هل أصبحت نهاية آبي أحمد في إثيوبيا قريبة؟!

هل أصبحت نهاية آبي أحمد في إثيوبيا قريبة؟!
الخميس ٠٤ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

أصبح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ومصيره السياسي الشغل الشاغل لمواقع التواصل الاجتماعي بعد ان حذفت إدارة موقع الفيسبوك منشورا له اعتبتره تحريضا على العنف بعد ان دعا موالين له بحمل السلاح للدفاع عن أديس أبابا ضد قبائل التيغراي التي وصلتها.

لعالم - يقال أن

آبي أحمد الذي بقي لسنوات الحاكم الأوحد لاثيوبيا واشتهر لدى العرب اثر قضية سد النهضة الذي ما زال يهدد ملايين المصريين والسودانيين من الموت عطشا وانهاء زراعتهم، أصبح اليوم متهما بنشر العنف وهو الحائز على جائزة "نوبل للسلام"، ومهددا بالسقوط بعد ان أعلنت الجبهة الشعبية اقترابها من العاصمة أديس أبابا حيث أن المعارك مستمرة في أكثر من مدينة وبلدة ويشهد الصراع الذي اعتبرته حكومة آبي وجودية سيناريوهات مرعبة من المستبعد ان تنجو فيها البلاد من حرب دامية، وأهم هذه السيناريوهات:

السيناريو الاول: استمرار تقدم قوات تيغراي صوب العاصمة، والالتحام مع قوات جيش تحرير أورومو المتحالفة معها التي سيطرت على مدينة كميسي على الطريق السريع المؤدي لأديس أبابا.

السيناريو الثاني: توجه قوات تيغراي نحو بلدة باتي ومنها إلى مدينة مللي الواقعة على الطريق الرئيسي بين جيبوتي وأديس أبابا، وهنا قد تستخدم جبهة تيغراي سلاح الاقتصاد لخنق العاصمة وحرمانها من الإمدادات الضرورية، ما سيغرق البلد في فوضى شاملة ويسقط حكومة آبي احمد على أقل تقدير.

أضف الى ذلك ما أعلنه المتحدث باسم جيش تحرير أورومو، المتحالف مع جبهة تحرير تيغراي، عن قدرة القوات على السيطرة على العاصمة الإثيوبية في غضون أشهر إن لم يكن أسابيع، وأكد إحراز قوات الحركة مكاسب ميدانية في منطقتي أمهرة وأوروميا التي تحيط بالعاصمة أديس أبابا، مشدداً على أن الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد أمر محتوم.

في هذه الأجواء، حذر وزير العدل الإثيوبي جيديون تيموثووس من أن البلاد تواجه خطراً وجودياً حقيقياً سواء على مستوى وحدتها أو على صعيد السيادة.

وأضاف بالقول: لا يمكننا معالجة المشكلة ولا السيطرة على الوضع بشكل مناسب عبر نظام إنفاذ القانون ومسار العمل العادي.. هذا الإعلان تم إصداره حتى تتمكن المؤسسات الأمنية والاستخباراتية كما المواطنون من القضاء على التهديد الوشيك بطريقة منظمة وقوية.

وبين تصريحات الطرفين يستمر ارتكاب الجرائم حيث أكد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، أن كل الأطراف في النزاع الإثيوبي ارتكبوا جرائم بما فيها جرائم حرب، وهنا رأى محللون ان اتهام فيسبوك لآبي احمد بنشر العنف لم يكن عبثيا.

وأما المغردون العرب فقد تمنوا سقوط آبي احمد بل ووصف بعضهم سقوطه محتوما في ظل غياب نوايا دولية للتدخل وغياب نية للتهدئة لدى أطراف الصراع.

سفير مصر الأسبق في قطر محمد مرسي تساءل: هل سقوط المتغطرس آبب أحمد قد اقترب؟

وأضاف: “أتمني، فسقوطه سيعيد ترتيب الكثير من الأوراق في إثيوبيا وفي منطقة شرق إفريقيا .. وقد يمثل ذلك فرصة تتيح مجالا أوسع أمامنا للتحرك علي كل المسارات وليس المسار التفاوضي والسلمي فقط ، وكذا أوراقا إضافية يمكن استخدامها للحصول علي تنازلات إثيوبية تقترب من الحد الأدني من مطالبنا . أخذا في الاعتبار ما ستفرزه الحرب الأهلية الدائرة في إثيوبيا من انشغال بالشأن الداخلي الذي قد تمتد نيرانه لدول الجوار الإثيوبي وخاصة إرتريا والصومال، ثم الإنهاك والانهماك بعد ذلك في عمليات إعادة الإصلاح والتصالح والبناء وتعويض دمار الحرب وخسائرها . وذلك إن لم تكن نهاية الحرب أكثر شراسة بوصولها لتقسيم إثيوبيا إلي عدة دول، وهو سيناريو وارد”.

من جهة أخرى رأى محللون سياسيون أن مشكلة سد النهضة الاثيوبي ليست مرتبطة علي الاطلاق بشخص آبي أحمد وحده ، وإنما الأورومو هم الذين بدأوا مراحل التجهيزات الأولية للسد أيام ميليس زيناوي، وهم يعتبرونه مشروعهم القومي.

واعتبروا أن اختلافات وصراعات القبائل والطوائف الأثيوبية حول موضوعات ومشكلات متعددة ومتواصلة منذ عشرات السنين ، ليس من بينها سد النهضة والسدود الأخري المكملة له.

وبغض النظر عن التمنيات السودانية والمصرية والمغردين حول ذهاب آبي احمد عن الحكم فإن هنالك لاعبين آخرين في الساحة الاثيوبية اهمهم الصهاينة، اضف الى ذلك المصالح التركية والآرتيرية واستثمارات السعودية والإمارات وقطر في الزراعة والصناعة، فإثيوبيا تتنفس بأموال الخليجيين، والفوضى ان عمت في اثيوبيا فلن تُسقط آبي فحسب بل ستأتي على مصالحهم جميعا.