الجزائر.. ماكرون إفتعل أزمة وعليه أن يبادر لحلها

الجزائر.. ماكرون إفتعل أزمة وعليه أن يبادر لحلها
الأربعاء ١٠ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٣:٢٨ بتوقيت غرينتش

في محاولة للملمت تداعيات التصريحات المسيئة، التي ادلى بها الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، ضد الشعب الجزائري، قال مسؤول فرنسي يوم امس الثلاثاء إن ماكرون أبدى أسفه للجدل وسوء الفهم الناجمين عن التعليقات التي أدلى بها عن الجزائر، في إشارة إلى أن باريس ربما تسعى لتهدئة العلاقات مع الجزائر.

العالم – كشكول

العلاقات بين باريس والجزائر توترت بشدة في الأسابيع الماضية بعد أن شكك ماكرون بوجود دولة جزائرية قبل الحكم الاستعماري الفرنسي وقال إن النظام السياسي العسكري الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار على أساس كراهية فرنسا.

وفي رد فوري على إساءة ماكرون، اغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام الجيش الفرنسي واستدعت سفيرها من باريس، وطالبت ماكرون بالاعتذار للشعب الجزائري.

المسؤول الفرنسي قال ايضا: "ان الرئيس ماكرون يحترم كثيرا الأمة الجزائرية وتاريخها وسيادة الجزائر.. ومهتم بشدة بتنمية بلدينا ثنائيا لصالح الشعبين الجزائري والفرنسي، وأيضا لمواجهة التحدي الكبير في المنطقة بدءا من ليبيا".

تصريحات هذا المسؤول الفرنسي، لم تجد آذانا صاغية في الجزائر، التي تطالب بإعتذار رسمي صريح وواضح من الرئيس الفرنسي ماكرون، قبل اتخاذ اي خطوة لاعادة الاوضاع الى سابق عهدها بين البلدين.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استبعد ان تخطو بلاده الخطوة الاولى لاعادة العلاقات مع فرنسا، وذلك في لقاء مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية يوم السبت الماضي، وقال انه لن يتخذ الخطوة الأولى لتخفيف التوتر، وانه لا يشعر "بأي ندم، لقد أعاد ماكرون فتح نزاع قديم بطريقة سخيفة".

واوضح، انه :"عندما يعلن رئيس دولة أن الجزائر ليست أمة قائمة بذاتها فهذا أمر خطير للغاية.. في هذه الظروف لن أبادر بالخطوة الأولى والا سأخسر كل الجزائريين، فلا علاقة لهذا بشخصي إنما بالأمة كلّها.. لن يقبل أي مواطن جزائري أن اتواصل مع الذين أهانونا".

يرى اغلب المراقبين للشأن الجزائري، ان الرئيس تبون أدار الازمة التي فجرها ماكرون، بطريقة حكيمة، حفظ للجزائرين كبرياءهم، ورد لماكرون الصاع صاعين، حتى بات المسؤولون الفرنسيون يستجدون لقاءه، كما ظهر ذلك جليا، من تصريحات مسؤول رئاسي فرنسي للصحفيين قبل مؤتمر بشأن ليبيا يوم الجمعة الماضية، دُعي لحضوره تبون، حيث قال هذا المسؤول ان الجزائر طرف رئيسي في المنطقة وإن ماكرون يريد أن يحضره تبون.

من الواضح ان غزل المسؤولين الفرنسيين لن يُليّن من موقف الرئيس الجزائري الصارم من اساءة ماكرون، وعلى الاخير ان يعلم ان الجزائر لم تعد مستعمرة فرنسية، كما ان الجزائر ليست ورقة انتخابية يستخدمها ماكرون من اجل الحصول على اصوات اليمين الفرنسي المتطرف، في الانتخابات الفرنسية القادمة، لذا على ماكرون وحده تقع مسؤولية تسوية الازمة التي اشعلها، بطريقة هو اعلم من غيره بها.