ماذا تعرف عن "داعش خراسان"؟

ماذا تعرف عن
الإثنين ٣٠ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٥:٤٠ بتوقيت غرينتش

يتفق جميع الخبراء في شؤون التنظيمات الارهابية التي تتبنى العقيدة الوهابية التكفيرية السعودية، على ان "تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان"، الذي تبنى مسؤولية التفجير الانتحاري في مطار كابول والذي اسفر عن مقتل 170 افغانيا و 13 جنديا امريكيا، ظهر في المشهدين الافغاني والباكستاني عام 2015.

العالم - كشكول

ويرى هؤلاء الخبراء، انه لم يمر وقت طويل على اعلان الارهابي ابوبكر البغدادي، دولة "داعش" في العرق وسوريا عام 2014 ، حتى اجتمع فى منتصف كانون الثاني / يناير 2015، عدد من قادة مجموعات مسلحة من مناطق قبلية باكستانية ومن داخل أفغانستان على الشريط الحدودى بين البلدين، وبايعوا المدعو حافظ سعيد خان أوركزاى أميرا لهم، وعقب ذلك اعترف أبوبكر البغدادى زعيم "داعش" بفرع التنظيم فى "ولاية خراسان".

انضم إليهم لاحقا أفغان محبطون ومنشقون من حركة طالبان، ومتطرفون أوزبك. وخراسان هو الاسم القديم الذي يطلق على منطقة تضم أجزاء من أفغانستان الحالية وباكستان وإيران وآسيا الوسطى.

أنشأ تنظيم "داعش" فرع "ولاية خراسان" أول منفذ له في أفغانستان عام 2015 في منطقة أشين الجبلية، في مقاطعة ننغارهار شرقي البلاد، وتمكنت من إقامة وجود ثابت فيها بالإضافة إلى منطقة كونار المجاورة، وذلك في مناطق في جاوزجان وفارياب شمالي البلاد.واشتبكت الجماعة مع طالبان في مناطق متعددة.

وتفيد التقديرات بأن أعداد مقاتلي "ولاية خراسان" تتراوح بين 500 وبضعة آلاف، بحسب تقرير لمجلس الأمن الدولي صدر في تموز/يوليو. كما انه يعمل بنشاط على تجنيد المنشقين من طالبان.

أعلن تنظيم "داعش" فرع "ولاية خراسان" مسؤوليته عن أكثر الهجمات دموية في السنوات الأخيرة في أفغانستان وباكستان. وذبح مدنيين في مساجد ومستشفيات وأماكن عامة. ففي آب/أغسطس 2019، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم على المسلمين الشيعة خلال حفل زفاف في كابول، أسفر عن مقتل 91 شخصا. وكذلك عن الهجوم الذي استهدف مستشفى للتوليد في حي تقطنه أغلبية من المسلمين الشيعية في كابول، في أيار/مايو 2020، واسفر عن مقتل 25 شخصا من بينهم 16 أما ورضيعا.

وفي الولايات التي تمركز فيها، ترك وجوده آثارا عميقة. إذا أطلق مقاتلوه النار على قرويين وقطعوا رؤوسهم وعذبوهم وأرهبوهم وتركوا ألغاما أرضية في كل مكان.

اما عن علاقتهم بطالبان، فانه بالرغم من أنهما مجموعتان وهابيتان تكفيريتان، فهما تختلفان من حيث العقيدة والاستراتيجية، وتتنافسان حول تجسيد الجهاد، وكدليل على العداء الشديد بينهما، وصفت بيانات "داعش خراسان" طالبان بالكفار، وانتقدت بشدة الاتفاق الذي أبرم في شباط/فبراير 2020 في الدوحة بين واشنطن وطالبان والذي ينص على انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان، متهما الحركة بالتراجع عن القضية الجهادية.

يختلف الخبراء حول مستقبل "داعش خراسان" ، فهناك من يرى ان الجماعة قد تستفيد من انهيار أفغانستان، ويدعمون وجهة نظرهم بتصعيد عدد الهجمات التي نفذتها الجماعة، حيث وصل عدد الهجمات التي تم تنفيذها بين مطلع كانون الثاني/يناير و11 آب/أغسطس إلى 216 هجوما ، مقارنة بـ34 هجوما خلال نفس الفترة من العام الماضي، الأمر لذي سيجعل أفغانستان من أكثر ولايات "داعش" نشاطا.

في المقابل يرى خبراء اخرون، ان "داعش" لا يمكن ان تنتشر في افغانستان كما انتشرت في العراق وسوريا، بسبب وجود طالبان، فطالبان بامكانها الوصول الى اي مكان تصل اليه "داعش"، لذلك لم تتمكن من الانتشار في افغانستان رغم مرور اكثر من 5 سنوان على اعلان وجودها، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة خلال السنوات الماضية، بين "داعش خراسان" وحركة طالبان فى عدة مديريات من ولاية ننغرهار وغيرها.

من الواضح ان الخبراء الذين تحدثوا عن التنافس الذي يجري بين الجماعات التكفيرية في افغانستان، نسوا و تناسوا ان ضحية هذا التنافس هو شعب افغانستان، الذي ابتُلي بهذه الجماعات التي خرجت جميعها من رحم العقيدة الوهابية التكفيرية الدموية، تحت اشراف استخبارات عدد من الدول وفي مقدمتها امريكا والسعودية، من اجل تحويل افغانستان الى مركز لتفريغ الارهاب بهدف استنزاف من تراهم امريكا خصومها، وكذلك من اجل تشويه الدين الاسلامي الحنيف.