إعتراف "إسرائيلي" متأخر.. أخطأنا في دفع ترامب للإنسحاب من الإتفاق النووي 

إعتراف
الأربعاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٨:٠٢ بتوقيت غرينتش

"إستراتيجية الحكومة السابقة بقيادة بنيامين نتنياهو فشلت لأنها ساهمت في إلغاء الاتفاق النووي وحينها الإيرانيون تقدموا.. أدى اختبار النتائج السياسية لدفع الولايات المتحدة لإلغاء الاتفاق إلى تقدم إيران بشكل دراماتيكي في التهديد، واليوم وصلت إلى أبعاد لم تكن في السابق أبدا..هذا يعد فشلا"، هذا الكلام هو للقائد السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في قوات الاحتلال الاسرئيلي عاموس جلعاد.

العالم يقال ان

كلام جلعاد، الذي شغل ايضا منصب رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة "الأمن الإسرائيلية"، عن الخطأ الذي ارتكبته "اسرائيل" في التحريض على الاتفاق النووي، وفي دفع الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الى الانسحاب من الاتفاق، يعكس حالة الهستيريا التي تعيشها "اسرائيل" بسبب ايران، فهي تتخبط في سياستها، وترى ان بامكانها من خلال تجسيد دور "الطفل المدلل"، مع الغرب وخاصة امريكا، ان تحصل على ما تريده، وخاصة القضاء نهائيا على ما تعتبره خطرا ايرانيا.

في حديثه مع الاذاعة "الاسرائيلية"، كشف جلعاد عن جانب آخر من هذا التناقض والتخبط اللافت في "القيادة الاسرائيلية"، ازاء الاتفاق النووي، حيث يقول :"لم ننجح في السياسات باختبار النتائج لأننا لم نطور قدرات التعامل مع إيران على قاعدة فرضية أن الاتفاق سيتم احترامه" لافتا في ذات الوقت إلى أن "رئيس الأركان السابق، الجنرال غادي آيزنكوت، عمل على أساس أن هناك اتفاقا ورئيس الموساد عمل على تقويض الاتفاق، وفي النهاية توصلنا إلى إلغاء الاتفاق وإيران تقدمت".

يبدو ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي الحالي نفتالي بينيت، مازال مصرا على مواصلة سياسة الطفل المدلل، التي كان يجسدها سلفه نتنياهو افضل تجسيد، رغم فشلها الذريع، فلا يكف عن العويل والصراخ، لجلب اهتمام امريكا، حيث اعلن في مؤتمر عبر التلفزيون استضافته جامعة ريتشمان، يوم امس الثلاثاء:" ان ايران في أكثر مراحل برنامجها النووي تقدما.. نواجه أوقاتا عصيبة. من المحتمل أن تكون هناك خلافات مع أفضل أصدقائنا (امريكا).. حتى لو كانت هناك عودة إلى الاتفاق، فإن إسرائيل ليست بالطبع طرفا في هذا الاتفاق وإسرائيل ليست ملزمة بالاتفاق".

من بين كل هذا العجز والتخبط الهستيري لقادة الكيان الاسرائيلي في التعامل مع ايران، كان تصريح وزير المالية في هذا الكيان، أفيغدور ليبرمان، لافتا، حيث زاد من عدد "المواعيد" التي يحددها "زعماء اسرائيل" لوصول ايران الى القنبلة النووية، فبعد ان كان اسابيع، و 3 او 4 اشهر، وعام ، وعامان، اضاف ليبرمان موعدا جديدا الى سلة المواعيد "الاسرائيلية"، وهو 5 سنوات، عندما قال امس الثلاثاء خلال مؤتمر عن تمويل التخطيط العسكري الإسرائيلي المتعلق بإيران:" إن إيران قد تمتلك سلاحا نوويا خلال خمس سنوات.. وان تلك الخطوة لن تتأثر بالمحادثات الجارية حاليا بين إيران والقوى العالمية الكبرى بشأن اتفاق جديد للحد من قدراتها النووية".

بات واضحا، حتى لحلفاء "اسرائيل" في الغرب، ان كل ما يصدر عن "اسرائيل" بشأن ايران، يفصل بينه وبين الواقع، هوة واسعة، حتى لم يعد بكاء وعويل وصراخ هذا الطفل المدلل والملل والنزق، له ذاك التأثير السابق على الغربيين، بدليل وقوف امريكا على الخطأ الفادح الذي ارتكبته من خلال الانسحاب من الاتفاق النووي، وفرضها عقوبات احادية الجانب على ايران، وهو انسحاب وقع تحت تأثير صراخ وعويل نتنياهو، وتبين لامريكا فيما بعد، ان ما اقدمت عليه جاء بنتائح عكسية، وهي نتائج كانت كافية، ليتجاهل الغرب بكاء وعويل خلفه نفتالي بينيت.