الكيان الإسرائيلي والكيان الخليفي..  و"عُقدة الشرعية"

الكيان الإسرائيلي والكيان الخليفي..  و
السبت ٠٢ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٤:٤٧ بتوقيت غرينتش

الرفض الشعبي العارم في البحرين لزيارة وزير خارجية الكيان الاسرائيلي العنصري والغاصب للقدس، يائير لابيد الى العاصمة البحرينة المنامة، وافتتاحه سفارة لكيانه فيها، لم يكن مفاجئا، بناء على اساليب القمع وتكميم الافواه التي مارستها السطات الخليفية، ضد ابناء الشعب البحريني، شيعة وسُنة.

العالم قضية اليوم

من الواضح ان الشعب البحريني، كان ومازال من بين اكثر الشعوب العربية دعما للقضية الفلسطينية، على مستوى النخبة وعلى مستوى الشارع، وهو ما يفسر خروج تظاهرات نددت بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع وصول لابيد، الى المنامة، حيث رفع المتظاهرون لافتات، تندد بالاحتلال، وترفض التطبيع، وحرقوا العلم الاسرائيلي، وحملوا أعلام فلسطين والبحرين، وصورا للقدس والأقصى، فيما شهد هاشتاغ "البحرين ضد التطبيع" و"البحرين ترفض الصهاينة" تفاعلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كان واضحا ان زيارة المجرم لابيد الى البحرين كانت ضد ارادة الشعب البحريني، وضربا لرغبة هذا الشعب عرض الحائط، فليس هناك من يؤيد التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، في البحرين سوى السلطات الخليفية، وحفنة المنتفعين الذين يطبلون لها، لذلك رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "نطالب باستفتاء شعبي على التطبيع مع الكيان الاسرائيلي"، لمعرفة المتظاهرين، نتيجة هذا الاستفتاء مسبقا.

يرى اغلب المراقبين للمشهد البحريني، ان "عُقدة" الشرعية التي يعاني منها النظام الخليفي، وإفتقاره لاي شعبية تذكر، وإنفصاله التام عن جمع مكونات الشعب البحريني، هي التي دفعته للارتماء في الحضن الاسرائيلي، من اجل تثبيت نفسه، اعتقادا منه ان المحتل الاسرائيلي، يمكن ان يكون بديلا عن امريكا، بعد ان بدأت الاخيرة برفع يدها عن حلفائها في المنطقة.

عالم الدين البحريني البارز آية الله الشيخ عيسى قاسم، بيّن وبشكل واضح هذه الحقيقة في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر، حيث قال إن "التطبيع الخياني الخسيس مع العدو الصهيوني، واحد من حروب السياسة الحكومية في البحرين على الشعب.. ان التطبيع يأتي بالتزامن مع ممارسات السلطة بالإخافة، والإفقار، والسجن، والتهجير، والإذلال، والتهميش، وسلب حقوق الشعب البحريني".

الشيء الهام الذي فات النظام الخليفي، هو ان "الشرعية" التي يبحث عنها ، لن يجدها مطلقا لدى الكيان الاسرائيلي، فهذا الكيان يفتقد بدوره لاي "شرعية"، لذلك نراه يبحث عن هذه "الشرعية" في النظام الخليفي، عبر التطبيع معه، ظنا منه ان النظام الخليفي يمثل نظاما "شرعيا" يمكن ان يحصل منه على شيء من "الشرعية" عبر التطبيع معه، بينما الحقائق على الارض تؤكد بما لا يقبل الشك، ان الكيانين الاسرائيلي والخليفي، هما كيانان يعانيان وبشكل مزمن من عُقدة "الشرعية".

الخطأ القاتل الذي وقع فيه النظام الخليفي، انه ومن اجل التغطية على عقدة "الشرعية" التي يعاني منها، قام بربط مصيره ربطا عضويا بالكيان الغاصب للقدس، بينما ومن سوء حظ النظام الخليفي، انه تحالف مع الكيان الاسرائيلي في الوقت الذي يتعرض هذ الكيان لهزائم مذلة في لبنان وسوريا والعراق واليمن و..، ولا نعتقد ان البحرين ستكون استثناء.

سعيد محمد – العالم