التصعيد السعودي ضد لبنان على اشده

التصعيد السعودي ضد لبنان على اشده
السبت ٠٦ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٣:٢٤ بتوقيت غرينتش

بعد مرور أكثر من أسبوعين على الازمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان فانها لا تزال على اشدها و السبب رفض الرياض أية وساطة لحلها وتشتد الاجراء ات يوما بعد آخر.

العالم - لبنان

وأكدت مصادر صحفية في بيروت اليوم السبت ان الأزمة وتداعياتها تتصدر كل القضايا الأخرى في لبنان، بحيث باتت تشكل محور المواقف السياسية الداعية بشكل أساسي إلى الإسراع لإيجاد حلول لها في أسرع وقت ممكن ويرى البعض، ان الحل يتمثل باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، وذهب البعض إلى دعوة رئيس الحكومة نفسه نجيب ميقاتي إلى الاستقالة مع وزرائه .

وفي خضم الإرباك الحاصل نتيجة الأزمة، قال النائب نقولا نحاس، وهو من الكتلة التي يرأسها ميقاتي، إن التعقيدات السياسية كبيرة والمساعي مستمرة للجم التصعيد مع الدول الخليجية، معتبراً أن الأمر يحتاج إلى مسار واضح ومتكامل لإعادة بناء الثقة، والخطوة الأولى تبدأ بتحكيم الوزير قرداحي ضميره.

وفي السياق، تأخذ الأزمة اللبنانية أبعاداً متشعبة جداً، فلم تعد محصورة بتفاصيل يومية تتعلق بالحكومة، وأصبح لبنان ساحة مباشرة للتجاذب الدولي والإقليمي وبما ان واشنطن تصر على ضرورة ترسيم الحدود سريعاً، لذلك فانها تريد بقاء الحكومة. في المقابل تبدو السعودية مصرّة على تصعيدها ما يعني أنّ لبنان سيكون في حالة مواجهة إقليمية ودولية شرسة جداً، فيما ستسعى فرنسا إلى تهدئة الأزمة، ولكن لا يبدو أنّ هناك مؤشّرات حول قدرتها على تحقيقها.

ولفتت مصادر سياسية مطّلعة إلى أنّه، بحال استمر الاستعصاء فإنّ المؤشرات تفيد بأنّ الوضع في لبنان سيذهب نحو مزيدٍ من التعقيد، في ظل تشعّب الملفات القضائية والأمنية والسياسية، ما قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في القطاعات المختلفة، بانتظار حصول صفقة كبيرة في المنطقة، ويبدو أنّها ستكون طويلة.

ولذلك تتسارع حركة دولية لتلافي مثل هذه الاحتمالات، وبحسب ما تفيد مصادر ديبلوماسية فان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يعمل على تحريك معظم سفراء فرنسا في الشرق الأوسط للبحث في الأزمة اللبنانية مع السعودية، للبحث في تجاوز الأزمة. وتؤكّد المصادر أنّ فرنسا ستسعى إلى إثارة ملف لبنان في مؤتمر الأمن الذي سيُعقد في باريس الأسبوع المقبل.

الحراك الفرنسي يقابله تحرّك ألماني برز مع زيارة مدير عام دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا في الخارجية الألمانية إلى لبنان. وهو يركّز على ضرورة الحفاظ على الاستقرار، وإجراء الانتخابات في موعدها. ومن النصائح التي وجّهها المسؤول الألماني للبنانيين تتعلّق بضرورة تحقيق إنجازٍ سريع لملف ترسيم الحدود، كما علمت "الأنباء".

ونقلت صحيفة الجمهورية عن بعض المصادر قولها، مع تصلّب الموقف السعودي، يبدو أنّ لبنان قد دخل في مرحلة طويلة من الانتظار الصعب لجلاء الغيمة الخليجية عن أجوائه، وعودة العلاقات بين لبنان والسعودية وسائر الدول الخليجية الى سابق عهدها.