حكومة ميقاتي هل جاءت بدفع خارجي وحاجة ماسة داخلية؟

الثلاثاء ٢١ سبتمبر ٢٠٢١ - ٠٥:٠٨ بتوقيت غرينتش

اكد الباحث السياسي وسيم بزي، ان حكومة نجيب ميقاتي ولدت في لحظة كادت تأزم الامور ان تسرقها بسبب حجم التعقيد الذي واكب مسار 13 شهراً ولحد الآن، اضافة الى حجم الازمة العميقة التي شابت الانقسام الداخلي مع  التآمر الخارجي، ما جعلت فكرة تخيل التوصل لتشكيل الحكومة امراً يكاد يكون اعجازياً.

وقال بزي في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان اساس الازمة وجود نزاعات داخلية على الدستور وعلى معنى الشراكة بين الرئاسات الثلاث على تفسير المادة 53 وعلى انقسام داخلي عمودي بين القوى الداخلية، مشيراً الى ان النقاشات التي تم تداولها في جلسة البرلمان اللبناني لنيل ثقة حكومة ميقاتي، عكست بعض من اوجه هذا الانقسام، لكنه لفت الى ان العامل الخارجي هو الذي كان يعيق ويمنع تشكيل الحكومة من خلال مشروع التآمر لاستهداف رئاسة الجمهورية واستهداف مجلس النواب واستهداف المقاومة اللبنانية.

واوضح بزي، ان نجيب ميقاتي نجح في تشكيل الحكومة بالشراكة مع الرئيس عون دستورياً ووطنياً لتأمين تجربة التشكيل مختلفة جذرياً عن التجربة المريرة مع الرئيس الحريري على مدى عشرة اشهر استطاعوا تجاوز كل الخلافات الداخلية وتأمين شكل من اشكال الشراكة الدستورية بالمعنى الايجابي وتأمين نوع من التوازنات الحاكمة داخل الحكومة الامر الذي ساهم في ولادة المولود ليخرج الى النور دون ان يكون منسوخ الصورة عن سابقه.

من جانبها، اكدت القيادية في التيار الوطني الحر رندلي جبور، انه لم يكن هناك اي خيار امام حكومة ميقاتي الا ان تفعل شيئاً ما لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، باعتبار ان كل ما تفعله سيجد صداه في الداخل اللبناني بسبب كثرة الازمات وكبر الهوة.

وتساءلت جبور قائلة: لماذا لا يوجد مجال امام حكومة ميقاتي الا ان تنجح، اولاً لان الهاوية كبيرة والسعي لوقف مزيد من الحفر في هذه الهاوية ومزيد الغرق للبنانيين.

واوضحت جبور، ان الامر الثاني هو ان لبنان مقبل على مرحلة انتخابات ورئيس الحكومة ميقاتي لا يمكن ان يفشل بينما هو يريد ان يشكل بديلاً للشارع السني عن الرئيس سعد الحريري او على الاقل يريد ان يحافظ على شعبيته وحيثيته، مشيرة الى ان ميقاتي ينوي الترشح للانتخابات المقبلة.

واضافت جبور، ان الامر الثالث هو العامل الخارجي وشروطه بان تقوم هذه الحكومة كي تحصل على الدعم الخارجي، وان تتفاوض مع البنك الدولي للحصول على رزمة مساعدات مالية لانقاذ اللبنانيين، ما يحتم على هذه الحكومة ان تعمل وان تفعل شيئاً ما.

وعزت جبور، اعطاء التيار الوطني الحر ثقته لحكومة ميقاتي لعدة اسباب، اولها ان تشكيل الحكومة احترم الدستور اللبناني والشراكة والميثاقية، وثانيا ان الرئيس ميقاتي قابل 12 مطلباً للتيار الوطني الحر بايجابية، والمتعقلة بالاصلاح المالي وموضوع الكهرباء والموضوع الجنائي وتحقيقات انفجار مرفأ بيروت والنازحين السوريين والاموال المحولة الى الخارج الخ..

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/5810123