سفير حمد في طريقه الى تل أبيب

لماذا يضع النظام الخليفي كل بيضه في سلة "إسرائيل" المتهرئة؟

لماذا يضع النظام الخليفي كل بيضه في سلة
الإثنين ٣٠ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٢:٣٤ بتوقيت غرينتش

ذكرت مصادر خبرية ان سفير البحرين لدى الاحتلال الاسرائيلي خالد الجلاهمة، سيصل الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال الأيام القليلة القادمة، ليباشر "مهام منصبه" كـأول سفير للبحرين في "إسرائيل"، بعد ان ادى قبل شهر، "اليمين القانونية"!، أمام ملك البحرين حمد بن عيسى.

العالم كشكول

بات بحكم المؤكد ان النظام الخليفي في البحرين وضع كل بيضه في سلة الكيان الاسرائيلي، وهذا الارتماء اللافت في احضان الصهاينة، مرده شعور النظام الخليفي، بإنفصاله الكامل عن الشعب البحريني، وبعدم وجود جذور له في الارض البحرينية، حيث ينظر الشعب البحريني الى اسرة خليفة، على انهم دخلاء وغرباء عن البلاد، وتم فرضهم من قبل المستعمر البريطاني، بالقوة والخداع على الشعب البحريني.

الشعور بالخوف من المستقبل ومن الشعب، هو الذي دفع النظام الخليفي، الى الاستعانة بعناصر الاجهزة القمعية للنظام الصدامي الذين فروا من العراق بعد سقوط صنم بغداد عام 2003، واحتضن النظام الخليفي اعدادا كبيرة من هؤلاء القتلة والمجرمين ومنحهم الجنسية البحرينية وسلطهم على رقااب الشعب، وحالة الخوف وعدم الاطمئنان بالمستقبل، هو الذي دفع النظام الخليفي ايضا الى فتح حدود البلاد امام المحتل السعودي، لقمع التظاهرات السلمية للشعب البحريني، المطالبة بالحرية والمساوة والعدل.

وقبل انتفاضة الشعب البحريني، ااحتضن النظم الخليفي مقر الاسطول الامريكي الخامس، كما اقام على ارض البحرين قاعدة عسكرية بريطانية، واستخدم سياسة طائفية وعنصرية ضد ابناء الشعب البحرني الاصلاء، فقد سلب الجنسية البحرينية عن الالاف منهم ، ومنحها بالمقابل لشذاذ الافاق من مختلف انحاء العالم، واستخدمهم في اجهزته الامنية القمعية، وزج بالاف من خيرة ابناء الشعب البحريني بالسجون، وقام بتعذيبهم، واعدم العديد منهم، واغلق مقار لاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وكمم الافواه ، وقمع التظاهرات والاجتماعات السلمية، بدعم امريكي بريطاني واسرائيلي وسعودي فاضح.

يبدو ان الشرخ الموجود بين الشعب البحريني والنظام الخليفي، كان اكبر من ان يسده النطام بالاجراءات التي تحدثنا عنها على مدى تاريخ حكمه الاسود، لذلك لجأ الى الارتماء وبشكل مذل وعر في احضان المحتل الاسرائيلي، العدو الاول للعرب والمسلمين، على أمل ان يستقوي بهذا المحتل على شعبه، الرفض للمحتل الاسرائيلي كرفضه للنظام الخليفي.

ومنذ منتصف سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وفور توقيع النظام الخليفي على اتفاقية التطبيع مع كيان الإحتلال الإسرائيلي، هرول النظام الخليفي وبشكل هستري للارتماء في احضان السادة الجدد، دون ادنى احترام لمشاعر الشعب البحريني المعروف برفضه للتطبيع مع عدو البحرين والامتين العريية والاسلمية، فلم يجد المراقبون من وصف يصفون به مواقف وممارسات النظام الخليفي الا بـ"الصبيانية":

-فقد وصف سفير البحرين لدى امريكا عبد الله راشد الخليفة، الفلسطينيين بـ"الإرهابيين"، لانهم طلقوا الصواريخ على الكيان الإسرائيلي، خلال حرب "سيف القدس" بين غزة وكيان الاحتلال والتي استمرت11 يوما.

-قاموا بتأسيس كنيس يهودي وسط المنامة لـ 36 يهوديا بحرينيا، بينما نراهم يهدمون الحسينيات، والمواكب الحسينية، للغالبية العظمى من الشعب البحريني.

-التصرفات الصبيانية التي قام بها نائب وزير الخارجية البحريني عبد الله بن أحمد آل خليفة، خلال زيارته للاراضي المحتلة على مدى اربعة ايام، حيث التقى باللواء تل كالمان، والتقط معه صورة، والمعروف ان كالمان، يترأس استراتيجية "الجيش الإسرائيلي" وفرقة الدائرة الثالثة، المعروفة عسكرياً باسم"قيادة إيران"، وهي هيئة تأسست قبل عام للتخطيط للحرب العسكرية ضد إيران.

كما قام هذا الضيف البحريني البليد، برحلة غطس قام بها، برفقة مدير عام وزارة الخارجية "الإسرائيلية" آلون أوشبيز، في رأس الناقورة.

هذه التصرفات كانت غريبة حتى لدى "الاسرائليين" انفسهم ، حيث كتبت صحيفة "معاريف" تقول :"أنهم جميعاً حلوا ضيوفاً على الموساد ومكتب رئيس الوزراء دون رؤيتهم.. هذا هو المألوف في إسرائيل، لكن زيارة الضيف البحريني، وقبوله النشر على الملأ هذا هو غير المألوف".

-وقع النظام الخليفي على مذكرة تفاهم مع كيان الاحتلال الاسرائيلي لـ"تعزيز التعاون ضد إيران، كشفت عنها مصادر إسرائيلية في إطار ما وصفته بـ"حرب الأفكار"، وتعزيز التعاون بين الجانبين في مجال البحوث التي تساعد البلدين على مواجهة إيران بحرب الأفكار!.

كما اتضح مما تقدم، ان النظام الخليفي، هدم جميع الجسور بينه وبين الشعب البحريني، وكذلك هدم كل الجسور بينه وبين دول وشعوب المنطقة، بعد ان قرر ان يكون جزءا من استراتيجية العدو الاسرائيلي ضد دول وشعوب المنطقة وضد القضية الفلسطينية، وان عمليات الهدم هذه سترتد سلبا على النظام نفسه، لاسيما ان كل ما يقوم به هو من جراء ضعفه وتبعيته العمياء للسياسة الامريكية في المنطقة، وهي سياسة مبنية من الفها الى يائها للمصلحة "الاسرائيلية" فقط.