عنتريات بينت للاستهلاك المحلي

عنتريات بينت للاستهلاك المحلي
الخميس ٢٦ أغسطس ٢٠٢١ - ٠١:٤٣ بتوقيت غرينتش

قبل ان يغادر رئيس الحكومة الاسرائيلية نفتالي بينت تل ابيب متوجها الى واشنطن للقاء سيد البيت الابيض خرج بتصريحات اقل ما يمكن ان توصف بانها طفولية ولا تصدر الى من غر بالسياسية لا يقرأ الواقع ولا يعرف كيف يمكن التعامل معه.

العالم - قضية اليوم

الحلم الطفولي لبينت ان يشكل تحالفا عربيا اسرائيليا لمواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية ،هو حلم راود سلفه نتنياهو بما كان يملك من حنكة سياسية ودعم امريكي ترامبي غير محدود ورغم ذلك فشل في تحقيقه واجهض الحلم قبل ان يصبح حقيقة.

نفتالي بينت سيقدم لبايدن رؤيته للمرحلة المقبلة في التعامل مع الواقع المتغير في الشرق الاوسط ، بالنسبة للفلسطينيين الرجل يرفض اي حلول تفضي الى دولة فلسطينية مستقلة ويحاول ان يستنسخ رؤية معلمه نتنياهو والتي تقوم على خلق تسوية اقتصادية مع الفلسطينيين لا اكثر.

اما العودة الى مفاوضات على اساس حل الدولتين فالرجل سيبلغ بايدن رفضه لها تماما ، بالطبع بينت يعلم ان في ائتلافه الحكومي هناك من هو قادر بجرة قلم ان يعيده الى صفوف المعارضة وينهي النشوة التي يعيشها بوصوله دون سابق انذار الى رئاسة الحكومة الاسرائيلية.

اما بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية فالرجل سيبلغ الادارة الامريكية برفضه عودتها الى الاتفاق النووي رغم قناعته بان بايدن ومن معه لن ينظروا كثيرا الى رؤيته لكنه يحاول من خلال التصريحات ان يظهر للشارع الاسرائيلي بانه لا يقل عن نتنياهو في قدرته التاثير على الادارة الامريكية خاصة وان نتنياهو في خطابه امام الكنيست يوم تنصيب بينت تحداه بان يكون قادرا على تحدي الادارة الامريكية كما فعل هو.

لكن الحقيقة ان الادارة الامريكية الحالية لديها اهداف ومصالح اكبر من الصراع العربي الاسرائيلي وعليه فان الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية اذا تم فلن يكون لتل ابيب اكثر من ضمانات بان لا تتاثر سلبا نتاج هذا الاتفاق وهو التزام ستقدمه الولايات المتحدة لحليفها ولن تقدمه ايران لانها اصلا لا تعترف بوجود كيان الاحتلال الاسرائيلي.

بينت في تصريحاته عن الحلف العربي الاسرائيلي في مواجهة ايران يحاول ان يتلاعب بمشاعر الاسرائيليين ليقول لهم ان عالما عربيا اصبح يسير وفق الرؤية الاسرائيلية وانه يسير بخطى ثابتة في اقامة هذا التحالف.

لكن هذا التحالف مكتوب دائما له الفشل لعدة اسباب.

اولها ان الكيان الاسرائيلي ليس حليفا حقيقيا وقدرته على تقديم دعما للحلفاء المحتملين امر شبه مستحيل.

ثانيهما ان الحلفاء المحتملين اصلا غير متفقين على نهج واضح في التعامل مع الجمهورية الاسلامية.

ان عنتريات نفتالي بينت هي للاستهلاك المحلي ولن تتجاوز مسامع جمهوره الذي يرى بانه رئيس حكومة ضعيف ولا تملك حكومته افقا للبقاء مادام نتنياهو يراس المعارضه وحزب الليكود المعارض.

التناقضات التي تحيط ببينت وحلفاءه الاسرائيليين غير المنسجمين فكريا وسياسيا تجعله يتحدث بلغة السياسي الغض الذي لا يملك التجربة والرؤية المنطقية للتعامل مع المتغيرات السريعة في المنطقة وعلى راسها الملف النووي الايراني .

العالم - فارس الصرفندي