأرضِ سِقايةٍ
حيثُ الفـراتُ يمُـدُّها بالموردِ
لكنَّ أهلَ الجـهلِ رامُوا ثأرَ مَنْ
هلكُوا على الكُـفرِ المبينِ المُحقَدِ
فهُمُو مواريثُ الضغائنِ والعَـمى
وبَنـو رسولِ اللهِ إرثُ السُجَّـدِ
أفـنَوهُمُ يومَ الكريهةِ عِتـرةً
ما مثلُهم في العالمينَ وهم صَدِ
قطعوهُموُ إرَبـاً اُذيقـوا قَـتْـلَةً
تبكي لها عينُ الشريفِ الأصيدِ
قتلوا شبيهَ محمدٍ بجمـالهِ
وخصالِه وكلامِهِ في المُـجَّدِ
حرقُوا به قلبَ الحسين قساوَةً
إذ أبرحُوهُ بكلِّ طعـنٍ مُجهِـدِ
لم ينظُروا فيهِ النبيَّ محمداً
بل قطّعُوهُ وفَخرُهُ لم يُحمَدِ
فعلى عليِّ بنِ الحسينِ مدامعي
حَـرَّى ويا لِمصيبةٍ لم تَخمُـدِ
وسقَـوا رضيعاً للحسينِ بسَهمِهِم
شُلّتْ يدا الرّامي الحقُودِ المعتدِي
ما كانَ أقسى قلبُ جيشِ عـدُوِّهِ
لو أنَّ صخراً رامَ ماءً لافتُدِي
عجباً وهذا بُرعمٌ من أحمدٍ
يُسقى بسهمِ الحتفِ معصُومَ اليَدِ
صلَّى عليه اللهُ طفلاً زاكيِاً
رُضِـعَ الشهادةَ وهو طُـهرُ المحتَدِ
وا حُزنَ نفسي في بناتِ المصطفى
يَلقَيْن كربَ السَبيِ وَسطَ تشرُّدِ
ولقد رُزِئنَ بعادياتٍ جمّـةٍ
في كربلاءِ القاتلينَ حِمىً فُدِي
حُزني على اُمِّ المصائبِ زينبٍ
نظرتْ قرابيناً مَضتْ بِتعَـبُّـدِ
صرعى جُيوشٍ أسلمتْ بمحمدٍ
وحفيـدُهُ فوق الثرى لم يُلْـحَدِ
ولقد سقاهُ المجرمونَ بواتراً
والجيشُ بين مُفاخرٍ ومُعربـِدِ
ما استُشهدتْ في كربلاء قتيلةً
لكنّـها انهَـدَّتْ لهولِ المشهَـدِ
وتشمُّ جثمانَ الحسينْ مجَندلاً
حبّاً بِنبراسٍ شذا في المـولِدِ
من طيبِ فاطمةَ البتولِ وحيدرٍ
ودمِ الشهادةِ والفِـدا بالأجـوَدِ
فحسينُ ضحّى بالبنينِ وإخـوَةٍ
غُذُّوا صَفا التوحيدِ في بيتٍ هُـدِي
وهو ابنُ بنتِ المصطفى وحبيبُهُ
ودليـلُ آياتِ الكتابِ المُـرشِدِ
في كربلاءَ تضرَّجُوا بدمائِهم
وغدتْ مصارِعهُمْ مَشاعلَ لِلغَـد

(٢)
آهُ یا أرضَ كربلاءَ
___

أجدبَ الدهرُ يومَ كربٍ وبيلِ
في طُفوفٍ ضنَّتْ بماءِ الغليلِ

هو كربٌ عدى على الدينِ طُرّاً
واستباحَ الحسينَ يوم َ النُكولِ

وهو سبطُ النبيِّ طُـهْرٌ شريفٌ
وشريكُ القرآنِ هادي السبيلِ

ثارَ بالحقِّ مرشداً ودليلاً
ضذَّ حُـكمٍ لا يستقيمُ غليلِ

آهِ يا أرضَ كربلاءَ طغا البغـ
ـيُ بليلٍ داجي السوادِ ثقيلِ

طالَ حُزنُ الاُلى كِراماً عِظاماً
باضطهادٍ ومجرياتٍ مَهُولِ

فعلى مصرعِ الحُسينِ دموعٌ
سائلاتٌ حرّى بكلِّ مَسِيلِ

يا سَليلَ الطُّهرَينِ خيرَ إمامٍ
حلَّ في قلبِ كلِّ حُرٍّ أصيلٍ

قد نهجتَ الجهادَ دربَ صلاحٍ
فسلكنا لحرب باغٍ جهولِ

مُذ حَيِينا نذوقُ طعمَ البلايا
ذنبُنا حُبُّنا لآلِ الرسولِ

حزنُنا دائمٌ وإنْ لامَ وغدٌ
وابتغانا بالذبحِ والتقتيلِ

فمتى ينجلي الظلامُ بصبحٍ
يزدهي باللِّقا المُغيثِ الجميلِ

يا بن طه الأمينِ وابنَ عليٍّ
وحبيبَ الزهرا المصونِ البتولِ

يومُ عاشورَ سوف يبقى مناراً
وسيبقى للحقِّ خيرَ دليلِ

فسلام عليكَ جُرحُكَ أحيا
خيرَ دينٍ بعد الونى والخمولِ

**


(٣)

منَعُوهُمُ المَاءَ الفُرَاتَ فظاظةً
____

عادتْ إلينا كربلاءُ مِدادا
فالعينُ تهتِفُ بالدُّموعِ حِدادا

عادَ الحسينُ مُضمّخاً بدمائهِ
يستنصِرُ المتحفِّزينَ رَشادا

ويَقولُ : أينَ الناصرُونَ حقيقةً
بل أين مَنْ يحمي الذِّمارَ جِهادا

يَحمي ثغورَ الدينِ من أعدائهِ
ويصُونُ مِيراثاً غدا إفرادا

يروي المودَّةَ بالفِداءِ وِقايةً
كي لا يَعيثَ الظالمون فسادا

جاءَ المحرَّمُ بالعزاءِ مصائباً
نزلَتْ بآلِ محمدٍ أَحقادا

حيثُ الحَسينُ وآلُهُ وصِحابُهُ
في كربلاءَ تقتَّلُوا أَمجادا

وجُيوشُ أعداءِ الرسالةِ سُؤلُهُمْ
ثاراتُ كُفّارٍ قَضَوا أَفنادَا

قد أنكروا الدينَ الحنيفَ ونَبعَهُ
وعَدَوا على آلِ النبيِّ شِدادا

منَعُوهُمُ المَاءَ الفُرَاتَ فظاظةً
وقَساوَةً قد فطَّرَتْ أكبادَا

وبناتُ طهَ في الخِباءِ ذواعِرٌ
ويَصِحْنَ أينَ محمدٌ إنجادا

أينَ البتولُ واينَ حيدرةُ الحمى
اين الذين بحِصنهِم نتفادى

للهِ نَشكُو اُمَّةً غدرَتْ بنا
وتجهالَتْ مَعروفَنا أَضدادا

أوَ مثلُ زينبَ تستغيثُ مرُوعَةً
وهي المَصُونُ فحُوصِرَتْ أَجنادا

أوَ مثلُ زينِ العابدينَ مُكابِدٌ
وهو المؤمَّلُ قائداً سَجّادا

أوَ مثلُ سبطِ مُحمدٍ يَرِدُ الرَّدى
عطشانَ وهو يقارِعُ الأوغادا

واحسرتاهُ على قُرابةِ أحمدٍ
نُحِرُوا ولم تُرْعَ المودَّةُ زادا

في يومِ عاشوراءَ ماتُوا شُهَّدَاً
بكتِ السَّماءُ عليهِمُ أسيادا

بدأتْ مَصائبُ آلِ بيتِ محمدٍ
مِنْ يومِ أنْ تُرِكَ الوَصيُّ عِنادا

فتلاقَفَ الحُكْمَ العُصاةُ تجَنِّياً
يا بئسَ مَنْ منعَ السُّراةَ وِدادا
____
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي