أفغانستان.. الانسحاب الأميركي

نقاشات معمقة حول جدوى التدخلات الأميركية بعد الخروج من كابل + فيديو

الأربعاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

واشنطن (العالم) 2021.09.01 – تجربة 20 عاما في أفغانستان طوت الولايات المتحدة صفحتها الأخيرة مع خروج آخر جندي أميركي من البلاد.. تجربة يفضل البعض وصفها بالفاشلة فيما يعتبرها آخرون ناجحة من نواح أخرى.. لكن ما قد يجمع عليه المراقبون والمتابعون هو أن الخروج الأميركي بالطريقة التي حصل بها وتبعاته على الداخل الأفغاني يعكس خسارة واضحة لسياسة واشنطن وصورتها خارجيا.

العالم أفغانستان

مع انتهاء التواجد الأميركي العسكري في أفغانستان بدأ الحديث الجدي عن جدوى تجربة العقدين هناك، في ظل ازدياد الانتقادات للرئيس الأميركي جو بايدن في الداخل رغم ترحيب الكثيرين بإنهاء أطول الحروب الأميركية.

وللحكم على تجربة التدخلات الأميركية والغربية وتحديدا في أفغانستان لا بد من النظر إلى الخيارات التي كانت متاحة أمام واشنطن بعد غزو البلاد.

فأي تدخل -تقول مجلة فورين أفيرز- تنتهي مبرراته عندما يتحقق هدفه، الذي هو في حالة أفغانستان القضاء على تهديد القاعدة.. عندها على الدولة المتدخلة الاختيار بين احتلال دائم، أو إعادة الغزو بشكل دوري، أو المساعدة في بناء نظام وريث.

وهنا يمكن الحكم بأن مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان لم يكن محكوم عليها بالفشل منذ البداية، غير أن بذور فشلها النهائي زرعت في وقت مبكر من عام 2002.

يمكن القول إذا إن من الأخطاء المبكرة للإدارات الأميركية إهمالها مصلحة الشعب الأفغاني وتركيزها على تأمين مصالحها الاقتصادية والسياسية بعد الغزو.

وهنا يؤكد المراقبون أن اعتقاد واشنطن بأن بناء دولة أفغانية قوية سيكون بسهولة إنهاء حكم طالبان بعد الغزو كان سببا أساسيا في المشهد الفاشل للخروج عام 2021.

هذه الأخطاء المبكرة تقول فورين أفيرز خلقت وضعا واجهت فيه واشنطن خيارا ليس بين الفوز أو الخسارة بل بين الخسارة أو عدم الخسارة.. وباتت أمام التشبث بتكلفة متواضعة لمواجهة طالبان.. أو المغادرة والاعتراف بفشلها.

وعليه فإن التجربة الأميركية في أفغانستان أثبتت أن مغامرات التدخل في الدول الأخرى، لا تؤدي إلى نتائج إيجابية في معظم الأحيان، وأسلوب الخروج الأميركي يعزز هذا الرأي.

وإذا كان الرئيسان السابقان باراك أوباما ودونالد ترامب قررا عدم الخسارة في مواجهة ما تركه جورج دبليو بوش في ملف أفغانستان، فإن جو بايدن قرر قطع الحبل أخيرا واختار أن يخسر.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..