الاحتلال يتقاوى على اطفال فلسطين.. ’اليونيسيف’ تدق ناقوس الخطر

الاحتلال يتقاوى على اطفال فلسطين..  ’اليونيسيف’ تدق ناقوس الخطر
السبت ٢٨ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٢:٥٥ بتوقيت غرينتش

قبل يوم من استشهاد طفل فلسطيني متأثر بجراح اصيب بها نتيجة طلقة قناص غادرة، اطلقت منظمة الامم المتحدة للاطفال "اليونيسيف" تحذيراتها من عدم قدرتها على دعم اطفال فلسطين بسبب نقص حاد في ميزانيتها واستمرار الاحتلال في انتهاك كل القوانين والمواثيق الدولية التي تحمي الاطفال، موثقة استشهاد 9 اطفال فلسطينيين بالرصاص خلال ثلاثة اشهر، واصابة اكثر من 550 طفلا بجروح مختلفة.

العالم - يقال ان

بحرقة وحسرة ودعت والدة الشهيد الطفل عمر حسن أبو النيل 12 عاما ابنها الى مثواه الاخير، بعد اسبوع قضاه في المستشفى جراء رصاصة اطلقها جندي صهيوني حاقد نحوه شرق مدينة غزة لتستقر في رأسه وليعلن عن استشهاده صباح اليوم السبت وليرتفع عدد الشهداء الاطفال الى 10 وتفجع ام آخرى بفلذة كبدها وتزفه عريسا بإسم القدس والمسجد الاقصى وهو الذي خرج من منزله نصرة للمسجد الاقصى المبارك يوم السبت الماضي في الذكرى الـ 52 لاحراقه وللاحتجاج على الحصار الظالم الذي فرض على القطاع حتى قبل ان يرى النور ليعود مضرجا بدمائه الذكية.

ادراج المؤسسات الحقوقية والانسانية المحلية منها والدولية ضاقت بالملفات التي توثق جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، والمجتمع الدولي رغم كل هذا لا يزال يدير الاذن الصماء ويغمضون العين في ظل صمت مطبق.

وثيقة اليونسيف اليوم تضاف الى سلسلة الملفات المكدسة صدرت عن اعلى مؤسسة اممية تعنى بالطفولة وللطفولة الفلسطينية تحت سطوة الاحتلال الاسرائيلي، جرح لا يبرأ الى برحيله وهذا على الاقل ما يمكن استخلاصه من تقرير اليونيسيف.

ففي فترة تقل عن ثلاثة اشهر وتمتد من الـ 7 من ايار/ مايو حتى الـ 31 من تموز/يوليو قتلت قوات الاحتلال برصاصها 10 اطفال فلسطينيين اصغرهم يبلغ 3 اعوام فقط، اما الاطفال الجرحى فقط بلغ عددهم اكثر من 556 طفلا اصيبوا بجروح مختلفة باستخدام الذخيرة الحية والرصاص المطاطي، قوات الاحتلال اعتقلت ما لا يقل عن 170 طفلا بالقدس خلال الفترة نفسها.

التقرير اوضح ان طائرات الاحتلال استهدفت خلال العدوان الاخير على قطاع غزة 116 روضة اطفال خاصة و 140 مبنى لمدارس عامة بالاضافة الى 41 مدرسة تابعة للاونروا، مؤكدا ان هذه المؤسسات التعليمية تعرضت لاضرار جسيمه وهو ما دفع المنظمة للبدأ باعادة التاهيل الطارئ لـ 20 مدرسة من اصل 46 فقط التزمت اليونيسف باصلاحها، هذا فضلا عن تضرر 63 مبنى مدرسيا آخر للاونروا جراء استيعاب نحو 70 الف نازح في القطاع، ومع العدوان الاسرائيلي الاخير ايضا ارتفع مؤشر الحاجة لتقديم مساعدة انسانية لتلبية احتياجات ليبلغ بالتالي 47 مليون دولار مع فجوة تصل الى نحو 33 مليون دولار.

ولربما حاولت المنظمة الاممية رفع الصوت على وقع اشاراتها في التقرير الى النقص الحاد في ميزانيتها محذرة بالتالي من انها لن تكون قادرة على استئناف عملياتها لدعم اطفال فلسطين ولن تتمكن من الاستمرار في الاستجابة للاحتياجات الانسانية العاجلة وهو ما يدفع الى دق ناقوص الخطر لاستقطاب المساعدات الطارئة الى الاطفال الذين يرزحون تحت وطئة الاحتلال.

ورأى باحثون في شؤون الاسرى أن جنود الاحتلال يستهدفون الأطفال استهدفا ممنهجًا وبتعليمات مباشرة من أعلى المستويات السياسية والأمنية لقادة الاحتلال، وذلك بهدف ردعهم عن المشاركة في مقاومة الاحتلال، وضياع فرصهم في التعليم، وتدمير مستقبلهم، ومحاولة لخلق جيل ضعيف وخائف.

وأن جميع الأطفال المعتقلين تعرضوا للتعذيب والتنكيل منذ اللحظة الأولى للاعتقال باقتيادهم من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل، أو اختطافهم من الشوارع وعلى الحواجز، ويتعرضون لأشكال متعددة من التنكيل والإهانة بما فيها الضرب المبرح، والتهديد، واستخدام الكلاب البوليسية المتوحشة لإرهابهم، كما أن الاحتلال لم يتوان عن اعتقال أطفال جرحى بعد إطلاق النار عليهم وإصابتهم بجروح مختلفة بعضها خطرة، ونقلهم في ظروف صعبة، بل وصل الأمر للتحقيق معهم في المستشفيات، وابتزازاهم بتقديم اعترافات مقابل العلاج والرعاية الطبية، كذلك اعتقل الاحتلال أطفالا من ذوى الاحتياجات الخاصة.