قطر : طالبان أظهرت 'براغماتية' ولن نتسرع في الاعتراف بها

قطر : طالبان أظهرت 'براغماتية' ولن نتسرع في الاعتراف بها
الأربعاء ٠٨ سبتمبر ٢٠٢١ - ١٠:٤٧ بتوقيت غرينتش

اعتبرت قطر أن "طالبان" أظهرت "براغماتية"، وينبغي الحكم على أفعالها لأنها "الحاكم الأوحد" في أفغانستان، وأن قطر لا تتسرع في الإعتراف بطالبان.

العالم - قطر

جاء ذلك في حديث لمساعدة وزير الخارجية القطري "لؤلؤة الخاطر"، في مقابلة حصرية مع وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء.

وقالت الخاطر: إن طالبان "أظهروا قدراً كبيراً من البراغماتية. دعونا نغتنم الفرص المتاحة (..) ونحكم على تصرفاتهم"، مضيفة: "إنهم الحكام الفعليون. لا شك في ذلك أبداً"، على حد قولها.

وتحدثت الخاطر عن "بعض الإشارات الطيبة" من حكام أفغانستان الجدد، مؤكدة أن "حقيقة تمكن العديد من الذين تم إجلاؤهم من مغادرة كابل، بما في ذلك العديد من الطالبات، أمر مهم؛ لأنه لولا تعاونهم لما كان ذلك ممكناً".

وتابعت الخاطر أن الاعتراف القطري بحركة طالبان لن يأتي على الفور، موضحة: "نحن لا نتسرع في الاعتراف، لكننا في الوقت ذاته لا نوقف انخراطنا مع طالبان (..) نحن نسلك الطريق الوسط".

واعتبرت الخاطر كذلك أن حركة طالبان، منذ عودتها إلى السلطة، تركت إلى حد كبير السلطات الصحية الأفغانية، ومن ضمنهن المسعفات، يتمتعن بالحرية فيما يتعلق بمواصلة استجابتهن لفيروس "كورونا".

وقالت: "هل الصورة وردية؟ لا، ليست كذلك"، مشددة على أن المخرج من الأزمة "سيكون عبر عملية بناء الثقة، وسيكون تدريجياً. لكن يجب أن نستجيب بشكل أساسي لجميع الخطوات الإيجابية من جانبهم (طالبان) عبر اتخاذ خطوات إيجابية من جانبنا"، حسب تعبيرها.

وتكثفت الدعوات من الدول الغربية والمنظمات غير الحكومية للحركة من أجل احترام حقوق المرأة والأقليات بعد استيلائها المفاجئ على الحكم.

وقالت الخاطر: "أفغانستان دولة ذات سيادة (..) يجب أن تكون لشعب أفغانستان كلمته"، مضيفة: "عندما نتحدث عن تجاوب أفغانستان مع المجتمع الدولي فهذا لا يعني أن المجتمع الدولي يمكنه أو ينبغي عليه أن يتحكّم في مصير الشعب الأفغاني".

ورداً على سؤال حول الانتقادات التي تعرضت لها قطر لجهة إعطائها شرعية لحركة طالبان، قالت الخاطر: "لا تقتلوا الوسيط"، مضيفة: "قطر كانت الوسيط، كنا نسهل" إيصال وتبادل الرسائل.

وقالت الخاطر: "كثيرون شككوا في وساطتنا ومقاربتنا، لكنني الآن أعتقد أننا نضع هذه (الشكوك) قيد الاختبار الحقيقي، والعالم بأسره ينظر إلينا للمساعدة في هذه الوساطة وتسهيلها".

وتابعت: "إذا احترمت (طالبان) حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وخصوصاً التعليم، فستكون هناك فوائد لذلك. وإذا لم يفعلوا فستكون هناك عواقب".

ورغم التحديات اللوجستية على الأرض، قالت المسؤولة القطرية إنها تأمل في استئناف جهود إيصال المساعدات، معتبرة في الوقت ذاته أنه لا ينبغي تسييس وكالات الأمم المتحدة وعملها.

ورأت أن "المزيد من المشاركة من جانب الأمم المتحدة بشكل عام سيكون مفيداً"، لكن "لا ينبغي تسييس وكالات الأمم المتحدة. يجب أن تركز على المساعدات الإنسانية والتنموية".

20 ألف أفغاني في قطر

وكانت الخاطر قالت لصحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، إن بلادها وفرت ما يلزم من مساكن حديثة وطعام وخدمات للأشخاص الذين جرى إجلاؤهم من أفغانستان إلى الدوحة.

ونقلت الصحيفة عن الخاطر قولها: إن "الحكومة القطرية والجمعيات الخيرية قامت ببناء المزيد من المساكن والعيادات الميدانية، وتوفر أكثر من 55 ألف وجبة يومياً للاجئين الأفغان".

وقالت الصحيفة الأمريكية إن نحو ثلثي الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان قد انتقلوا إلى دول أخرى، وما يزال نحو 20 ألف شخص في قطر، التي توفر لهم الطعام والرعاية الطبية.

وأوضحت الصحيفة أنه تم إسكان بعضهم، ومن ضمن ذلك الأفغان الذين عملوا في مؤسسات إعلامية مثل" نيويورك تايمز"، في فيلات جديدة تماماً تم بناؤها لكأس العالم 2022. فيما يعيش البعض الآخر في قاعدة العديد العسكرية.

ولفتت الصحيفة إلى أن دولة قطر قدمت 68 طناً من المساعدات الغذائية والطبية إلى أفغانستان.

وفي وقت سابق من الثلاثاء، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن نحو 58 ألفاً تم إجلاؤهم من أفغانستان بمساعدة قطرية، مشيراً إلى أن ما تم إصلاحه في مطار كابل يجعله قادراً على العمل مبدئياً، لكنه أكد حاجة المطار إلى بعض الأمور قبل العمل كمطار دولي.

وأكد في تصريح للصحفيين أن الدوحة تعمل حالياً على نقل الأجانب الموجودين في أفغانستان، مشيراً إلى وجود نحو 4 آلاف يعملون على إنهاء إجراءات سفرهم حالياً.

يُذكر أنه في 15 أغسطس الماضي، استطاعت حركة "طالبان" السيطرة على العاصمة الأفغانية كابل دون مقاومة تُذكر من الجيش الأفغاني، بعد هروب الرئيس السابق أشرف غني إلى الإمارات.

و31 أغسطس الماضي، انتهت أكبر عملية إجلاء جوي في التاريخ، حيث تم إجلاء أكثر من 120 ألف أمريكي وأفغاني وآخرين من دول أخرى، على الرغم من أن آلاف الأفغان المعرضين للخطر ونحو 100 مواطن أمريكي ما زالوا بأفغانستان.