نفق الحرية..

أين ذهب تراب نفق الأسرى الستة المتحررين؟

أين ذهب تراب نفق الأسرى الستة المتحررين؟
الثلاثاء ٠٧ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

لا تزال عملية انتزاع 6 أسري فلسطينيين حريتهم بالفرار من سجن جلبوع شديد الحراسة فجر الاثنين، تثير تساؤلات كثيرة حول هذه طريقة تنفيذهم لهذه العملية التي تُعد من أخطر عمليات الفرار من سجن، بحسب الإعلام العبري.

العالم - فلسطين

أحد أبرز هذه الأسئلة هو "أين اختفى تراب عملية الحفر التي استمرت عاما بحسب التحقيقات؟" وهو سؤال من بين أسئلة أخرى طرحها مسؤولون أمنيون في الكيان الإسرائيلي.

ونقل موقع "واللا" عن مسؤول أمني كبير "هناك حظر لدخول المعادن إلى داخل الزنزانة، فمن أين حصلوا على الملعقة؟ وأين اختفى تراب الحفر؟ وكيف أجروا الاتصالات الهاتفية من داخل السجن".

وحول تلك النقطة تقول كاتي بيري، مفوضة مصلحة سجون الاحتلال، للصحافيين في السجن بعد ساعات من عملية الهروب "من التحقيق الأولي، يبدو أنه لم تكن هناك عملية حفر، بل تم رفع لوح غطى المكان الذي فروا منه".

بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فرّ الأسرى الستة من خلال نفق عبر نظام الصرف الصحي في زنزانتهم، لكن مسؤولين قالوا إن ثغرة أمنية سمحت لهم بالهرب دون الحاجة إلى حفر ممر للخروج.

وقال أريك يعقوب، قائد لواء الشمال في مصلحة سجون الاحتلال، للصحافيين "الأمر ليس بالضبط نفقا تم حفره، وإنما هو شيء تم استغلاله بسبب هياكل زنزانات السجن. يبدو أن هناك خللا في الهياكل المبنية على الأعمدة وهو ما استغله الأسرى على ما يبدو".

يعني أن الأسرى لم يحفروا كثيرا بل ساعدهم على الهروب أن النفق هو نفق للصرف، لكن هل كانت هناك ترتيبات مع جهات خارج السجن؟ وهل ساعدهم أحد من داخل السجن؟ وتقول القناة 12 "لم يضطر الأسرى إلى الحفر كثيرا تحت الأرض، حيث أن السجن مدعوم بركائز متينة زحفوا تحتها حتى وصلوا إلى منطقة خلف السياج. ومن هناك خرجوا من حفرة". وبعد الخروج سار الستة على الأقدام مسافة 3 كيلومترات ووصلوا إلى مكان كانت سيارة تنتظرهم فيه، وذلك لوجود بركة من المياه في المكان، قال المحققون إنها بسبب مكيف السيارة.

كما وجد رجال شرطة الاحتلال المتعقبين آثار أحذية وآثار أقدام، الأمر الذي قادهم إلى الاستنتاج أن السجناء استبدلوا ملابسهم قبل ركوب السيارة، وأن أحدهم استبدل حذاءه. عند الساعة 1:49 صباحًا، في مرحلة ما قبل وصول المشتبه بهم إلى السيارة، لاحظ سائق سيارة أجرة على طريق رقم 71 قرب سجن جلبوغ بعضهم على الأقل في محطة وقود قريبة واتصل بالشرطة.

وفي تمام الثانية فجرا، وصلت دورية شرطة إلى مكان الحادث لتكتشف المفاجأة، قبل أن تتلقى مكالمة أخرى بعدها بربع ساعة من مستوطن آخر يبلغ عن مشاهدته مشتبها به في المكان. قال ذلك المستوطن "لقد رأيت للتو هنا حوالي ثلاثة رجال ملثمين أو نحو ذلك يحملون حقائب ويعبرون الطريق الموازي للسجن بسرعة… كانوا يرتدون ملابس بلون الطين وركضوا من منطقة السجن إلى منطقة مفتوحة. قلت لنفسي أنه يجب عليّ الإبلاغ عن هذا". هنا بدأت شرطة الاحتلال في التحرك بأقصى سرعة ونصبت أكثر من 260 حاجزا في أنحاء الكيان، لكن الأسرى كانوا مثل فص ملح ذاب في ماء. يقول وزير الأمن العام عومر بارليف إن المسؤولين الأمنيين يحققون في احتمال أن يكون الفارين قد تلقوا مساعدة من الخارج.

وقال بارليف "يبدو أنه كان هناك تخطيطا مفصلا ودقيقا لعملية الهروب، وبالتالي فمن المحتمل أن يكون السجناء قد حصلوا على مساعدة خارجية". وبحسب التحقيقات الأولية، من المرجح أن عملية الهروب تطلبت استخدام هواتف محمولة مهربة، وهو ما يُعتبر تحديا مستمرا لحراس السجون الإسرائيلية.

وفي وقت سابق من العام، ركبت سلطات السجن نظاما لمنع استخدام الهواتف المحمولة المهربة من قبل النزلاء، لكن لم يتم تفعيله أبدا، حسبما ذكرت القناة 12. ومن المحتمل أن يكون قد تم إيقافه لأن البعض كان يخشى أن يؤدي التشويش على المكالمات إلى احتجاجات وإضراب عن الطعام من قبل الأسرى، مما قد يشعل فتيل احتجاجات فلسطينية.

ومما يرجح وجود تواصل مع جهات خارجية أن التحقيقات ومراجعة الكاميرات وشهادة الشهود أثبتت أن هناك سيارة كانت تنتظر الهاربين على بعد 3 كيلومترات من السجن.

وذكرت تقارير إعلامية عبرية أن مخطط مبنى سجن جلبوع كان متاحا على الإنترنت على الموقع الإلكتروني للشركة التي صممت السجن، وهو ما قد يكون ساعد في تهريب الأسرى.

وقالت وسائل إعلام عبرية إن الفوهة التي خرجت منها المجموعة خارج السجن كانت أسفل برج المراقبة مباشرة، لكن الحارس في البرج كان غارقا في النوم ولم يلاحظ الأسرى وهم يفرون.

ومنذ فرار الأسرى الستة، عزز مسؤولو الشرطة والجيش من الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء الكيان الإسرائيلي، تحسبا من قيامهم بتنفيذ هجوم ضد جنود أو مستوطنين إسرائيليين، أو إلهام آخرين لتنفيذ هجمات، مع احتفال بعض الفلسطينيين بنجاح عملية الفرار. وقال مسؤولون أمنيون للقناة 12 إن الهروب يعتبر نجاحا رمزيا للغاية للفصائل الفلسطينية، ويحتفل به الفلسطينيون لا سيما في مخيم جنين، المنطقة التي جاء منها الأسرى الستة جميعهم، حيث وُزعت الحلوى احتفالا صباح الاثنين.