مفاوضات أكراد سوريا مع دمشق وموسكو؟

مفاوضات أكراد سوريا مع دمشق وموسكو؟
الخميس ١١ نوفمبر ٢٠٢١ - ١٠:٠٥ بتوقيت غرينتش

العالم - الخبر واعرابه

الخبر:
يتردد هذه الأيام في وسائل الاعلام وبشكل مكثف، أخبار عن مفاوضات بين أكراد سوريا مع الحكومة السورية من جهة، وبينهم وبين روسيا من جهة أخرى، ولا شك هناك أنباء متضاربة عن مضمون هذه المباحثات.

اعرابه:

- وتيرة الأوضاع خلال الأشهر الأخيرة تدلل على أن أميركا التي تعد العنصر المؤثر في اثارة الأزمة والحرب على سوريا، انها وبعد 11 عاما من الحرب المفروضة وصلت الى نتيجة بضرورة رفع راية الاستسلام الى الأعلى، ومن المؤكد أنها وصلت الى نتيجة انه من المستحيل اسقاط حكومة الرئيس الأسد الشرعية، وفي نفس الوقت فانها وصلت الى قناعة أخرى وهي، انه لا يمكن حل أية مشكلة في المنطقة من دون مشاركة سوريا، وهناك مثل معروف يتم تداوله في المنطقة يقول، لا سلام من دون سوريا.

- مع الأخذ بنظر الاعتبار قضية مغادرة اميركا لأفغانستان واحتمال مغادرتها للعراق، فليس من المستبعد أن تبدي رغبتها خلال الأشهر القادمة بمغادرة شمال سوريا، ولكن هناك عقبة كأداء لا تسمح لها القيام بهذه الخطوة، وهي انها لا تعرف ما هو الغطاء الذي يمكنها أن تستخدمه لتفعيل هذه السياسة، وبمعنى آخر، ما هو البديل المفضل الذي يمكن أن يحل محلها في هذه المنطقة ويمكنه الحفاظ على مصالحها ومصالح الكيان الاسرائيلي فيها.

- الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن يتوسع وجود ونفوذ روسيا في سوريا ولا ايران ولا تركيا، التي لديها أطماع في هذه المنطقة وتعتقد أن الشريط الحدوي لشمال سوريا جزء لا يتجزأ منها، هذا الى جانب انها تحتل في الوقت الراهن ما لا يقل عن نصف هذا الشريط في شمال غرب سوريا.

وبما أن الاميركيين وبالذات الرئيس الأميركي جو بايدن يحسنون الظن بأكراد سوريا، فانهم في الوقت الذي يعززون فيه مكانتهم الدولية فإنهم يسعون الى أن يكونوا البديل الذي يحل محلهم ويحافظ على مصالحهم، وبعد ذلك يبدأون بتفعيل خطة انسحابهم من شمال شرق سوريا.

وفي هذا الاطار يقال أن الأكراد طالبوا الحكومة السورية بتقديم 75 بالمئة من نفط شمال سوريا لهم، وفي نفس الوقت فان "مسد" أرسلت وفدا الى موسكو للتفاوض مع الحكومة الروسية بهذا الخصوص.

- قبل ذلك فقد تم تسريب الحل الذي يتألف من 4 بنود والذي أطلق عليه خارطة الطريق وقدمه ملك الأردن لحل الأزمة السورية؛ الى وسائل الاعلام، ومما جاء في هذا الحل، ان السبيل لحل الأزمة السورية يتمثل في عودتها من جديد الى الحضن العربي، وينبغي تقديم الدعم المالي لها لتبتعد عن محور المقاومة.

- زيارة وزير الخارجية الاماراتي لسوريا والتي قيل عنها انها لم تكن تحظى برضا الولايات المتحدة الأميركية تصب في هذا الاطار، أي اعادة سوريا الى الجامعة العربية التي طردتها منها، وفي هذا الاطار يتم تداول أنباء عن رغبة جامحة لمصر بالتقرب الى سوريا.

كل هذه الأمور وكذلك الرغبة في عودة العلاقات تدلل على وجود سيناريو جديد يسعى الى معالجة الهزائم التي وقعت على مدى الـ 11 عاما الماضية.

- تزايد الهجمات الاسرائيلية هذه الأيام على سوريا ومزاعم الكيان الصهيوني بأن المستهدف فيها هو مقرات محور المقاومة في هذا البلد، تدور في اطار الاسراع في تنفيذ وتفعيل هذا السيناريو.

- وبغض النظر عن أن أية خطوة من هذه الخطوات تكمل الصورة والخطة تجاه سوريا، فان المهم في كل ذلك، أنه وبعد مضي 11 عاما من الحرب والأزمات والفتن التي فرضت على الشعب والحكومة السورية، فان المحور الغربي-العربي - العبري، وصل الى نتيجة انه لا خيار له بعد 11 عاما من المقاومة والصمود، سوى الاعتراف بالهزيمة، ومن المؤكد أن الاكراد سيضطرون عاجلا أو آجلا الى العودة الى كنف الوطن.

والحقيقة أن الحكومة السورية طالما رفضت خلال السنوات الأخيرة أية شروط يضعها الأكراد، وفي مقدمة هذه الشروط منح الحكم الذاتي لهم، بل أن الحكومة السورية لم ترفع طوال سنوات الحرب والأزمات سواء تلك التي تتعلق بمناطق شمال شرق البلاد أو فيما يتعلق باحتلال ادلب أو فيما يتعلق بالمناطق التي تحتلها تركيا؛ سوى شعارا واحدا وهو الحفاظ على السيادة الوطنية على التراب السوري، وانهاء كافة أنواع الاحتلال.

كلمات دليلية :