الإمارات وفيلم "الكمين".. عزّ عليها الإنتصار في اليمن فوجدته في السينما

الإمارات وفيلم
الأربعاء ١٧ نوفمبر ٢٠٢١ - ١٠:٥٨ بتوقيت غرينتش

قبل ايام طرح أول إعلان ترويجي للفيلم "الإماراتي" "الكمين"، الذي يسرد حكاية نسجتها مخيلة السلطات الاماراتية، حول إنقاذ مجموعة من الجنود الإماراتيين، الذين علقوا داخل كمين في وادي جبلي، تحت حصار مقاتلي انصارالله ، ويُعد "الكمين"، كما أعلنت الشركتان اللتان أنتجتاه: "إيه جي سي إنترناشونال"، و"إيمج نيشن أبوظبي"، بانه أكبر إنتاج سينمائي باللغة العربية في منطقة دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي، حيث يشارك فيه طاقم عمل مؤلف من 400 فرد.

العالم كشكول

لقد تعمدنا وضع عبارة صفة الاماراتي للفيلم بين قوسين، لاننا ومن خلال الاعلان الترويجي للفيلم ، كان يجب ان تطلق عبارة "لااماراتي" على المال الذي انفق على الفيلم فقط، رغم وجود ممثلين اماراتيين مثال مروان عبد الله صالح، وخليفة الجاسم، ومحمد أحمد، ابطال المسلسلات الاماراتية، فالفيلم برمته فرنسي غربي، فالمخرج هو الفرنسي بيير موريل، بالتعاون مع المنتج ديريك داوتشي وجنيفر روث، والفيلم من تأليف براندون بيرتيل و وكورتيس بيرتل، بالاضافة الى عشرات التقنيين الغربيين.

اللافت في الاعلان الترويجي للفيلم، هو التضخيم المبالغ فيه للمخرج والكُتاب والتقنيين الغربيين الذي عملوا في الفيلم، حتى ان الامر وصل الى حد الكذب، كما حصل مع المخرج موريل الذي قدمه الاعلان على انه مخرج فيلم "تايكن"، بينما الرجل هو مخرج من بين اربعة مخرجين للفيلم، وكذلك الحال مع كتاب السيناريو، ولا ندري ما هي فضيلة هذا التضخيم المبالغ فيه، لهؤلاء الفنيين والكتاب الغربين لعاملين في الفيلم، بالنسبة للاماراتيين الذين انحصر دورهم بدفع المال فقط ؟!.

الغريب، هو تأكيد الاعلان الترويجي للفيلم، بانه "أكبر إنتاج سينمائي" باللغة العربية في منطقة دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي، ولا ندري كيف اعتبر الاعلان ان الفيلم اكبر انتاج سينمائي باللغة العربية في هذه المنطقة ، وبماذا قاس الفيلم ليكون الاكبر والاعظم؟ بينما المعروف هو عدم وجود صناعة سينمائية في هذه الدول، بل ان الشقيقة الكبرى، وهي السعودية، كانت ترى الى وقت قصير جدا، ان السينما عملا منكرا وبدعة، رغم انها وبعد رفع الحظر عن السينما فيها، قامت بتأسيس مهرجان سينمائي عالمي!!، تحت عنوان "مهرجان البحر الاحمر"، رغم انها لا تعرف من الفن السابع سوى اسمه، الا انها، كما هي الامارات، ترى ان بإمكانها ان تكون من رواد هذا الفن، فقط لانها تمتلك المال.

يبدو ان الامارات التي عز عليها الانتصار في الحرب على اليمن، وجدت ضالتها في السينما، لتنفس عن رغباتها المكبوتة، وهي التي هربت بجلدها من الحرب، تاركة شقيقتها الكبرى مع جيوش ومجاميع من المرتزقة التي إشترتهم من مختلف انحاء العالم، لمواجهة الشعب اليمني الابي الصابر والصامد، لذلك وجدت الامارات ان "الانتصارات" يمكن تحقيقها وبسهولة، بل وبسرعة من خلال افلام الاكشن، دون ان تخسر قطرة دم واحدة، هذا التنفيس عن الرغبات المكبوتة، وتحقيق انتصارات كبرى على شاشة السينما، عبر عنها أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات ، افضل تعبير، في تغريدة على تويتر حيث كتب يقول:"أتطلع إلى مشاهدة فلم الكمين الذي سُيعرض في دور السينما ابتداءً من 25 نوفمبر، إن احترافية وبسالة قواتنا المسلحة في اليمن وضمن عاصفة الحزم، تستحق الكثير من المؤلفات والأعمال السينمائية والدرامية، لسرد قصصهم البطولية وتضحياتهم في ميادين الشرف والشجاعة"!!.