السياسة الاميركية تجاه الصين.. (سندافع عن تايوان.. لن نتواجه مع بكين)

السياسة الاميركية تجاه الصين.. (سندافع عن تايوان.. لن نتواجه مع بكين)
الأحد ٢٤ أكتوبر ٢٠٢١ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

توصف السياسة بأنها فن المستحيل. اي ان عدو اليوم قد يكون صديق الغد والعكس. لكن مع قليل من التعمق في هذه المقاربة يمكن ان نجد أمثلة أكثر عن هذا الواقع. والمقصود هنا الموقف الاميركي من قضية تايوان والمواجهة مع الصين. 

العالم - قضية اليوم

توصف السياسة بأنها فن المستحيل. اي ان عدو اليوم قد يكون صديق الغد والعكس. لكن مع قليل من التعمق في هذه المقاربة يمكن ان نجد أمثلة أكثر عن هذا الواقع. والمقصود هنا الموقف الاميركي من قضية تايوان والمواجهة مع الصين.

من المعروف ان سياسات الإدارات الاميركية "الديمقراطية" تختلف عن الإدارات "الجمهورية". ففي حين يجنح الجمهوريون باتجاه استعمال القوة وخوض الحروب لتحقيق مصالح واشنطن خارج الحدود، يحاول الديمقراطيون استخدام ورقة التخريب من الداخل مع التهديد بالقوة حين تستدعي الحاجة، (وهو ما نجده في الحالة الإيرانية حيث تسعى واشنطن للتخريب من داخل إيران بينما تطلق تهديدات بالقوة من هنا وهناك حين تجد أن مشروعها التخريبي يتراجع).

في حالة تايوان الوضع يختلف، فالمواجهة هنا هي مع الخطر الأكبر على مصالح الولايات المتحدة كما يعترف القادة العسكريون والسياسيون في واشنطن، أي الصين. وتوزيع الأدوار بين المشاريع التي تستهدف الداخل الصيني وما يرتبك به وبين التهديدات العسكرية قد لا يجد أرضية خصبة للعمل بتوازن مقبول بالنسبة لواشنطن.

الرئيس الأميركي جو بايدن خرج مؤخرا بتصريح على قناة "سي إن إن" وصف بأنه رسالة واضحة لبكين. بايدن قال ردا على سؤال أن بلاده "ستدافع عن تايوان في مواجهة أي هجوم صيني"، طبعا الموقف هذا يعتبر تصعيدا وتهديدا مباشرا لبكين التي سارعت الى تحذير واشنطن داعية إياها للتصرف بحذر بخصوص تايوان وأنه لا مجال لدى الصين للمرونة في هذه القضية.

لو كان الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب هو من قال هذا الكلام لكانت الأمور مرت أقل توترا (نظرا لطبيعة ترامب الفوضوية والتي يمكن القول ان خصومه الدوليون اعتادوا عليها)، لكن أن يخرج هذا الكلام من بايدن فهذا يعني ان خلفه هدفا ومشروعا من نوع ما يحتوي على أبعاد سلبية أكثر منها إيجابية.

ومن الخطورة التي يشملها الموقف الأميركي مسارعة البيت الأبيض لمناقضة تصريح بايدن، معلنا أن سياسة واشنطن لم تتغير تجاه تايوان وانها ستدعم تايوان في مواجهة اي هجوم صيني، ضميفا ان بايدن لم يعلن في تصريحه أي تغير في موقف بلاده تجاه القضية، والمقصود هنا الموقف الغامض الذي تعتمده الإدارة الأميركية تجاه تايوان والذي يتأرجح بين دعم تايبيه دون إعلان الوقوف إلى جانبها في مواجهة الصين إذ ما اندلعت المواجهة.
المتحدثة بإسم البيت الأبيض "جين ساكي" وفي معرض "تصحيح" تصريح بايدن استنجدت بموقف وزير الدفاع "لويد أوستن" في وقت سابق حول عدم رغبة أي طرف رؤية قضية تايوان تتحول إلى صراع.

لكن تليين المواقف الذي خرج من البيت الأبيض لا يبعد من الأذهان تدريب واشنطن للقوات التايوانية سرا طوال عام، إضافة إلى توجه بوارج حربية أميركية إلى مضيق تايوان تزامنا مع ارتفاع حدة التصريحات مع بكين.

هناك من يقول انه لو كانت الازمة في عهد ترامب كان الأمر سيتجه إلى عقد صفقة (بحكم حب ترامب للصفقات حتى لو كانت متهورة)، لكن مع إدارة ديمقراطية (إدارة بايدن) فإن الأمر حمال أوجه، وبين "سندافع عن تايوان في مواجهة الصين" و"سياستنا لم تتغير تجاه الصين" قد يكون هناك أكثر من سيناريو يحددها تعاطي بكين مع تايوان وتعاطي إدارة بايدن مع الامتحان التايواني دبلوماسيا وعسكريا.

العالم - بقلم حسين الموسوي