مطار الغيضة اليمني تحول إلى أخطر قاعدة تجسسية

مطار الغيضة اليمني تحول إلى أخطر قاعدة تجسسية
الأربعاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

في نوفمبر 2017م شرع تحالف العدوان في احتلال محافظة المهرة بقيادة السعودي "ابو نورا الشلوي"، رغم ابتعادها عن منطقة الحرب مع الجيش واللجان الشعبية، وأنشأ تحالف العدوان في عاصمة المحافظة قرابة 10 معسكرات في عدد من مديريات الغيضة منها معسكر في حوف وآخر في ميناء نشطون، إضافة إلى القاعدة العسكرية داخل مطار الغيضة والتي تضم خبراء وعسكريين وآليات عسكرية بريطانية وأمريكية بحراسة سعودية مشددة.

العالم - اليمن

ويعد مطار الغيضة أكبر مطار محلي في اليمن من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحته وفق تقديرات رسمية 26 كيلومتر- وقد شرع تحالف العدوان الامريكي البريطاني السعودي الاماراتي قبل محاولة احتلال المحافظة على استقطاب عدد كبير من الشباب الذين جندتهم المملكة، وفي نوفمبر 2017م اعادتهم الى الغيضة بأطقم عسكرية ، يقود كل طقم ضابط سعودي بينما بقية افراده من الشباب اليمنيين الذين تم تجنيدهم واعطائهم رتبا عسكرية.

وحاولت تلك القوات اقتحام حرم المطار غير انها قوبلت بصد كبير من قبل قبائل المهرة، لتلجأ السعودية لتوجيه الفار هادي لاصدار أوامر تقضي بتمكين القوات السعودية من الدخول إلى مطار الغيضة .. وبعد مفاوضات مع قبائل الغيضة وتلقيهم وعودا من السلطات السعودية بدعمهم وتقديم الخدمات لأبناء المدنية، تمكنت القوات السعودية من دخول المطار والسيطرة على اجزاء واسعة منه وتلك كانت البداية.

بعد أيام ارسلت السعودية تعزيزات جديدة إلى المطار وبدأت في العام 2018م باستحداث مواقع عسكرية وتخصيص حضيرة للطائرات العمودية التي وصل عددها إلى أربع طائرات.

وأكد موقع “أنصار الله” نقلا عن مصادر خاصة، أن القوات السعودية المتواجدة داخل المطار بدأت في ابريل من العام 2018م باستحداث منشئات داخل حرم المطار، وقامت في العام 2019م بالانتقال إلى المباني الجديدة التي تم انشاءها حديثا وذلك بعد تسويرها بحائط من الكتل الترابية.

وتضم القاعدة العسكرية التي تم استحداثها على مبان خرسانية ومجموعة من الكنتيرات.

وأشار المصدر إلى أن تحالف العدوان خصص جزءا من المنطقة المستحدثة لصالح القوات الأمريكية والبريطانية ، لافتا إلى أن نحو أربعة من الضباط الأمريكيين وصلوا إلى القاعدة العسكرية عقب الانتهاء من عملية الانشاءات، ومكثوا فيها عدة ساعات ثم غادروا على نفس الطائرة التي وصلوا بها .. وكان هذا بداية للتواجد الاجنبي، وبعدها بعدة أيام وصل أول فريق أمريكي إلى الموقع وجميعهم من ضباط الاستخبارات الامريكية .

المصدر ذكر أن القوات الأمريكية والبريطانية تتبادل الأدوار في مطار الغيضة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، حيث تتواجد القوات الأمريكية طيلة هذه الفترة لتسلم الدور إلى القوات البريطانية وتغادر المطار بكل عتادها وأجهزتها حتى آليات التنقل عبر طائرات خاصة، حيث تصل طائرة أمريكية لنقل فريقها مع كامل معداتهم بما فيها السيارات ، لتأتي بعد ذلك طائرة بريطانية على متنها فريق بريطاني جديد ليحل مكان الفريق الامريكي، وهكذا تتبادل أمريكا وبريطانيا الدور في المطار.

وعبر الطريق الذي خصص لمكان تواجد البريطانيين والامريكيين داخل المطار، تستخدم القوات الأمريكية السيارات في تنقلاتهم، فيما تستخدم القوات البريطانية الدراجات النارية، حيث يسمح للفريق بالخروج من موقعهم والاختلاط بالعاملين في المطار، الا انه لا يسمح لأي شخص وحتى للقوات السعودية التي يطلق عليها (قوات الواجب 804) من الدخول أو الاقتراب من مواقع الأمريكيين والبريطانيين.

وقال المصدر أنه عند وصول الطائرات الامريكية أو البريطانية إلى الموقع يتم سحب القوات السعودية المكلفة بحراسة الفريق واخراجها بعيدا عن المطار لحين الانتهاء من إدخال أو إخراج معدات كل فريق.

وأكد المصدر لموقع “انصار الله” انه مع بداية التواجد الأمريكي والبريطاني والسعودي في مطار الغيضة كانت تتفاوت عدد الرحلات الجوية الخاصة بهم من رحلتين إلى ثلاث رحلات جوية في اليوم، إلا انه وفي الفترة الأخيرة تقلصت عدد الرحلات كما تم سحب الطائرات العمودية سيما بعد أن تم تسليم المواقع والقواعد العسكرية المتواجدة على البحر لقبائل المهرة اثر الانتفاضة الشعبية التي شهدتها المحافظة سيما بعد أن تمنعت السعودية من الوفاء بالتزاماتها السابقة بدعم ابناء المنطقة.

في هذا الجانب نشير إلى ما كشفه جهاز الأمن والمخابرات في فبراير من معلومات عن طبيعة عمل الخلية التجسسية التابعة للمخابرات الأمريكية والبريطانية التي تمكن من توقيفها.. حيث أوضح أن “كتيبة المهام الخاصة” تم تأسيسها لاستقطاب العناصر من المحافظات الشمالية للعمل الإستخباري التابع للغزاة البريطانيين والأمريكيين.

وبين الجهاز أن التركيز من قبل الاستخبارات الأمريكية والبريطانية ودول تحالف العدوان كان على المحافظات الشمالية وبوجه خاص محافظتي صعدة وصنعاء للبحث عن مواقع الدفاعات الجوية والطيران المسير خاصة، والقوات العسكرية التابعة للجيش واللجان الشعبية ومحاولة تدميرها.

موضحا أن الخلية تم تجنيد أفرادها على أيدي ضباط المخابرات الأمريكية، قبل تحويلهم للعمل مع ضباط جهاز الاستخبارات البريطانية ليكملوا الدور العدائي ضد الشعب اليمني.

وأكد أن الجواسيس قابلوا ضباط من وكالة المخابرات الأمريكية في مطار الغيضة بمحافظة المهرة، ومن ثم عملوا مع ضباط الاستخبارات البريطانية.. مشيرا إلى أن الجواسيس الموقوفين اعترفوا بقيامهم برفع إحداثيات ومعلومات لمواقع وأماكن أمنية ومواقع عسكرية ومنشآت مدنية وتجارية في مختلف المحافظات لمصلحة الاستخبارات البريطانية مقابل راتب شهري قدره 300 دولار أمريكي.

وأوضح جهاز الأمن والمخابرات، أن أفراد الخلية التجسسية التحقوا بما يسمى كتيبة “المهام الخاصة” بقيادة المدعو فايز المنتصر، وأخذوا دورة عسكرية فيها.

ولفت الجهاز إلى أن أفراد الخلية التجسسية استخدموا أجهزة وبرامج متطورة من قبل المخابرات والاستخبارات الأمريكية والبريطانية في العمل الإستخباري وتدريب عناصرها للعمل لمصلحتهم.

ومن اجل تبرير التواجد الأمريكي والبريطاني في المنطقة وعبر قاعدتهم في مطار الغيضة، يتم التحضير لخلق المبررات والدوافع من أجل التمهيد أمام القوات الاجنبية لدخول البلاد.

ومن تلك المبررات التي يصطنعها الاعداء لتبرير تواجدهم ما جرى في اغسطس الماضي من الحديث عن المهمة السرية للقوات البريطانية بدعوى ملاحقة مهاجمي سفينة «ميرسر استريت» الإسرائيلية قبالة سواحل عمان في 29 يوليو الماضي، ومع إن هذه ليست الحادثة الأولى التي تدعي فيها بريطانيا تعرض سفنها قبالة السواحل الشرقية اليمنية للهجوم، فخلال العامين الماضيين روجت لندن، بشكل مكثـف، لحوادث تعرضت لها سفن في سواحل اليمن الشرقية.

حيث أعلنت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» في 17 مايو الفائت، عن تعرض سفينة شحن تجارية لهجوم بالقرب من ميناء المكلا، من دون أن تقدم دليلا على ذلك، وفي الخامس من ديسمبر 2020، قالت شركة «أمبري إنتيلجانس» الاستخباراتية البريطانية البحرية: إن سفينة شحن تحمل اسم «حسن»، تعرضت لهجوم “إرهابي” في سواحل “قشن” في محافظة المهرة، عندما كانت في طريقها إلى ميناء صلالة في سلطنة عمان.

ويفند المراقبون الادعاء البريطاني بتعرض سفينتها للاستهداف قبالة سواحل المهرة بأنه يأتي في اطار المساعي لاحتلال المهرة واقامة القواعد العسكرية.

ولا تقتصر اعمال الفرق البريطانية والامريكية المتواجدة في مطار الغيضة على وضع الخطط وادارتها، بل تقوم كذلك بأعمال التجسس وهو ما اكده الشيخ علي سالم الحريزي، في مؤتمر صحافي بقوله أن القوات البريطانية «تدرب عناصر في المهرة على التجسس».

من جهته اوضح عضو الوفد الوطني المفاوض عبدالملك العجري إن بريطانيا ‏تمارس اعمالا تجسسية على بعض شبكات الاتصالات اليمنية، وبعض الكابلات البحرية انطلاقا من محافظات جنوبية.

وقال: بأن بريطانيا تتخذ من محافظات جنوبية قواعد لخدمة اهدافهم الاستعمارية، في انتهاك سافر للسيادة اليمنية وخصوصيات المواطنين اليمنيين ،وبتواطؤ مخز من شرعية الفنادق.

وتشير العديد من التقارير الى أن القوات البريطانية استحوذت على بيانات شركة الاتصالات اليمنية في نشاط غير قانوني وغير مشروع، حيث قامت وحدة إلكترونية بريطانية متخصصة بمراقبة الاتصالات، بالقرصنة على شبكة الاتصالات والانترنت بالمحافظات المحتلة، وقد ادى ذلك الى انقطاع خدمات الإنترنت في عدد من المحافظات المحتلة لأربع مرات في أقل من أسبوعين أواخر اغسطس الماضي، وذلك دون ان تعلن فروع مؤسسة الاتصالات في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة ومأرب أسباب الانقطاع ولم تعلن كذلك موعد إصلاح كابلات الألياف الضوئية، مثلما يجري عادة في انقطاعات مماثلة.

وبعد فترة وجيزة من انقطاع خدمات الانترنت وصلت باخرة بريطانية ورست بالقرب من خط الكابل البحري الخاص بالإنترنت، على بعد 20 ميلا من شاطئ مدينة قشن، ورفعت إدارة أمن مديرية قشن بلاغا إلى إدارة أمن محافظة المهرة (في الغيضة) تطالب فيه بتوضيح اسباب رسوا الباخرة التي تم التأكد من هويتها البريطانية في تلك المنطقة، كونها توقفت في مكان لم يسبق لسفن أخرى أن توقفت فيه، الا انه لم يأتيهم أي توضيح.

المصدر: موقع أنصارالله