ضمن برنامج ضيف وحوار ..

شقيق أشرف غني يتحدث للعالم عن المفاوضات السياسية ووضع أفغانستان

الثلاثاء ٠٧ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

قال حشمت غني شقيق الرئيس الأفغاني السابق اشرف غني إن طالبان تتحدث عن تشكيل حكومة تشمل الجميع من الهزارة والبشتون والطاجيك ولكن نحن نريد النظيفين من هؤلاء أو من نستطيع الاعتماد عليه مضيفاً بأن السياسيين مارسوا الفساد في البلاد بشكل غير طبيعي طيلة 20 عاماً.

العالم - ضيف وحوار

واليكم نص مقابلة قناة العالم الإخبارية مع حشمت غني شقيق الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني وزعيم قبيلة أشرف زي الأفغانية:

العالم: هل تستطيع طالبان السيطرة على الأوضاع في أفغانستان أم لا؟

غني: أعتقد أن طالبان تستطيع السيطرة على أفغانستان من الناحية الأمنية حتى 95% ولكن هناك عدة نواحي أخرى مهمة أيضا. الاقتصاد والعلاقات الدولية وإدارة تدير النظام المدني في البلاد والترانزيت والشحن والمعادن الاقتصاد السليم.. فهذه أمور ضرورية تتطلب تعاون أفغان متخصصين.. الأفغان المتعلمين.. الأفغان الذين في خارج البلاد.. وليس فقط الأفغان الذين يريدون الحصول على منصب وسلطة.

العالم: إلى الآن أصدرت حركة طالبان عفواً عاماً وطلبت من الموظفين العودة إلى اعمالهم.. ولكن الشعب لم يلبوا طالبان في هذا الأمر، من وجهة نظركم لماذا لم يلبي الشعب طلب طالبان؟ ما الذي يمنعهم من العودة إلى اعمالهم كما عهدناهم؟

غني: عندما تستطيع أميركا الجلوس مع طالبان على طاولة واحدة في قطر بحضور المبعوث الخاص لها خليل زاد، كان باستطاعتها التوافق مع طالبان هنا أيضا في المطار، لو أنفقت أميركا مليون دولار أو أقل في مطار كابل لتنظيم هذه الحشود البالغ عددها 10 آلاف أو 50 ألف شخص وإعداد المكان المناسب لهؤلاء وإعداد الطعام والماء لهم لما حدث الذي حدث، على الأقل لماذا لم يرسلوا خليل زاد للتفاهم مع طالبان وتنظيم هذه العملية، فهو محسوب على الأفغان أيضا، كل هذه المشاهد مصطنعة، لكي يبينوا للعالم أن الأفغان جميعا في حالة هروب جماعي من البلاد، بغير هذا كان سيخرج 100 أو 200 ألف شخص بأية طريقة.. إن كان الأميركيون أو في حكومة أشرف غني عن طريق تركيا أو إيران كانو يخرجون من البلاد، 50 % من الذين يخرجون اليوم يخرجون من الخوف، هؤلاء متعلمون ولديهم تخصصات عليا ومن حقهم أن يخافو إنهم قد خسرو أعمالهم.

850 ألف خسروا أعمالهم في يوم واحد، 400 ألف شخص كانو في يعملون في مشاريع مختلفة خسروا أعمالهم، 300 ألف عسكري بالجيش خسروا وظائفهم ورواتبهم، و150 ألف شخص من الإداريين الذين كانوا ينظمون الأعمال لهؤلاء أيضا خسروا أعمالهم.

بالطبع عندما يخسر هؤلاء رواتبهم ومراتبهم العلمية التي وصلوا إليها بالطبع سيخرجون من البلاد، كانت أميركا تستطيع أن تنظم خروج هؤلاء بشكل أفضل، بعد هذا سيخرج الكثير أيضا عن طريق إيران باكستان، وإذا ما رأينا فإن عدد هؤلاء لن يبلغ المليون نسمة، هناك 34 مليون آخرين سيبقون في أفغانستان وتستمر الحياة، فبين هؤلاء الباقين هنالك المتعلمون المهندسون الديمقراطيون وغيرهم، لن تتلاشى البلاد بخروجهم.

هؤلاء ذهبوا من البلاد بحقارة كان باستطاعتهم الخروج من البلاد معززين، وهذا الخطأ هو خطأ بايدن وترامب 100% وهذا ليس خطأ.. كان باستطاعتهم تنظيم هذه العملية، كان هذا مشهداً مصطنعاً قتل فيه 100 من الأفغان، بالإضافة إلى 12 من الجنود الأميركيين، وهذه جريمة لا تغتفر.

وإذا ما تقولون إن طالبان تستطيع القيام بجميع الأعمال، قادتهم على علم بأنهم لا يستطيعون كل شيء، الخوف الموجود من طالبان في قلوب الأفغان هي من الفترة السابقة لحكم طالبان، مظهر هؤلاء مخيف بالنسبة لجيل الشباب.. هذه اللحى الطويلة والملابس الفضفاضة والبنادق على الأكتاف.. إذا ما تزوج هؤلاء من بنات المدن فسوف يصلحون حالهم و يتأدبون بآداب المجتمع المدني الأفغاني، هؤلاء كانوا على الجبال لمدة 20 عاما ولكن عندما نراهم في الطرقات وعلى نقاط التفتيش نرى أن تعاملهم لا بئس به، لا ننسى أنه عندما فتحت السجون خرج اللصوص وأمثال هؤلاء انضموا إلى طالبان التي لم تجد وقتاً لغربلة هؤلاء وإخراجهم من دائرته، فهذا سيأخذ بعض الوقت.

العالم: لديكم علم بالمفاوضات الجارية.. إلى أين وصلت هذه المفاوضات؟ هل هناك نقطة اختلاف في هذا الصدد بين الطرفين؟ قادة طالبان وبعض المسؤولين الأفغان الذين لم يغادروا البلاد؟ إلى أين وصلت المفاوضات؟ ما هي المعوقات التي تمنع تقدمها؟ وما هي المعلومات التي بحوزتكم فيما يخص المفاوضات؟

غني: الذي اعلم به أنا أنه هناك أطروحتين بهذا الخصوص، فبعض السياسيين مثل كرزاي وخليلي ومحقق وبعض الساسة الأخرين عندما تقول طالبان إن الحكومة ستكون شاملة فهؤلاء يفكرون أنهم ضمن هذه الحكومة.. ولكن طالبان لا تقول هذا.

طالبان تقول ستكون هناك حكومة تشمل الجميع، الهزارة البشتون والطاجيك ولكن نريد النظيفين من هؤلاء، أو من نستطيع الاعتماد عليه، هاتان أطروحتان مختلفتان تماما، حتى أنني قلت لطالبان لا تضميني إلى الحكومة الجديدة ولا تضموا هؤلاء، طيلة الـ20 عاما الماضية قاموا بعمليات فساد غير طبيعية، لا خير من هؤلاء، فكل سرق ما سرق باسم قوميته الهزارة.. سرق باسم الهزارة.. والطاجيك كذلك، فهناك متخصصون بامتياز لدى كل الأقوام في أفغانستان، و هم أوفياء لهذه البلاد، فليجلبوا هؤلاء، فهم أفضل من اللصوص الذين ذكرتهم.

العالم: لا توجد نقطة اختلاف معينة بين فريقي المفاوضات؟

غني: لا أعتقد أن طالبان بانتظار هؤلاء.. فطالبان تتمركز حول 5 مجموعات تتفاوض فيما بينها في كيفية تشكيل نظام جديد.

العالم: من الناحية الأمنية والانفجارات التي استهدفت إحدى بوابات المطار.. انفجارات عديدة، هل تستطيع طالبان مواجهة داعش؟ هل توقفها؟

غني: لا أعتقد، أميركا تريد أن تصتنع مشهدا لتبيض وجه الرئيس بايدن الذي خسر ماء وجهه في ملف أفغانستان، أميركا كانت تسجن في قاعدة بغرام أكثر من ألف شخص من جنود داعش خراسان، الأميركان وقعوا معاهدة تفاهم مع طالبان ضد داعش.. فاذا كان كذلك لماذا لم تبقى أميركا؟ لماذا خرجت قبل القضاء على داعش؟ لماذا لم تبقي أميركا سفارتها على الأقل في كابل؟ لماذا جمدت الولايات المتحدة المبالغ المالية الخاصة بأفغانستان؟ هذه الأموال هي ملك الشعب الأفغاني وليست ملك طالبان حتى يجمدوها، هذا كله مشهد يريد به الرئيس بايدن أن يريه للعالم.

من هو أمر الله صالح؟ هل لديه جذور في أفغانستان؟ أين أمر الله صالح من أحمد شاه مسعود؟ ذهب إلى بنجشير ليثير التوترات هناك، إلى متى يجب أن يحارب الشعب الأفغاني بالنيابة عن الغير؟

يجب على المنطقة أن تعلم إذا ما سقطت أفغانستان اليوم فذلك سيؤثر على المنطقة بشكل كامل، ملايين الأفغان سيتوجهون إلى باكستان.. يتوجه 10 ملايين، ومليونان إلى ايران، حوالي المليون من هؤلاء سيتوجهون إلى آسيا الوسطى.. ومليون إلى تركيا، 17 مليونا من الأفغان يأكلون بقوت يومهم، 10 أيام لم يعملوا حتى الآن، هؤلاء يجب أن ياكلوا، الأمن لا يكفي.. يجب على المنطقة أن تتعاون في هذا الخصوص، وإذا ما أراد العالم أن يعادي احدا ما لماذا يريد أن يعادي أفغانستان؟ تجميد أموال أفغانستان لن يؤثر على طالبان فقط بل سيؤثر على المواطن الأفغاني وعلى التاجر الأفغاني وعلى الموظف الافغاني، من خرج من البلاد خرج بدون أية أموال، هذا النظام المالي هم وضعوه، هذه المعاملات الإلكترونية هم طبقوها، لماذا نرى الشباب يهربون اليوم؟ أنتم أوقفتم المشاريع، توقفت المساعدات، حتى المشاريع التي كانت مخصصة للأطفال تم إيقافها، أين ذهبت مؤسسات حقوق الإنسان؟ وحقوق المرأة أين وصلت؟ أنتم من أوصلتم الإعلام إلى هنا.. فلماذا أدرتم ظهوركم ورحلتم عن هؤلاء؟

طالبان أتت.. صحيح، كيف دخلت؟ أنتم الذين أبرمتم الاتفاق معها، أنتم مهدتم الأرضية لها.. فلماذا هذا التباكي؟

يقولون إن الجيش الأفغاني لم يحارب، 66 ألفا قتلوا في الجيش، أبرمتم الاتفاق مع طالبان، فهل قتل جندي أميركي بعد توقيع المعاهدة خلال 18 شهراً الماضية؟ تقولون إن الجيش الأفغاني لم يحارب طالبان وتريدون من أشرف غني أن يحارب طالبان، اليوم جلبو شخصاً، من هو أمر الله صالح؟ ما هو إلا شخصية كرتونية أتوا به إلى هنا لإشعال نار الحرب، لم يكن يجرؤ على الخروج من دون 300 من المرافقين المسلحين، هل رأيتموه يوما ما على الخط الأول للجبهات؟ يوم وقعت الصواريخ على القصر أثناء صلاة العيد من الذي اهتزت فرائصه ذلك اليوم؟ يتحدث عن المقاومة، هل رافق أحمد شاه مسعود يوماً واحداً؟

العالم: دخول طالبان بهذا الشكل وبهذه السرعة إلى الولايات والمدن الكبيرة وخصوصا العاصمة كابل.. البعض يقول إن هذا كان ضمن معاهدة قطر؟

غني: بالتأكيد هذا كان ضمن مخطط ، ولكن كان يجب أن يتوقف هذا الدخول حتى أبواب العاصمة كابل، كان ينبغي دخولهم بشكل منظم وأن يتسلم طالبان الحكم في البلاد، ولكن كان هناك انقلاب يعده أمر الله صالح وآخرون لذلك تغيرت الخطة.

العالم: مستقبل البلاد.. هل تعتقدون أن الحكومة المقبلة ستكون فيها الأحزاب السياسية؟

غني: حاليا لا أعتقد ذلك، إذا ما بقيت حكومة طالبان فإن ذلك سيؤخذ وقتا من سنتين إلى أربع.

العالم: هل كانت لديكم الاستطاعة بالخروج من البلاد؟ وإذا كانت لديكم القدرة على الخروج لماذا لم تخرجوا مثل الآخرين؟

غني: كان باستطاعتي الخروج، حتى أن بعض الأصدقاء من شرق آسيا أرسلوا لي عدة طائرات، ولكني لم أخرج، لأن خروجي سيجلب العار لقومي أو موتهم، ويسبب مشكلة لهم في أفغانستان، ذلك أن أفراد طالبان لا يعرفون الجميع، وهم لا ملامة عليهم في هذا الخصوص، و ببقائي حاولت أن أحافظ على كرامة قومي وأمنع وقوع الحرب هنا، وأحافظ على مواقفي وعلاقاتي مع العديد من الجهات مثل الشيعة و المتعلمين المخلصين للوطن.

العالم: ماهي نصيحتكم لطالبان فيما يتعلق بالعلاقات بينها وبين دول الجوار من الناحية الأمنية والاقتصادية ونواح أخرى؟

غني: نعم اليوم صباحا قدمت اقتراحا للمحافظة على هذه العلاقات مثل تركمانستان وإيران في الخط الأول، طالبان لديها علاقات جيدة مع باكستان لذا لا أركز على علاقاتها مع باكستان.. كذلك ركزت على العلاقات مع إيران وتركمنستان وأوزبكستان وطاجيكستان، وحتى أبعد مع ذلك مع قزاقستان، كما أن عودة الممر الجوي مع الهند من الضروريات الأولية، لأن لدينا مواد خام طبيعية، حتى أنني قدمت اقتراحا حول الصين، يجب أن يتم الاتصال بدولة الصين، لأن خط القطار الذي يتم إنشاؤه لو تم إيصالنا بهذا الخط فإن البضائع التي تصلنا اليوم من الصين خلال أربعة أشهر ستصلنا خلال شهر واحد، من الضروري العمل مع المنطقة من الناحية الاقتصادية، خط الغاز ومشاريع الكهرباء يجب أن يتم إعطاء عقود العمل للكهرباء لشركات خاصة كالمدن الصناعية، الكهرباء تولده الشركات الخاصة بمبالغ منخفضة جدا، فإذا ازدهرت الصناعة لدينا سننتهي من إدخال أكثر 172 نوعاً من البضائع الأجنبية، وهذا ما يوفر فرص عمل للمواطنين الأفغان. العالم عمل على تجميع الصدقات لنا ولم يعمل على مساعدتنا في الوقوف على أقدامنا بالاستفادة من المواد المدفونة تحت الأرض، مشروع خط الغاز إذا ما بدأ وتم الاستثمار على الكهرباء والمعادن حينذاك يطمئن العالم ويعود إلى افغانستان، حتى أن المستثمرين الأغنياء من الأفغان سيعودون إلى كنف الوطن.