الرئيس المشاط يلتقي محافظي المحافظات ويحثهم على خدمة المواطنين

الرئيس المشاط يلتقي محافظي المحافظات ويحثهم على خدمة المواطنين
الثلاثاء ٣١ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

التقى رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط، اليوم الثلاثاء، أمين العاصمة ومحافظي المحافظات.

العالم - اليمن

جرى خلال اللقاء، الذي حضره نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية- وزير المالية، مناقشة النجاحات التي حققتها اللجان الخدمية، وأسباب التأخير في إنجاز بعض المشاريع في الخطة السنوية.

وفي اللقاء، أكد الرئيس المشاط أن أي محافظة ليس فيها خارطة خدمات فمسؤولها فاشل، معبّرا عن شكره للجان الخدمية على ما حققته من إنجازات، وإن كانت ضئيلة مقارنة بما يستحقه الشعب اليمني العظيم في مختلف الجوانب، مثل: القضاء، والأمن، والتعليم، والصحة، والمياه، والطرق، والزراعة، وبناء السدود والحواجز، وغيرها.

وتطرّق الرئيس المشاط إلى ضرورة الاهتمام بالتخطيط بشكل عام، ليعرف كل مسؤول ما يريد أن ينفذه خلال العام، وقال: "إن الاهتمام بالتدريب والتأهيل يُعد من الأولويات، ابتداءً من المحافظ وحتى أصغر موظف، ويجب أن يكون هناك برنامج مكثّف من الآن للتدريب والتأهيل، ليعرف كل مسؤول مهامه وصلاحياته، وما هي الخطط المستقبلية التي عليه تنفيذها لخدمة هذا الشعب".

ولفت إلى أهمية المعلومة، كونها توفِّر الكثير من الجهد والوقت، في حين أن تأهيل المسؤول والكوادر يخفف الكثير من الأعباء، مضيفاً: "لدينا توجّه بأن لا نعيّن أي مسؤول من الآن وصاعداً إلا بعد إدخاله ورشة، وتعريفه باللوائح والقوانين التي لها علاقة بعمله".

وأكد الرئيس المشاط على ضرورة الاهتمام بتفقّد وتقييم العاملين، ومعرفة مواطن النجاح والإخفاق والفشل، وتشخيص أسبابها، وخلفياتها، والعمل على تلافي جوانب القصور ومعالجة الخلل، قائلاً: "إن المسؤولية مغرم وليست مغنما، ولا يوجد أي شيء مشجّع لنا إلا اكتساب الأجر من الله، والخوف من التقصير في أداء المسؤولية بالشكل اللازم"، مشدداً على أهمية محاسبة وإقالة أي مسؤول يمارس الابتزاز.

وتابع: "المسؤولية عليكم كبيرة، فمن عنده استعداد لتحمّلها بكل ما تعنيه الكلمة فهي فرصة لاكتساب الأجر من الله، ومن لم يكن عنده استعداد فالموضوع خطير بينه وبين الله، وعليه تقديم استقالته".

وأكد الرئيس المشاط أن المسؤولية ليست مجرد توقيع على قرارات وصرف شيكات مالية، لكن المسؤولية أن تبني المجتمع في مختلف المجالات، وأن تخطط وتبذل الجهد لتقديم كافة الخدمات للمواطنين، والمقابل رصيد عند الله - سبحانه وتعالى.

ولفت إلى أن معظم المواطنين لا يتحمّلون أسعار الخدمات التي يقدمها القطاع الخاص، فيما الدولة باستطاعتها -بما تمتلكه من بنية تحتية- أن تقدم لهم العديد من الخدمات المختلفة، وبأسعار أقل تكلفة، معتبراً أن أي محافظة لا توجد فيها خارطة خدمات للمدينة والريف فالمسؤول عليها فاشل.

وقال الرئيس المشاط -خلال اللقاء-: "وصلتني معلومات أن بعض الإسفلت تهالك في أسبوع، وهذه مهزلة، ولهذا أوجّهكم بالتحقيق في مثل هذه الحالات، والتقييم والتأكد من الجودة في كل مشروع، لأن وراء كل خلل في أي مشروع مسؤول فاسد، وأي اختلال في الجودة وراءه فساد ومسؤول فاسد".

وحثّ على متابعة وتقييم عمل من يتولون المسؤولية، خصوصاً من لهم اتصال مباشر مع المواطنين. قائلاً: "سنُولي الاهتمام الأكبر والأولوية للمسؤول المباشر بالتواصل مع المواطنين قبل المسؤول الإداري، ليتوجّه الناس إلى الميدان لخدمة هذا الشعب العظيم".

ووجّه الرئيس المشاط أمين العاصمة ومحافظي المحافظات بالنزول الميداني لتلمس أحوال المجتمع، قائلاً: "المحافظون، ومدراء المديريات، وكل مسؤول، معنيون بالنزول وتلمس أحوال المجتمع، وأن ترسل من تثق وتعتمد عليهم لنقل الإشكاليات، والبحث عن الحلول المناسبة لها، ويجب علينا -كمسؤولين من رأس الهرم إلى أسفل الهرم- التحرك لبناء وتنمية المجتمع وفق هدى الله برؤية شاملة".

وأشار إلى أن "الشعب اليمني شعب عظيم وكريم، صمد وصبر وعانى وتحمّل ظلما لم يحصل على مستوى المعمورة، ويستحق منا السهر والتفاني لخدمته، وتقديم كل بوسعنا لتخفيف معاناته".

وحثّ الرئيس المشاط المحافظين ومدراء المديريات على فتح مكاتبهم لاستقبال شكاوى المواطنين، واللقاء بالناس والاستماع إليهم، مؤكداً أن "على المسؤول أن يعلم أنه خادم لهذا الشعب العظيم، وليس متسلطاً عليه، وأما المسؤول المستهتر الذي لا يبالي بأوجاع الناس فمن أكبر الجرائم -عند الله- بقاؤه".

وأردف قائلا: "أنت لست مسؤولاً لتدير المؤسسة الخدمية بما كانت عليه سابقاً فقط، بل يجب عليك أن تشغّل كل البنى التحتية المتوفّرة لدى مؤسستك، وأن تخطط للتوسّع لتقديم الخدمة إلى كل مواطن في الريف والحضر، وهذا في كل مؤسسات الدولة الخدمية، مثل الكهرباء، والمياه، والصحة، وشق الطرقات، وغيرها".

وفي ختام اللقاء، شدد الرئيس المشاط على ضرورة التحرك الجماعي، والمبادرات المجتمعية في إطار أمّة، لأن الله يضع فيها الخير والبركة، وألا يتم افتتاح أي مشروع إلا بالتنسيق مع كافة الجهات الخدمية، لكي يُنجز بشكل كامل.