شاهد..

اليوم الوطني للشعر والأدب الفارسي..ولماذا هذا اليوم بالتحديد؟

السبت ١٨ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٧:١٥ بتوقيت غرينتش

يصادف اليوم 18 من سبتمبر اليوم الوطني للشعر والأدب الفارسي وذلك احتفاء لذكرى الشاعر الايراني الفذ محمد حسين شهريار، لهذا كان لقناة العالم اطلالة على هذا اليوم.

العالم - ثقافة

واحتفت قناة العالم بهذا اليوم المميز للشعر والادب الفارسي عبر برنامجها الصباحي صباح جديد بإستضافة الاستاذة بالادب الفارسي گل رخ سادات.

وواضحت سادات ان سبب تسمية هذا اليوم باليوم الوطني للشعر والادب الفارسي هو تكريم لذكرى وفاة الشاعر محمد حسين شهريار.

واعطت سادات نبذه عن حياة الشاعر الايراني العظيم شهريار التي تتطغى على اشعاره صفة الحب والعشق وذلك بسبب حبه العذري الذي لم يتكلل بالوصال.

وظهر الأدب الفارسي إلى الوجود في القرن التاسع الميلادي، وخاصة في الجزء الشمالي الشرقي من إيران، بظهور اللغة الفارسية الحديثة.

وأقدم الأسماء في طليعة هذا الأدب هي رودكي الذي يلقب ب«أبي الشعر الفارسي»، ودقيقي الذي نظم ملحمة تغنى فيها بمآثر أبطال الفرس الأسطوريين، وفردوسي صاحب «الشاهنامه» (أو «كتاب الملوك»).

وبعد هذه الطبقة من الشعراء ظهرت طبقة أخرى لاتقل عنها شأنا وأثرا. ومن نجوم هذه الطبقة فريد الدين العطار، وكان شاعرا صوفيا، وجلال الدين الرومي الذي يعتبر أعظم شعراء الحب الإلهي في الادب الفارسي، وسعدي الشيرازي صاحب «البستان» و«كلستان» ، وحافظ شيرازي الذي يعد أعظم شعراءالادب الفارسي الغنائيين غير منازع، وعمر الخيام الذي اشتهر برباعياته التي ترجمت إلى معظم لغات العالم، ونظامي الذي يعتبر أعظم الشعراء الرومانتيكيين في الأدب الفارسي.

الادب الفارسي في عهدما قبل الإسلام
الايرانيون أمة قديمة، لها حضارة عظيمة، قبل الميلاد، عرفت اللغة الفارسية القديمة، وهي لغة مسمارية كتبت بها النقوش المنحوتة في الصخر في العهد الأكميني وبجانبها وجدت لغة " الأوستا" التي سطر بها هذا الكتاب وكانت لغة رجال الدين وظهرت بعد ذلك اللغة البهلوية (الفهلوية)، التي عرفت أيام الساسانين، وبها سطرت كتب الملوك: (خداي نامة)، والنصائح: (اندرزها)، كما ترجم إليها كتب مثل "كليلة ودمنة"، وما ترجم من كتب الفلسفة اليونانية أيام أنوشروان.
عهد الإسلامي وعصر السامانیون
وأول ظهور هذه اللغة كلغة أدب، كان أيام السامانيين (389- 999)، فظهر شعراء أشهرهم الرودكي. اشتهر السامانيون بالعمل على إحياء القومية الفارسية التي كانت خمدت بعد الفتح الاسلامي، فلما قامت هذه الدولة ساندت الروح الفارسي الإسلامي، فكانت الحركة العلمية والأدبية باللغة الفارسية الإسلامية. ترجم في عهد هذه الدولة: الطبري، التاريخ والتفسير، وكتب بهذه اللغة: الرازي، في الطب والفلسفة، وحمزة الأصفهاني في التاريخ. وبدأ الأدب بداية قوية بالرودكي الذي كان لألحانه صدى بعيد في نفوس الفرس. وجاءت الدولة الغزنوية، فازداد الميل إلى القومية الفارسية وضوحاً، ونظم الفردوسي منظومته الشهيرة: "الشاهنامة"، كاشفاً فيها أمجاد الايرانيين، ووضع من القصص الحماسي عن أبطالها ما جعل الناس يتناقلون أحاديث الشاهنامة ويترنمون بها. وقوي النثر الفارسي فكتب: بديع الزمان الهمذاني، وقابوس بن وشمكير، وابن سينا، والثعالبي.
عصر السلاجقة
يصل الأدب الفارسي إلى مرتبة أعلى شأناً في عصر السلاجقة. ويمتاز هذا العصر بظهور التصوف الفارسي، وبالشعر التعليمي، أي الذي يقصد به الهداية إلى مذهب ديني معين. كما امتاز العصر بالنثر الذي يكاد يكون مستبداً من كتب النصائح " أندرزها" الساسانية. وفي العصر السلجوقي أسس نظام الملك المدارس النظامية، وكانت أشهرها مدرسة بغداد. أما التصوف فظهرت فيه رباعيات بابا طاهر (العريان) التي دعا فيها إلى العزلة. ويقترن العصر السلجوقي باسم "عمر الخيام" الذي اشتهر في العصرالحديث برباعياته، بعد أن نقلها للإنجليزية فيتزجرالد، وانتقلت شهرته إلى إيران. وفي العصر السلجوقي ظهر الأنوري، وخاقاني والنظامي الكنجوي، من فطاحل الشعراء، كما ظهر النثر الفارسي الذي جعل العلوم والآداب ميسرة بالفارسية. ومن ذلك: " جهار مقالة" (ترجم إلى العربية)، لنظامي عروضي سمرقندي.
عصر المغول
في عصر المغول، يزدهر الأدب بظهور: سعدي، والرومي، وحافظ والجامي.وظهرت كتب قيمة في ذلك العهد، منها: "تاريخ جهانكشا" للجويني (عطا ملك) و" جامع التواريخ.
عصر الصفویین، الإفشاريين والزندیة
وانحصر الأدب في إيران في مراثي الامام الحسين (ع) و الامام علي (ع) ، أو في الكتابة عن المذهب الشیعي، ولكن الأدب الفارسي انتعش في الهند في ذلك الوقت، حيث ظهر: عرفي الشيرازي، وصائب التبريزي، وفيضي الدكني، وبيدل.
عهد الحاضر
في العهد الحاضر يزدهر الأدب الفارسي، وأكبر الشعراء والكتاب المحدثين هم أكثر الفرس جهاداً، وأشدهم كفاحاً في سبيل الحرية. وإذا ذكر الأدباء العظام ذكر معهم الجهاد السياسي العنيف والنفي، والعيش بعيداً عن الوطن مع التماس أسباب العيش بشق النفس. فملك الشعراء بهار ثم تقي زاده، وبور داود، وجمال زاده، وصادق هدايت، وهم النجوم اللامعة في الأدب الفارسي الحديث، تقترن أسماؤهم جميعاً بالوطنية الحقة التي تنبع من صفاء النفس وهي منبع الأدب الرفيع.
و اخیرا من اکبر شعراء الشعر الحدیث هم: نيما يوشيج (ابو الشعر الحدیث الفارسی)، مهدی اخوان ثالث، محسن بزشکیان ،سهراب سبهری، فروغ فرخزاد، أحمد شاملو ومن الکتاب جلال آل أحمد و محمد حسين شهريار .