ما حصل لاميركا في افغانستان هو فضيحة واكبر بكثير من مجرد اخطاء

الثلاثاء ٣١ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

اعتبر الباحث في الشؤون الدولية طلال عتريسي ان ما حصل للولايات المتحدة الاميركية في افغانستان هو امر اكبر بكثير من مجرد اخطاء بسيطة، بل انه فضيحة كبيرة بالنسبة لدولة عظمى، كما اعتبر ان تصرف اميركا كان غير اخلاقيا مع حلفائها ومن تعاون معها.

العالم - خاص بالعالم

وقال عتريسي في حوار مع قناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": من المفاجئ ان يكون لجيش بحجم الجيش الاميركي وخبرة احتلال في افغانستان على الاقل 20 سنة وخبرة احتلال في دول اخرى كثيرة كفيتنام والعراق ومناطق اخرى، ان يعيش هذا الجيش حالة من التخبط وعدم التنظيم في اخراج قواته من افغانستان وهو يعلم انه سيخرج منها قبل اشهر.

واضاف: كيف يمكن ان يحصل هذا الامر والتدافع والارتباك، هذه الامور تحصل مع دول ضعيفة ومفككة وجيوش لا تعرف كيف تتصرف، وهذا هو المشهد الاميركي في الانسحاب، هذا فعلا امر غريب ومحير، الى هذه الدرجة يحصل هذا الارتباك في التعامل مع عملية دقيقة وحساسة وامنية ولها علاقة بصورة الولايات المتحدة ونفوذها، كل هذا انهار وتراجع.

وتابع عتريسي: هناك صورة قاتمة للولايات المتحدة الاميركية عبرت عنها الاصوات من داخلها من الديمقراطيين والجمهوريين والكونغرس والاعلام والصحافة ودعوات لاقالة بايدن لان القرار كان كارثيا على الولايات المتحدة، يؤشر بشكل قوي الى هذا التراجع والهبوط في مسار النفوذ الدولي للولايات المتحدة لان التراجع له مؤشرات ومحطات تدل عليه، المشهد في المطار كان تكثيف لهذه المؤشرات، فهم لم يستطيعوا ان يحموا العملاء الذين تعاونوا معهم ولم يستطيعوا ان يحموا جنودهم.

واردف قائلا: الفشل الكبير في العملية التي حصلت ان تصريح الرئيس الاميركي انه تم انجاز المهمة في افغانستان وان اميركا ذهبت الى هناك لمحاربة الارهاب فقط ولم تذهب لتبني دولة او بناء الديمقراطية، لم ينه بايدن كلامه حتى ردت داعش بعملية اثبتت ان كل ما حصل لم يؤد الى اي نتيجة، اذن 20 عاما من الاحتلال فشل كامل وطريقة خروج مذلة ومهينة للولايات المتحدة الاميركية.

واعتبر عتريسي ان ما حصل في افغانستان اكبر بكثير من مجرد اخطاء، قائلا نحن نتحدث عن فضيحة وليس مجرد اخطاء بسيطة، لان اولا هناك تعامل غير اخلاقي مع الذين تعاونوا مع الجيش الاميركي طوال 20 عاما، كما ان الاميركيين لم يبلغوا حلفائهم، كما بدا ذلك من خلال انزعاج الالمان والفرنسيين.