العالم - لبنان
ويقول الكاتب السياسي ماهر الخطيب، حتى الساعة، لم يظهر أيّ موقف من المملكة يوحي بأنها مشجّعة أو معترضة، بالرغم من مرور أكثر من 3 أيام على إعلان الحكومة، إلا أنّ ما ينبغي التوقف عنده هو بعض المواقف التي كانت قد صدرت قبل ذلك، أبرزها يعود إلى وزير الخارجية فيصل بن فرحان، الذي كان قد زعم أن "إصرار "حزب الله" على فرض هيمنته سبب رئيس لمشاكل لبنان"، وحث "السياسيين اللبنانيين على مواجهة سلوك الحزب".
في هذا السياق، تشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن الأجواء الحالية لا تعكس أيّ تبدل في موقف الرياض، أيّ أنها لا تزال تنتظر ما ستقوم به الحكومة الجديدة من خطوات لتحديد موقفها منها، ما يؤكد الرواية التي كان يقدمها "تيار المستقبل"، طوال الفترة الماضية، عن أن مشكلة السعودية ليست شخصية مع الحريري، بل هي تعود إلى مجموعة من الأسباب المرتطبة بموقف لبنان الرسمي.
على الرغم من ذلك، تلفت المصادر إلى أنّ ما تقدم لا يلغي فرضيّة أن الأمور أمام رئيس الحكومة السابقة كانت ستكون أكثر تعقيداً، بينما ميقاتي يملك القدرة على تدوير الزوايا، الأمر الذي يسمح له بالسعي إلى إعادة فتح الأبواب المغلقة، نظراً إلى أن ما حصل مع الحريري، في العام 2017، لم تعالج كافة ذيوله حتى اليوم.
ولا تستغرب هذه المصادر أن يلجأ رئيس الحكومة الجديد إلى طلب موعد لزيارة المملكة في وقت قريب، خصوصاً أنه عبر، في جميع مواقفه المعلنة، عن رغبته في إعادة وصل ما نقطع على مستوى علاقة لبنان مع الدول العربيّة، وترى أنّ الدعم الواضح الذي يحظى به من قبل العديد من الأفرقاء الإقليميين والدوليين، لا سيما مصر والأردن وفرنسا وأميركا، قد في يساعده في هذا المجال.
في المحصلة، هناك الكثير من المؤشرات الخارجية التي تصب في صالح ميقاتي، لكن تبقى العلاقة مع السعودية هي التحدي الأبرز بالنسبة إليه، لا سيما إذا ما حصلت أحداث قادت إلى إعادة توتير الأجواء من جديد، فهل ينجح في هذه المهمة الصعبة؟.
مراسل العالم