لا جديد في تقرير وكالة الطاقة الذرية.. لا تراجع إيراني دون تراجع أمريكي

لا جديد في تقرير وكالة الطاقة الذرية.. لا تراجع إيراني دون تراجع أمريكي
الأربعاء ١٨ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

"أقتربت ايران كثيرا من انتاج اسلحة نووية".. "6 اشهر كحد اقصى تفصل بين ايران والسلاح النووي".."ايران باتت على عتبة السلاح النووي".. "اذا استمرت ايران بهذه الوتيرة من التخصيب فلا يفصل بينها وبين القنبلة النووية الا سنة واحدة".."ايران تقترب من السلاح النووي والعالم يتفرج".. "شهور قليلة وايران  ستفاجىء العالم بإنتاجها قنبلة نووية".. هذه عبارات لطالما تكررت في تقارير المخابرات الامريكية، والموساد "الاسرائيلي" وحتى تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واللافت ان تاريخ هذه التقارير يعود الى عقد او عقدين من الزمن!!.

العالم كشكول

واكثر هذه التقارير تأكيدا على ان ايران اصبحت قريبة جدا جدا من القنبلة النووية، هو التقرير الذي قدمه رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو من على منصة الامم المتحدة قبل عدة سنوات مضت!!. من الواضح لو كانت هذه التقارير ذات مصداقية لكانت ايران اليوم تمتلك مئات القنابل النووية!!، واللافت ان اكثر الجهات علما بكذب هذه التقارير، هي الجهات التي اصدرتها، امريكا و "اسرائيل" وبعض العاملين لهما في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

اليوم، وتحديدا في 17 اب اغسطس/ اب 2021، خرجت علينا الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نقلا عن مفتشيها في ايران، لتقول ان "إيران بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60% في وحدة إنتاج ثانية في منشأتها النووية في نطنز" وهي نسبة "قريبة من تلك اللازمة لصنع السلاح النووي"، وانها "أنتجت بالفعل 200 جرام من معدن اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة".

ما لم تقله هذه التقارير، هو ان كل الذي يجري في المنشآت النووية الايرانية، يجري تحت اشراف مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإيران تسمح لهم بالاشراف على هذه المنشآت على مدار الساعة، فليس لديها ما تخفيه، فكل ما ينقل عن الوكالة الدولية ومفتشيها، هي معلومات زودتها بهم ايران. وان جميع برامج واجراءات ايران مطابقة تماما لمعاهدة "ان بي تي" والتزاماتها في اطار اتفاق الضمانات، وتجري بمراقبة الوكالة ووفق اعلان مسبق.

الوكالة الدولية تعلم قبل غيرها، ان خطوات ايران التخفيضية والتعويضية فيما يتعلق بالاتفاق النووي جرت في اطار الاتفاق النووي نفسه ومثلما تم الاعلان عنه مرارا فانها جاءت ردا على انسحاب امريكا من جانب واحد من الاتفاق ، وانتهاكها للقرار الاممي 2231 ، وعدم التزام جميع الاطراف الاخرى وخاصة الدول الاوروبية الثلاث بالاتفاق النووي.

بات واضحا للامريكيين والغربيين، انه في حال استمروا بتجاهل الاتفاق النووي، واصروا على سياسة تقاسم الادوار للتهرب من التزاماتهم المنصوص عليها في الاتفاق، بهدف الضغط على ايران لتقديم تنازلات ، فان ايران ستتابع برنامجها النووي السلمي، على اساس حاجاتها وقراراتها السيادية وفي اطار التزاماتها في اتفاقية الضمانات.

ايران لا تطلب المستحيل، كل ما تطلبه هو ان ترفع واشنطن اجراءات الحظر الاحادية وغير القانونية ضد الشعب الايراني وبصورة كاملة ومؤثرة وقابلة للتحقق، وان تلتزم الدول الاوربية بتعهداتها في اطار الاتفاق النووي، وعندها فقط ستعود ايران عن جميع خطواتها التخفيضية والتعويضية في اطار الاتفاق النووي.

على الامريكيين والاوروبين ومن ورائهم "اسرائيل" ، الكف عن استخدام سلاح الحرب النفسية البالي، من اجل دفع ايران الى التراجع والتنازل عن حقوقها ومصالحها، فتخويف العالم من ايران ومن "سلاحها النووي" المزعوم، لم يعد له اي تأثير ، فإكذوبة هذا السلاح ، لم تعد تنطلي حتى على السذج، فلا تراجع ايراني دون تراجع امريكي، لذا ليس امام امريكا وحلفائها من خيار، لدفع ايران الى التراجع عن خفض التزامها بالاتفاق النووي، سوى تنفيذ امريكا التزاماتها بالاتفاق ورفع عقوباتها الاحادية الجانب وغير القانونية عن الشعب الايراني.