قبل ان يطلبوا الإعتذار من لبنان

ألا يجب أن يعتذر آل سعود للعالم على صناعتهم وباء الوهابية؟

ألا يجب أن يعتذر آل سعود للعالم على صناعتهم وباء الوهابية؟
الأربعاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٤٤ بتوقيت غرينتش

"ان التمويل السعودي للمدارس الدينية والمساجد والاستثمار فيها لنشر الفكر الوهابي، يعود إلى فترة الحرب الباردة وذلك عندما طلبت دول حليفة من السعودية استخدام موارد المملكة ضمن هذه الحرب، لمنع تغلغل الاتحاد السوفييتي في العالم الإسلامي، وان الحكومات السعودية المتعاقبة فقدت المسار والآن نريد العودة إلى الطريق"، هذا الكلام هو لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قاله لصحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، في لقاء اجرته معه في مارس عام 2018.

العالم كشكول

كلام ابن سلمان هذا كان اعترافا واضحا وصريحا بمسؤولية السعودية في انتشار وباء الوهابية الذي فتك بالعالم ومازال يفتك، وجاء ليؤكد ما هو مؤكد من ان السعودية، ليست فقط مسؤولة عن انتشار هذا الوباء، بل كشف ايضا عن الدور الوظيفي لنظام آل سعود في خدمة المخططات الامريكية والغربية والصهيونية، وهي مخططات تستهدف العرب والمسلمين بالدرجة الاولى قبل غيرهم.

السبب الذي دفعنا للعودة الى هذا الاعترف الصادر من أعلى مسؤول في السعودية، عن دور بلاده في نشر وباء الوهابية في العالم، هو الضجة التي اثارتها السعودية مؤخرا على خلفية وصف وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي الحرب على اليمن بانها عبيثة ويجب ان تتوقف، ونحن على يقين انها ضجة جاءت ايضا إمتثالا لأوامر صادرة من "حلفاء" السعودية في واشنطن وتل ابيب، حيث طلبت السعودية من لبنان الاعتذار عن هذا الوصف الذي اطلقة الوزير قرداحي على الحرب المفروضة على اليمن منذ نحو 7 سنوات.

اذا كان هناك من يجب ان يعتذر للعالم وخاصة للشعوب العربية والاسلامية، فهو نظام ال سعود، الذي كان وراء كل الكوارث التي حلت ومازالت تحل بالعالم الاسلامي، فكل الكوارث التي تضرب اليمن وسوريا والعراق وافغانستان والصومال وباكستان والسودان وليبيا والجزائر ومالي ونيجيريا والعديد من دول اسيا وافريقيا واوروبا، كلها بسبب وباء الوهابية الذي صنعه وصدره نظام ال سعود الى العالم، وبأوامر امريكية، باعتراف ولي عهد هذا النظام.

لولا نفاق وجشع الغرب وعلى راسه امريكا، لما مرّ العالم من امام تصريح ابن سلمان مرور الكرام، وكان لابد الا يكتفي هذا العالم بالطلب من ال سعود بالاعتذار للعالم على ما اقترفوه من جريمة كبرى ضد البشرية، بل ومعاقبتهم ايضا واجبارهم على تقديم تعويضات لضحايا الوباء الوهابي، والذي تجاوز عدد ضحايا وباء كورونا باضعاف.

لا يمكن رفع المسؤولية عن آل سعود، بمجرد الاعتراف بانهم "فقدوا المسار والان يريدون العودة الى الطريق" ، فمثل هذا الكلام لن يعيد الحياة الى ملايين البشر الذين ازهقت الوهابية ارواحهم، ولن يعيد عقارب الساعة لشعوب ودول عاث فيها وباء الوهابية دمارا، فاذا كان الاعتراف لوحدة كافيا، لتسامح العالم من النازية ايضا، المطلوب ان يعتذر آل سعود للعالم وان يعوضوه، واذا كان هناك من عدل وانسانية في النظام العالمي الحالي لما كان يكتفى بالاعتذار والتعويضات، ولعاقب السعودية الوهابية كما عاقب المانيا النازية.