ما هي تداعيات التصعيد بين الجزائر وفرنسا؟

ما هي تداعيات التصعيد بين الجزائر وفرنسا؟
الثلاثاء ٠٥ أكتوبر ٢٠٢١ - ١١:٠١ بتوقيت غرينتش

يری خبراء ومراقبون أن العلاقات الجزائرية - الفرنسية تحمل تركة ثقيلة جدا منذ ما قبل استقلال الجزائر وما بعده ومرت بمنعطفات كثيرة.

العالم - ما رأيكم

ويقول باحثون سياسيون أن التاريخ الفرنسي في الجزائر مليء بالمجازر والكوارث خصوصا التجارب النووية التي اجرتها فرنسا في صحراء الجزائر حيث كانت تربط الجزائريين بالأعمدة لكي تقيس مدى اثر الأشعة النووية على الأشخاص.

ويوضح باحثون سياسيون ان فرنسا لا يزال لديها حنين إستعماري رغم خروجها من الأراضي الجزائرية وتعتبر لنفسها وصاية للدول التي كانت تسيطر عليها فلذلك تمارس نوع من الإستعمار غير المباشر مثل الإستعمار الثقافي والإقتصادي والسياسي وفي حال اقدمت الدول الإستعمارية بتكريس قرارها السياسي في بلد ما سيؤدي هذا الأمر الى الامتعاض.

ويؤكد باحثون سياسيون أن الرئيس الفرنسي ماكرون أمام أمرين جديدين اليوم يدفعانه لرفع الوتيرة الفرنسية بإتجاه الجزائر والمناطق الآخرى، الأمر الأول هو الإنكفاء الأمريكي من المنطقة الذي جعل ماكرون يتوهم أن بإستطاعته ملئ الفراغ وأن يتقدم بإستعادة النفوذ الفرنسي مجدداً، الأمر الثاني هو تغيير المناخ الجزائري بعد الإنتفاضة الشعبية التي شهدتها الجزائر مطلع عام 2020 والتي اوصلت الرئيس الجزائري الحالي عبدالمجيد تبون الى السلطة.

ويبيّن باحثون سياسيون أن الجزائر بعد وصول تبون الى السلطة بدأت تشعر بضرورة إستعادة سيادتها وإستقلال قرارها كما عمقت علاقتها التاريخية مع روسيا بعقد صفقات عسكرية بمبلغ 6 مليار دولار والتي تشمل غواصات وطائرات وهذا الأمر ازعج فرنسا بسبب وجود طائرات فرنسية مماثلة للطائرت التي اشترتها الجزائر من روسيا.

وهناك خبراء سياسيون يرون بأن الرئيس الفرنسي ماكرون يستشير خبراء مختصين لتقييم مصالح البلاد في اتخاذ تدابير تخص العلاقات مع الدول. العلاقات بين الجزائر وفرنسا كانت جيدة منذ استقلال الجزائر لكن فرنسا حافظت على مصالحها وعلى نظام يضمن مصالحها وهو نظام حزب جبهة التحرير.

ويضيف خبراء سياسيون أن الجزائر اصبحت عبئ على فرنسا ولهذا السبب يحاول ماكرون ان يتخلص من هذا العبئ حيث تبحث فرنسا عن شريك جديد.

من جانب آخر كشف نواب في البرلمان الجزائري عن الأسباب الحقيقية وراء الأزمة الفرنسية الجزائرية التي أثارها الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون في صحيفة لوموند.

ويقول نواب في البرلمان الجزائري ان الرئيس ماكرون يحاول ان يستغل تصريحاته المثيرة حول الموضوع الجزائري كوقود انتخابي لتوجيه الرأي العام الفرنسي في الإنتخابات الرئاسية القادمة بعد فشل سياساته الداخلية على مستوى الإقتصادي والإجتماعي والأضرار التي لحقت بفرنسا في أزمة الغواصات مع بريطانيا وأستراليا وأمريكا.

ويوضح نواب في البرلمان الجزائري ان ماكرون حاول ان يظهر بمظهر المتمكن والرجل الذي لا يزال يملك النفوذ في الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط خاصة في أفريقيا، لكن ماكرون لم يتكهن بأن المتلقي في الطرف الآخر سوف لن يمر ازاء تصريحاته مرور الكرام.

ويضيف نواب في البرلمان الجزائري بشاغا ان اغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرت الفرنسية ليس اقوى رد من الجزائر، لكنه بداية الردود الرسمية العملية لأن ما صرح به ماكرون غير مسبوق من الناحية الدبلوماسية فهذه التصريحات لا تصدر غالباً من شخصيات رسمية في حكومات فرنسية.

ويؤكد برلمانيون جزائريون أن فرنسا فقدت يدها العليا في مراكز النفوذ الإقتصادية كما كان في السابق واضطر ماكرون ان يخرج بهذه التصريحات في محاولة لخلق نوع من الضغط والإبتزاز على الجزائر ليرجع الإمتيازات التي كانت تحظى بها فرنسا إقتصاديا وثقافيا.

ويشدد نواب جزائريون على ان زمن الإمتيازات اللامشروطة لفرنسا دون مقابل جزائري قد ولى؛ خاصة في الملفات الاقليمية لأن هناك تباين واضح في الروؤية الجزائرية والفرنسية في ملفات الساحل وليبيا والصحراء الغربية.

ما رأيكم:

  • أي تداعيات للتصعيد بين الجزائر وفرنسا على علاقات بين البلدين؟
  • لماذا اظهر ماكرون مواقفه العدائية تجاه الجزائر؟
  • ما انعكاسات حظر تحليق الطائرات الفرنسية في أجواء الجزائر؟
  • كيف سيؤثر هذا التصعيد بالدور الذي تخطط له باريس في المنطقة؟