الإعتراف بـ"إسرائيل".. "دية" ستدفعها السعودية مقابل هجمات 11 سبتمبر

الإعتراف بـ
الإثنين ١٣ سبتمبر ٢٠٢١ - ١٢:٠٠ بتوقيت غرينتش

يبدو ان شهر ايلول / سبتمبر، مثله مثل قضية جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بات يشكل كابوسا ينغص على آل سعود حياتهم، فكلما تمر ذكرى هجمات 11 سبتمبر في امريكا، يكون ال سعود على موعد مع الدفع، بشقيه المالي والسياسي ...

العالم يقال ان

ويبدو من خلال بعض القرائن، ان امريكا باتت اليوم تميل الى الدفع السياسي اكثر من الدفع المالي، فالمطلوب من السعودية اليوم، ان تدفع سياسيا، عبر الانخراط بشكل علني في عملية "شرعنة وجود، اسرائيل"، بل وحتى ضمها الى جامعة الدول العربية، كمراقب في البداية، ولتصل فيما بعد الى مستوى العضوية الكاملة!.

قبل ايام وفي ذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 من سبتمبر، نشر مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي وثيقة رُفعت عنها السرية في الآونة الأخيرة تتعلق بالتحقيق في هذه الهجمات التي وقعت عام 2001 ، والتي نفذها 19 قرصانا بينهم 15 سعوديا، وأظهرت الوثيقة المؤلفة من 16 صفحة والمنقحة جزئيا، وجود اتصالات بين الخاطفين ومسؤولين سعوديين.

المعروف ان عائلات نحو 2500 قتيل وأكثر من 20 ألف مُصاب والعديد من شركات التأمين، رفعت دعاوى على السعودية تطالب بمليارات الدولارات، وكانت قاضية فيدرالية أمريكية تدعى سارة نتبيرن هي من طالبت برفع السرية عن هذه الوثائق في عام 2020 ، وهي التي اتهمت سفير السعودية في امريكا حينها الأمير بندر بن سلطان بانه كان له ارتباط ببعض القراصنة.

الجديد في تطورات عملية استنزاف السعودية ماليا وسياسيا على خلفية ذكرى هجمات 11 سبتمبر، من قبل امريكا، هذه المرة، هو ان الذكرى تمر هذ العام في ظل تطورات يبدو انها تشكل ضغطا مضاعفا على امراء آل سعود، فامريكا تتجاهل السعودية تماما في تعاملها مع قضايا في غاية الاهمية كالانسحاب الامريكي من افغانستان، حتى ان وزير الدفاع الأمريكي جيمس اوستن، الغى زيارته للسعودية بينما زار قطر والكويت وعمان، هذا بالاضافة الى سحب امريكا بطاريات منظومتي"باتريوت" و "ثاد" المضادتين للصواريخ من السعودية، بينما تتعرض الاخيرة لهجمات شبه يومية من قبل القوات المسلحة اليمنية، ردا على مواصلة السعودية عدوانها وحصارها على الشعب اليمني.

حتى لو افترضنا بان هجمات 11 سبتمبر لم تكن من تخطيط السلطات السعودية مباشرة، ولكن هذه الهجمات ما كانت لتحصل لولا الفكر الوهابي السعودي ولولا المال السعودي، بغض النظر عما قيل عن دور الامير بندر بن سلطان وزوجته هيفاء، ودور ابن عمه الامير تركي الفيصل، بالاحداث ومعرفتهم بالقراصنة السعوديين، وبغض النظر عن ربط بعض المراقبين للاصرار اللافت للنظام السعودي على تصفية سعد الجبري رجل المخابرات السعودية القوي، وبين امتلاك الاخير لمعلومات عن هجمات سبتمبر.

النتيجة التي يمكن التوصل اليها من خلال ربط التطورات والاحدث التي اشرنا اليها، في اطار العلاقة بين السعودية وامريكا، هي ان السعودية، ومن اجل دفع "دية" جرائمها، سوف لن يمر وقتا طويلا حتى تعترف بالكيان الاسرائيلي، وهذا الاعتراف هو "الدية" الوحيدة المطلوبة أمريكيا، من اجل التغاضي عن دورها في احداث سبتمبر، وهو تغاضي سيكون مؤقتا ايضا، فالسعودية ستبقى رهينة سياساتها، التي تورطت بها عندما جندت الوهابية والدولار النفطي لخدمة مخططات امريكا خلال العقود الماضية، كما اعترف بذلك ولي العهد السعودي ابن سلمان بلسانه وعلى الهواء مباشرة.