اهمية حسينية اهل البيت (ع) للايرانيين في باكو لجمهورية اذربيجان 

اهمية حسينية اهل البيت (ع) للايرانيين في باكو لجمهورية اذربيجان 
الأربعاء ٠٦ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٨:٢٠ بتوقيت غرينتش

الخطوة التي قامت بها باكو والتي تمثلت بإغلاق حسينية اهل البيت (ع) في باكو تزامنا مع ذكرى رحيل الرسول الاكرم (ص) ، قبل ان تكشف عن الحقد الدفين للصهاينة والمتصهينين والباطورانيين والوهابية تجاه ايران ، تمثل اساءة لا تغتفر ضد الشعب المسلم في جمهورية اذربيجان، و ذلك لأن هذا المركز الديني لعب دورا وكان له أهمية كبيرة في الحياة الدينية للشعب الاذربيجاني خلال العقود الثلاثة الماضية.

العالم - مقالات

يقر العديد من الخبراء بأن أنشطة حسينية أهل البيت (ع) في باكو كان لها دور كبير في تثقيف وتربية اناس مؤمنين بالله خاصة على صعيد احياء التعاليم الاسلامية الاصيلة ومنها محبة اهل بيت النبوة والطهارة (ع) في جمهورية أذربيجان. إن إحياء أسلوب الحياة هذا بدوره ، لعب دورا مهما في تثقيف المواطنين المهتمين بالاستقلال والحفاظ على الجذور الروحية والدينية والتاريخية لشعب هذا البلد الى درجة ان هؤلاء المواطنين المتمسكين بالجذور الدينية والروحية والتاريخية لجمهورية أذربيجان ، كانوا خلال العقود الثلاثة الماضية عقبة رئيسية أمام فقدان الهوية والانقسام الإقليمي لجمهورية أذربيجان و عقبة رئيسية أمام انفصال ناغورني قره باغ وحواليها من تكوينة هذه الجمهورية. لأنه ، باستثناء الطبقات الدينية والمتدينة لشعب جمهورية أذربيجان ، تعرضت الطبقات والمجموعات الأخرى في هذا البلد للخداع والارتباك بسبب مخططات سياسة التسامح والتقارب مع الغرب والأوروفيزونية والالتهاء بالألعاب المبتذلة. أو بسبب مشاكلها المعيشية ابتعدت عن ساحة الاهتمام بالشؤون الوطنية والإسلامية والمبدئية ، أو بسبب الخلافات السياسية اليومية والتنافس على السلطة والصراعات القبلية لعلييف - إلشي بيجي ، فان قضية مهمة مثل وجود هذه الدولة وهويتها الإسلامية فقدت اهميتها بالنسبة الى هؤلاء .

ومع ذلك ، فإن الشريحة الدينية الشيعية في جمهورية أذربيجان ، ورغم كل المشاكل والعقبات والقيود التي كانت تفرض عليهم على مدى الثلاثين عاما الماضية ، بادرت خلال العام الماضي وفي أهم حدث شهدته البلاد في الـ 25 عاما الماضية ، اي حرب قره باغ الثانية بالدفاع عن البلاد كجندي وكاسر للخط. وهؤلاء كانوا من خريجي المدرسة التي كانت حسينية أهل البيت (ع) رائدة ومبادرة لنشرها وإحيائها في جمهورية أذربيجان . للأسف ، فان ثمار جهود ونضالات هؤلاء الأشخاص في حرب قره باغ ، ذهبت الى الصهاينة والارهابيين والجماعات البانطورانية في حين تم حرمان هؤلاء الشيعة من السفر وزيارة المناطق المحيطة بقره باغ . و الان عليهم في مقابل عمليات القمع وتحمل الضغوط السياسية والمعيشية التي يتعرضون لها ان يلجأوا الى مراكز العبادة واقامة العزاء مثل حسينية اهل البيت عليهم السلام (ع) للحفاظ على معنوياتهم وتعزيز روح الصمود والمقاومة لديهم . لكن بعض الجماعات المعروفة بانتماءاتها العقيدية والسياسية والتي تعادي الشيعة تحاول الان الايحاء بان حسينية اهل البيت (ع) هي محل لتربية عناصر موالية لايراني ولا تخفي فرحها وسرورها حيال اغلاق الحسينية .

السلطات الرسمية في جمهورية أذربيجان وان ادخلت السرور على قلوب الصهاينة والبانطورانيين باغلاقها حسينية اهل البيت (ع) ، ولكن لحسن الحظ ، فإن الذريعة التي تذرعت بها لإغلاق الحسينية هي ذريعة هشة ومؤقتة. وهذا يعني أن التذرع بانتشار جائحة كرونا من اجل اغلاق الحسينية هو تذرع مؤقت يمكن ازالته قريبا. فبداية يجب ان نقول بان هذه الحسينية وليس في زمن جائحة كورونا فقط بل وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية كانت تنشط وتتمتع بمنتهى ظروف الصحة والنظافة ، بل ان حب المؤمنين في جمهورية أذربيجان لهذا المكان المقدس وفضلا عن محبة اهل البيت (ع) يعود الى عامل الجذب الروحي والصحي العقلي والبدني . كما ان الكثير يجرون مقارنات مثيرة بين التجمعات التي تجري في حسينية اهل البيت (ع) مع التجمعات التي يقيمها اتباع الوهابية واليهود والبهائيين وإلخ.. في العاصمة باكو وحواليها .

على أي حال ، فإن إغلاق حسينية أهل البيت (ع) تزامنا مع ذكرى رحيل الرسول الاكرم (ص) وعشية ذكرى استشهاد الإمام الرضا (ع) والتي لاشك كانت تستعد لاقامة مراسم معنوية تجلي القلوب تحمل رسالة سلبية للشعب الاذربيجاني خاصة وان علمنا بانه وقبل ايام من اغلاق الحسينية تم الاعلان عن افتتاح مسجد تحت عنوان مسجد "ابوبكر" يعود للوهابيين قرب الحسينية .

برهان حشمتي