هزيمة الانقلاب في السودان ؟

هزيمة الانقلاب في السودان ؟
الأحد ٢١ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠١:٥٠ بتوقيت غرينتش

العالم - الخبر وإعرابه

الخبر:

أخيرا وبعد أسابيع من الحضور الفاعل للشعب السوداني في الشوارع وإعلان معارضته لتفرد الجيش بالحكم في البلاد، عاد رئيس الوزراء المخلوع إلى السلطة، محققاً شرطه بالإفراج عن جميع المعتقلين.

إعرابه:

السودان بصفته بلداً 97٪ من سكانه مسلمين وبصفته بلداً تحرر مؤخراً من الديكتاتورية، ورغم أنه تعرض لاعتداء من قبل الجيش الحاكم، لكنه لم يرضخ لهذا الاعتداء وبعد تقديمه أكثر من 40 شهيداً في سبيل الحرية خلال الأسابيع الأخيرة، حال دون انقلاب كان وشيكا 100٪.

على الرغم من أن الجيش الحاكم نجح ومن خلال الانقلاب في فرض صيغة المجلس العسكري الملفق على الشعب السوداني، وكذلك التأثير على انتخاب وزراء حكومة حمدوك في المستقبل، إلا أنه أدرك وبحق أن فرض الديكتاتورية على الشعب الذي نبذ الديكتاتورية لتوه ليست مهمة سهلة.

على الرغم من أن العديد من المحللين والسياسيين في السودان يشيرون إلى أن ما حدث في السودان اليوم ليس أكثر من مسرحية ولا يتفقون مع ما حصل من اتفاق، لكن الحقيقة أن ما حدث اليوم هو خطوة إلى الأمام في إبطاء قطار الانقلاب بنسبة 100٪.

يعتقد المعارضون أنه ومع استمرار عمل المجلس العسكري الملفق من جهة، وتأثير الجيش الحاكم في حكومة السودان المستقبلية من جهة ثانية، إنما لم يحدث شيء جديد في السودان.

في السودان اليوم، لم يذق العسكريون فحسب طعم الهزيمة وفشل الانقلاب، بل كانت الإمارات وإسرائيل ومصر وأخيراً السعودية شركاء في قبول الهزيمة أمام إرادة الشعب السوداني.

ستكون نتيجة تجربة الانقلاب ضد الشعب السوداني، أولاً أنه وفي الظروف الراهنة سيكون الشعب السوداني وخاصة قادة الحراك الشعبي أكثر يقظة من ذي قبل، وثانياً أنهم سوف يرسمون خطاً فاصلاً بقوة بين الشعب السوداني وأعداء حكم الشعب، وبالطبع، وكما يبدو من الأدلة، فإن الإصرار الشعبي على الاستمرار في رفض مطالب الانقلابيين سيستمر وبقوة.