لبنان: ارتفاع اسعار المحروقات لم تحل المشكلة

لبنان: ارتفاع اسعار المحروقات لم تحل المشكلة
الإثنين ٢٣ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٩:٠٠ بتوقيت غرينتش

ارتفاع اسعار المحروقات في لبنان لم يؤدي الى حل المشاكل الناجمة عن فقدان هذه المواد  و بقيت الطوابير الطويل امام محطات النبزين في العاصمة و سائر المناطق اللبنانية.

العالم_لبنان

وحسب بعض المصادر في بيروت فإن سبب استمرار الأزمة أن الشركات تمتنع عن بيع مخزونها من البنزين والمازوت للمحطات بذريعة أنها تحتفظ بكميات كبيرة لديها ولا تبيعها طمعا ببيعها بالأسعار المرتفعة الجديدة علما أنها اشترتها على السعر القديم المنخفض.

انقطاع مادتي البنزين والمازوت كنكبة للاقتصاد اللبناني و ادى شلل تام واغتيال للإقتصاد الذي بات يعمل بأقلّ من ثلث الناتج المحلي الذي كما في السابق، اذ كان ناتجنا المحلي حتى سنة 2018 ما يعادل 55 مليار دولار، لكن بعد الازمة المالية والنقدية والتي تبعتها أزمة وباء كورونا التي ضربت العالم، انحدر الناتج في لبنان الى 25 مليار دولار، واليوم بعد ضربة الفيول كإنتاج عام لا يمكن ان نصل ابدا الى هذه الارقام السابقة لأن الاقتصاد يدور بنصف كي لا نقل بربع ما كان في خضمّ الازمة.

و يتوقع رئيس تجمع رجال وسيدات الاعمال اللبنانيين في العالم فؤاد زمكحل في حديث صحفي اليوم الاثنين أن نصل الى ناتج محلي لا يتعدى 15 مليار دولار، أي أقل من ثلث الناتج المحلي الذي كنا نحققه في السابق، والذي على أيّ حال لم يكن ينتج وظائف او يخلق نموا. وهذا اول انعكاس للأزمة حسب زمكحل، وهو يعني تصغير حجم الاقتصاد في قطاعات الزراعة، الصناعة، الصحة والتجارة وغيرها؛ موضحا ان النقص بالبنزين يقلّل الحركة التجاريّة والتبادليّة وحركة الموظفين، لكن لحسن الحظ كان لدينا حل عبر امكانية التواصل عبر الانترنت، لكن أنقطاع المازوت ضرب هذه الوسيلة ايضا. ففقدنا التواصل الداخلي والخارجي، مما يعني عدم امكانية وجود إقتصاد دون تواصل حي أو أونلاين أو عبر التواصل العام، اذن لا نتحدث هنا عن انحدار بل الهبوط النهائي لكل الاقتصاد اللبناني.

وخلص زمكحل الى انه اذا استمر هذا الوضع الشاذ لوقت طويل ستكون من اكبر الكوارث، متمنيا ألاّ تطول هذه الازمة لأنه سيكون من الصعوبة بمكان إعادة البناء.
بالنسبة للقطاع الصناعي رأى زمكحل ان المصانع التي استطاعت تأمين المازوت تعمل من 3 الى 4 ساعات يوميا، علما ان هذه المعامل كانت طاقتها 24/24 فأصبحت 20% منها، وفيما يتعلق بالحركة التجارية شهدنا كيف تأثرت بنقص التنقل، وصارت المحال تعمل نصف دوام.

والناس لم تعد تتحرّك بسبب انقطاع البنزين، مما أدى الى شبه شلل في الحركة التجارية، وحتى لا تواصل أونلاين وهذا الامر يشكل خطورة على فتح المدارس والجامعات بعد اسابيع، إذن لم يعد الوضع يُسمّى تراجعا بل إنهيارًا تاما، واغتيال للإقتصاد اللبناني وكل القطاعات الانتاجية.
العالم_لبنان