عدوان صهيوني اخر على سوريا عبر الاراضي الاردنية

عدوان صهيوني اخر على سوريا عبر الاراضي الاردنية
الجمعة ١٥ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٤:٣٤ بتوقيت غرينتش

في وقت تُواصل فيه عمّان مسار تطبيع علاقاتها مع دمشق بضوء أخضر أميركي، يأتي العدوان الصهيوني المتجدّد على سوريا انطلاقاً من الأراضي الأردنية، هذه المرّة، ليرسم الكثير من الشكوك حول ذلك المسار.

العالم-الاردن

’إذ إن الجانب السوري يَعتقد أن طريق التطبيع لن تستقيم من دون شمولها الشقّ الأمني، فيما يبدو الطرف الأردني مرهوناً لالتزامات سياسية أنبأت بجزء منها الورقة التي قدّمها قبل فترة للأطراف المعنيّة بالأزمة السورية، والقائمة على مقايضة دمشق وفق مبدأ «خطوة مقابل خطوة»

نفّذت مقاتلات حربية يُعتقد أنها صهيونية، استهدافاً جوّياً هو الثاني من نوعه خلال أقلّ من أسبوع، على مواقع في منطقة تدمر في محافظة حمص، وسط البلاد. وعلى رغم أن هذا العدوان لا يحمل جديداً في الشكل؛ إذ سبق للطيران الصهيوني أن اجتاز شمال الأردن وصولاً إلى منطقة التنف السورية، لينفذ عمليّات قصف باتجاه مواقع في محيط مدينة تدمر، إلّا أن تكرُّر هذه العمليات في وقت تستعيد فيه العلاقات بين عمّان ودمشق حرارتها، يبدو عنصراً مهدّداً لذلك المسار. وكانت المملكة بدأت خطوات تطبيع علاقاتها مع دمشق انطلاقاً ممّا سُمّيت «رؤية» ملكها، عبد الله الثاني، الذي دعا إلى التعامل بـ«واقعية سياسية» مع سوريا، والكفّ عن المطالبة بـ«تغيير النظام» بوصفها ليست حلاً، والسعي بدلاً من ذلك إلى «تغيير سلوكه» بحسب تعبير عبد الله، الذي استبطن طرحه سعياً واضحاً إلى إنقاذ بلاده من أزماتها الاقتصادية المتكاثرة. ولم يكن تجاوب دمشق مع عمّان إلّا من المنطلق المصلحي ذاته، غير أن استقامة الطريق بين البلدين لن تَتحقّق من دون معالجة الشقّ الأمني. فالأردن بحاجة إلى سوريا لضمان أمن حدوده الشمالية، فيما سيكون عليه في المقابل أن يضمن عدم استخدام أراضيه لتنفيذ هجمات ضدّ جارته، سواءً انطلاقاً من تلك الأراضي أو مروراً بها، والحديث هنا يشمل، بطبيعة الحال، منع مرور الطيران الإسرائيلي عبر شمال الأردن لضرب سوريا من خاصرتها الشرقية.

المصدر: موقع الاخبار