هل قرار وقف العدوان على اليمن بيد إبن سلمان؟

هل قرار وقف العدوان على اليمن بيد إبن سلمان؟
الإثنين ٠٦ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٥٤ بتوقيت غرينتش

يرى المراقبون للمشهد السعودي، ان ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان يعيش حالة من التيه، فلا الأمر الداخلي استقام له، ولا قدر على إقناع دول العالم بشخصه ومشروعه، مشروعه الوحيد الآن تقديم التنازلات لإرضاء القوى العظمى؛ غيّر المناهج ويعمل على تغيير الهوية الدينية للدولة، إضافة إلى تقديم التنازلات على الساحة السياسية"، هذه الرؤية تتكثف اكثر عند الحديث عن العدوان على اليمن، فهو عدوان يندرج في خانة "تقديم التنازلات لارضاء القوى العظمى"!.

العالم يقال ان

من بين هؤلاء المراقبين من حصر دور ابن سلمان في العدوان على اليمن، بالتنفيذ والتمويل، بينما قرار العدوان هو قرار امريكي اسرائيلي بالاساس، وتم استخدام ابن سلمان كواجهة من اجل اظهار الحرب على اليمن وكانها بين دول عربية، وانها جاءت من اجل "اعادة الشرعية"!!، المتمثلة بالرئيس المستقيل والهارب عبدربه منصور هادي، وبالتالي لن يكون قرار وقف العدوان بيد ابن سلمان، فالرجل يعلم انه هُزم في اليمن، لذلك نراه اليوم يحاول دون جدوى الحفاظ على ماء وجه السعودية الذي أراقه رجال اليمن الاشداء، وعلى صناعته النفطية التي تحولت الى هدف اثير للصواريح والطائرات المسيرة اليمنية، وعلى ما تبقى من دولارات في خزينته.

يبدو ان ما ذهب اليه هؤلاء المراقبون هو اقرب الى الصواب، فالحرب على اليمن وان جاءت لخدمة مصالح امريكا والكيان الاسرائيلي، وهي اهداف ترمي الى تفتيت الدول العربية وشرذمة شعوبها وايجاد مواضع قدم في جغرافيتها الاستراتيجية، الا انها جاءت ايضا كخدمة قدمها ابن سلمان "لارضاء القوى العظمى" من اجل دعمه في اعتلاء عرش السعودية بعد رحيل والده.

الذي يحدث على الارض جاء على خلاف ما يتمنى ابن سلمان، فنتائج الحرب باتت تهدد مستقبله وتقضي على احلامه في الوصول الى العرش، فهو لم يستطع ان يعيد منصور هادي، ولا يغير النظام في اليمن، فحسب بل باتت السعودية تتعرض لهجمات شبه يومية وفي عمقها الجغرافي والاقتصادي والسياسي، وليس عملية توازن الردع السابعة، التي أعلن عنها اليمنيون امس، آخر هذه الهجمات، التي اخذت تحرق آمال ابن سلمان في في الوصول للى العرش قبل ان تحرق منشآته النفطية.

عملية توازن الردع السابعة والتي استهدفت رأس التنورة بمنطقة الدمام شرقي السعودية بثمان طائرات مسيرة نوع صماد٣ وصاروخ باليستي نوع "ذو الفقار"، كما استهدفت منشآت أرامكو في مناطق جدة وجيزان ونجران بخمسة صواريخ باليستية نوع بدر وطائرتين مسيرتين نوع صماد3، وان كانت بمثابة الصفعة التي انهالت على وجه ابن سلمان، الا ان دويها كان اقوى عندما انهالت على المنظومات الرادارية الدفاعية الامريكية والبريطانية والغربية التي اشتراها ابن سلمان بمليارات الدولارات، عندما عجزت عن صد طائرات وصواريخ اليمنيين.

من خلال ما تقدم يرى بعض المراقبين، ان قرار وقف العدوان على اليمن ليس بيد ابن سلمان، فهذا القرار هو بيد من خطط له في امريكا و"اسرائيل"، فلا يحتاج المرء لكثير من الذكاء ليدرك ان الخاسر الاكبر من بين دول العدوان، هي السعودية، وهذه الخسارة ليست غائبة عن ابن سلمان بالتأكيد، الا انه لا يملك الارادة امام من يسعى لكسب رضاهم في الوصول الى العرش، على حساب دماء اليمنيين، وامول السعوديين.