مشهد "أنصار" أمريكا في مطار كابول.. نسخة منه الى "أنصارها" في بلاد العرب

مشهد
الإثنين ١٦ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

افلام وصور صادمة تداولتها وسائل إعلام محلية وناشطون في افغانستان، تظهر كيف تعاملت القوات الامريكية، في مطار كابول، بكل قسوة واحتقار مع مواطنين افغان كانوا يحاولون الصعود الى طائرة عسكرية امريكية، بعد سيطرة مقاتلي طالبان على العاصمة كابول.

العالم يقال ان

بعض مقاطع الفيديو، بثتها وسائل إعلام أفغانية، اظهرت مواطنين ينتشلون جثث أشخاص سقطوا فوق المنازل بعد تشبثهم بإطارات طائرة أقلعت من مطار العاصمة الأفغانية كابول.

بعد صعود موظفي السفارة الأميركية ودبلوماسيين أجانب من دول عدة، وكلاب عسكرية أمريكية، الى الطائرة ، اطلق الجنود الامريكون النار على المواطنين الافغان الذي احتشدوا حول الطائرة، فقتلوا خمسة منهم واصابوا اخرين.

يبدو ان هؤلاء المواطنين الافغان وقعوا ضحية الاعلام الامريكي، والاعلام التابع لعملاء امريكا، وصدقوا ان امريكا هي حليفهم الوثيق، وانها على استعداد لانقاذهم، وهو ما دفعهم الى الهجوم على المطار والتحلق حول الطائرة الامريكية، الا انهم وبدلا من ان يجدوا يدا امريكية ممدودة، واجهوا فوهات البنادق وهي تطلق عليهم الرصاص الحي؟.

يبدو ان اللغة الدبلوماسية لم تعد قادرة على وصف هذه التراجيديا الافغانية، ولابد من وصف ما يجري في افغانستان بلغة موضوعية وان كانت قاسية، وهذا ما فعله القائم بأعمال وزير الدفاع الافغاني الجنرال بسم الله محمدي، الذي كتب على "تويتر" يقول : "قيدوا أيدينا وراء ظهورنا وباعوا الوطن، اللعنة على غني وعصابته"، اما رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغاني عبد الله عبد الله فقد وجه انتقادات حادة لغني بعد مغادرته افغانستان، حيث قال: "حقيقة إن الرئيس الأفغاني السابق غادر، ووضع الشعب والبلاد في هذا الوضع السيئ، سيحاسبه الله وشعب أفغانستان أيضا".

مهما حاول المسؤولون الافغان ان يتهربوا من مسؤولية ما جرى، عبر القائها على بعضهم البعض، ستبقى هذه المشاهد المحزنة والمؤلمة والصادمة، تؤرقهم مهما طال الزمن، فالذي يحدث اليوم في افغانستان، وخاصة ما حدث في مطار كابول، ما كان ليحدث لولا وقوعهم في الفخ الامريكي، الذي صور لهم السراب ماء، وصور احتلاله لبلادهم قاعدة للانطلاق نحو التقدم والتطور والرفاهية، فاذا بامريكا "المنقذ" تنقذ كلابها وتترك المتعاقدين والمتعاونين معها وانصارها فريسة لطالبان.. نرجو ان تصل "نسخة" مما حدث في مطار كابول الى "انصار" امريكا في بلاد العرب، من الذين مازالوا يرون السراب الامريكي ماء.