شاهد..هل ستصبح العاثيات بديلاً للمضادات الحيوية؟

الإثنين ٢٢ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٤:١٦ بتوقيت غرينتش

العاثيات كائنات حية وفيروسات تعد الأكبر عدداً وشيوعا على سطح الأرض تتوافر بالمليارات في الطبيعة، وقيل مؤخرا إنه تتواجد منها مليارات في أمعاء الإنسان وتقوم بحمايته من بكتيريا ضارة إن أصابت أمعائه.

العالم - خاص بالعالم

ومنذ سنوات تدرس أوساط علمية إمكان استخدام العاثيات كوسيلة لمكافحة المقاومة المتزايدة للمضادات الحيوية، خاصة أن هذه الكائنات غير المرئية التي تنمو على هامش المجاري أو الأنهر تتمتع بقدرة كبيرة على مهاجمة البكتيريا والقضاء عليها.

وقال أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى الدكتور ألكسندر بليبتر: "العلاج بالعاثيات لا يمكن أن يُعتمَد إلا إذا كانت المعطيات العلمية في شأنه متينة، ويتطلب تطويراً كبيراً قبل أن يصبح ممكناً استخدامه باستمرار.لا نزال في البدايات".

ويبدأ كل شيء في المختبر ببضعة لترات من المياه الآسنة تؤخذ من المجاري القريبة. ويضع الباحثون هذه العينات لزرع بكتيريا في ما يُعرف بـ"أطباق بتري". وإذا ظهرت ثقوب، تكون البكتيريا قد دمرت مما يعني أن العاثية الملائمة موجودة. ثم يبقى للمختبر أن يزرعها ويخضعها لعمليات ترشيح عدة بحيث تتم تنقيتها بالكامل لتصبح خالية من أي آثار للبكتيريا الأولية. وحاليا تعمل شركة "فيريسيديس فارما" للتكنولوجيا الحيوية في رومانفيل على ثلاثة أنواع من البكتيريا وتأمل في طرح عاثيات في السوق في غضون أربع إلى خمس سنوات.

وقال رئيس مجلس إدارة "فيريسيديس" غي شارل فانو دو لاوري: " من الصعوبة بمكان اختيار العاثيات الملائمة وإنتاجها وخصوصاً تنقيتها وهذا ما نعمل عليه إن مقاومة المضادات الحيوية تشكّل قنبلة صحية قيد التبلور".

يذكر ان العلاج القائم على العاثيات ليس جديداً إذ طُوّر في مطلع القرن العشرين ولكن صُرف النظر عن اعتماده بعد ابتكار المضادات الحيوية في الأربعينات. ومع أنه بقي معتمداً في بعض دول أوروبا الوسطى كانت تشوبه إلى وقت قريب عيوب مهمة تفسر استبعاده. ولكن ومن خلال الدراسات والتجارب الجديدة قد تصبح العاثيات جزءاً مهماً من ترسانة الأطباء لمواجهة ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية التي باتت من أبرز التحديات المتعلقة بالصحة العامة.