هل تغير 'مصفاة البترول' الأردنية موقفها من 'تراخيص نقل المحروقات'؟

هل تغير 'مصفاة البترول' الأردنية موقفها من 'تراخيص نقل المحروقات'؟
الأحد ١٢ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠١:٥٢ بتوقيت غرينتش

 انتهت النقاشات الفنية واللوجستية المتعلقة بالتفاهم بين الاردن وسورية على تزويد لبنان بكهرباء اردنية الى تشكيل فرق فنية وتقديم تقارير ذات طبيعة فنية خلال الاسبوعين الماضيين لها علاقة بكيفية التشبيك في الربط الكهربائي بين الاردن ولبنان و عبر سوريا .

العالم - الأردن

وكان الاردن قد اعلن استعداده لتزويد لبنان بالكهرباء التي تلبي احتياجاته بسبب وجود فائض من الطاقة الكهربائية في المملكة شريكة ان تعبر تلك الكهرباء عبر خطوط الامداد والتزويد داخل الاراضي السورية .

ويبدو ان المشاورات الفنية والسياسية بصورة محددة لهذا الغرض قطعت شوطا كبيرا خلف الكواليس خصوصا وان الجانب السوري وضع بعض القيود والشروط على مشروع تزويد لبنان بكهرباء اردنية.

وتم الاعلان في عمان امس الاول عن البروتوكول الفني المتعلق بالربط الكهربائي بين الاردن وسورية ولبنان .

ويبدو ان الجانب السوري اشترط تلبية احتياجات الشعب السوري من الغاز المصري ومن المحروقات عبر مصفاة البترول الاردنية وعبر تمكين شركاء تجاريين من استيراد المحروقات من السوق الدولية عبر مدينة العقبة الاردنية وتزويدها بصهاريج للسوق السورية قبل ان تصدر الموافقة النهائية للحكومة السورية على استخدام الاراضي السورية في تزويد لبنان بالكهرباء الاردنية و الغاز المصري .

تلك الشروط ينظر لها الجانب الاردني باعتبارها منصفة وعادلة ويبدو ان مصفاة البترول الاردنية التي منعت في وقت سابق من استئناف اصدار اذونات ترخيص تصدير المحروقات عبر العقبة الى الداخل السوري في طريقها لاعادة النظر في تدبيراتها السابقة .

وهي خطوة تعني بان الحكومة السورية تستطيع شراء محروقات جاهزة وليست نفطية من السوق الدولية عبر ميناء العقبة الاردني وهو خيار سبق ان طالب به الرئيس السوري بشار الاسد شخصيا في رسالتين تم ايصالهما للملك عبد الله الثاني ملك الاردن.

واوقفت مصفاة البترول الاردنية تلك التراخيص لنقل وتصدير المحروقات الى سورية بضغط امريكي بصورة محددة وتفاعلا مع قانون قيصر الامريكي الذي يمنع الدول المجاورة والمحاددة لسورية من تصدير اي بضائع او استخدامها كممرات ترانزيت للتصدير الى الجانب السوري .

يبدو هنا ان اهتمام الادارة الامريكية الحالي بحل مشكلة لبنان وتلبية احتياجاته النفطية ومن المحروقات والغاز بالتزامن مع خطوة تشكيل الحكومة اللبنانية من العوامل التي ستساهم في تليين الموقف الامريكي بخصوص السوق السورية تحديدا .

وقد تكون هذه المستجدات من العوامل الاخرى التي تساعد في السماح لتجار اردنيين وسوريين باستصدار تراخيص من مصفاة البترول الاردنية لنقل محروقات الى السوق السورية المتعطشة لهذه السلع الاستراتيجية .

لم تعرف بعد مقدار الليونة والمرونة التي اظهرها الجانب الامريكي تجاه تصدير محروقات او غاز مصري مستقبلا الى السوق السورية لكن الاطقم الدبلوماسية والفنية وحتى الاطقم الامنية تعمل بنشاط خلف الكواليس منذ اكثر من اسبوعين بعد سلسلة اجتماعات فنية الطابع في كل من عمان والقاهره على اساس تهيئة الظروف والارضية لتصدير الكهرباء الاردنية والغاز المصري الى لبنان عبر الاراضي السورية .

وكانت حكومة دمشق قد اشترطت ايضا السماح لمصفاة البترول الاردنية باصدار تراخيص نقل المحروقات الى الداخل السوري كما اشترطت اجراء الصيانة اللازمة على نفقة الموردين للكهرباء والغاز الى لبنان لخطوط الامداد سواء كانت انابيب ارضية او اعمدة كهرباء ناقلة للطاقة الكهربائية داخل الاراضي السورية .

وزودت وزارة الطاقة السورية كل من مصر والاردن بتقارير فنية ومالية لها علاقة بحجم الاضرار التي تعرضت لها خطوط الامداد سواء في انابيب الغاز او في اعمدة الكهرباء الناقلة للكهرباء داخل الاراضي السورية وتحديدا في منطقة الجنوب السوري على اساس ان تقديم هذه المعلومات يفيد المشروع الاممي الذي يحظى بغطاء امريكي بخصوص تلبية احتياجات لبنان من الطاقة وعلى امل ان تتكفل الاطراف المعنية بتغطية النفقات اللازمة للصيانة المطلوبة.

الراي اليوم