تصفية الحسابات الداخلية الأميركية على حساب "طالبان"

تصفية الحسابات الداخلية الأميركية على حساب
الأحد ٢٢ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٢:٤١ بتوقيت غرينتش

لا شك أن خروج امريكا من افغانستان بغض النظر عن سبب الخروج وابعاده وتبعاته، يعتبر هزيمه كبيره بالنسبه لامريكا، وخصوصا ان هذا الخروج جاء بعد كل هذه السنوات من الاحتلال وبعد ان انفقت امريكا ملايين الدولارات بالاضافه الى ازهاق رواح المئات من جنودها.

العالم – يقال أن

في الحقيقه فان خروج أميركا من افغانستان بهذه الطريقه الفوضوية وهذا السيناريو انما يخفي خلفه الكثير من الالغاز والاسرار التي يمكن ان تكشف لنا في المستقبل، ولكن بعيدا عن هذا الموضوع فان خروج امريكا من افغانستان بامر من الرئيس الامريكي جو بايدن تحول إلى نقطه لتصفيه الحسابات في الداخل الامريكي على حساب طالبان.

تصفيه الحسابات بدات من الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الذي اعتبر انسحاب القوات الامريكيه من افغانستان اكبر مهانه في مجال السياسة الخارجية التي تعرضت لها الولايات المتحدة في تاريخها، وهذا التصريح في الحقيقة يعكس جزء من الهزيمة الامريكية التي تلقتها في افغانستان، ومهما حاول الامريكيون تخبئة هذه الحقيقة فان هذه الحقيقة اصبحت مكشوفة بالنسبة للجميع وقد ظهر ذلك جليا في تصريحات جو بايدن التي اعقبت الانسحاب.

وفيما اعتبر ترامب ان خروج بايدن من افغانستان هو العرض الاكثر اثارة للدهشة لعدم الكفاءة من قبل زعيم امة على الاطلاق، انتقد الرئيس الامريكي جو بايدن اتفاق الانسحاب الذي ورثه عن سلفه دونالد ترامب وقال انه ورث اتفاق انسحاب سيء من سلفه.

وفي هذا السياق اظهرت استطلاعات للرأي تراجع التاييد الشعبي للرئيس الامريكي جو بايدن ووصوله الى أدنى مستوى له منذ توليه المنصب بعد انسحابه من افغانستان حيث اشارت استطلاعات الراي ان 46 بالمئه فقط من الامريكيين البالغين أيدوا بايدن في استطلاع الراي الاسبوعي الأخير .

وبعيدا عن التناحرات الداخلية الاميركية فلا شك ان هذا الانسحاب يحمل الكثير من العبر التي يجب ان يتم تسليط الضوء عليها ولعل اهمها ان امريكا لا يمكنه ان تفرض سياساتها على العالم من خلال التدخل العسكري وان التواجد العسكري الامريكي في المنطقه وفي اي مكان خارج الولايات يعتبر احتلالا وان هذا الاحتلال لابد ان ياتي يوما وينتهي وذلك بغض النظر عن طريقة نهايته ومن الذي سوف ينهيه.

العبرة الاخرى والمهمه ايضا والتي يجب ان ياخذها حلفاء و امريكا هي ان امريكا ليست حليفا يمكن الاعتماد عليه، وبالتالي فان ترتيب الاوراق الداخليه في بلدان المنطقه وتحقيق المصالحة بين التوجهات المختلفه يعتبر الطريق الامثل لحل جميع المشاكل.