الاردنيون غاضبون من اتفاقية 'الماء مقابل الكهرباء' مع الإحتلال

الاردنيون غاضبون من اتفاقية 'الماء مقابل الكهرباء' مع الإحتلال
الأحد ٢٨ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

اشتعلت موجة غضب واسعة في الأردن ضد اتفاق أردني إسرائيلي إماراتي وبموجبه سوف يحصل الأردنيون على المياه من "إسرائيل" مقابل تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالكهرباء التي سيتم إنتاجها بتمويل إماراتي على أراضٍ أردنية، فيما انتقلت حالة الغضب سريعاً من شبكات التواصل الاجتماعي إلى الشوارع والجامعات التي شهدت تظاهرات احتجاج تندد بالاتفاقية.

العالم الأردن

وسرعان ما عاد الهاشتاغ «#التطبيع_خيانة» ليتصدر قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً على شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن وفي العديد من الدول العربية التي شارك أبناؤها في الحملة المنددة بالتطبيع مع الاحتلال وبإبرام مزيد من الاتفاقات بين الدول العربية و الإحتلال الإسرائيلي، كما أطلق نشطاء الوسم «#ماء_العدو_احتلال» للتعبير عن رفض الاتفاقية مع تل أبيب.

وشارك الكثير من النشطاء والمغردين والمدونين في التعبير عن رفضهم الاتفاقية التي أطلق عليها إعلامياً اسم «الماء مقابل الكهرباء» فيما اعتبر بعض النشطاء أن دولة الإمارات استطاعت التسلل إلى دول عربية أخرى ومن بينها الأردن من أجل دفعها نحو مزيد من الخطوات التطبيعية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي هي المستفيد الوحيد من هذه الاتفاقيات.

وكتب وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني الأسبق طاهر العدوان مغرداً على «تويتر»: «كمواطن أدين بشدة توقيع اتفاق الماء مقابل الكهرباء مع العدو الصهيوني ضمن مسلسل وضع مصير الشعب والوطن ومستقبل أبنائه في يد عدو يحتل أرضنا ومقدساتنا ويهدد وجوديا الشعبين الأردني والفلسطيني. أما من يتحمل مسؤولية اتفاقيات الخزي والعار هذه فهو مجلس النواب والحكومة».

وغرد الناشط الإسلامي خالد الجهني قائلاً: «الماء لا يطفئ الثأر، والماء لا يغسل دم الشهداء. وغضب أرواح من بذلوا وجاهدوا لا يهدأ باتفاقيات الذل مع يد القاتل. ووعد الله بزوال الاحتلال حتما آت».

وغرد الصحافي والكاتب ياسر الزعاترة: «ماء العدو احتلال، وغازه أيضا، وكل تعاون معه جريمة مآلها بيع قضية الأمةّ، وتهديد الأردن.. احسبوها جيدا قبل فوات الأوان.. الشعبان الفلسطيني والأردني؛ وكل جماهير الأمّة، لن تتسامح مع من يمهّدون الأجواء للعدو كي ينفّذ مخططاته ويحقق أحلامه.. ينطبق ذلك على قيادة رام الله قبل سواها».

وأعرب الكثير من النشطاء عن غضبهم من اعتقالات طالت عدداً من المحتجين على الاتفاقية، حيث كتب سمير مشهور: «محمد أبو رمان وجهاد أبو السكر وينال سعادة، يبيتون اليوم بعيدا عن أبنائهم وأهلهم بسبب اعتقالهم وسلب حريتهم من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية وذلك لأنه خرجوا لرفض اتفاقيات العار التي تقيمها السلطة الأردنية غير المنتخبة مع العدو الصهيوني الإرهابي».

ونشر حساب لطلبة الجامعة الأردنية على «تويتر» تغريدة يقول فيها: «توقيف عدد من الزملاء من طلبة الجامعة الأردنية بالقرب من دوار الداخلية لاعتراضهم على اتفاقية العار، وسَيَبيتون ليلتهم بعيداً عن عائلاتهم كثمن لتعبيرهم الحضاري عن رفضهم للتطبيع مع الكيان الغاشم.

وكتب الناشط أنس الجمل: «بالأمس عمان واليوم الجامعات الأردنية وقريباً اربد وكل المحافظات الأردنية. الشعب الأردني يرفض اتفاقية الذل والعار مع الكيان المحتل ورهن طاقتنا ومياهنا بيده، ولا يوجد حل غير الشارع.. يلعن كل خاين جبان».

وكان العشرات وربما المئات من الرافضين للاتفاقية بين الأردن و الإحتلال الإسرائيلي قد تجمعوا ليل الاثنين الماضي قرب دوار الداخلية وسط العاصمة الأردنية عمّان، في محاولة لتنظيم اعتصام مفتوح احتجاجا على الاتفاقية، إلا أن قوات الأمن سرعان ما اعتقلت نحو 13 ناشطا منهم.

وتبرر السلطات الأردنية لجوءها إلى هذه الاتفاقية مع الاحتلال بـ«حاجات الأردن المستقبلية المتزايدة لمصادر دائمة للمياه بفعل النمو السكاني المتزايد، وأعباء اللاجئين المترافق معها تراجع الدعم الخارجي للأردن، وارتفاع الطلب على المياه في القطاعات الاقتصادية المختلفة خاصة الزراعية، ما شكل ضغطا متزايدا على البنية التحتية خاصة المياه».

ويعتبر الأردن ثاني أفقر دولة بالعالم بالمياه وتصل حصة الفرد السنوية 100 متر مكعب، مقابل 500 متر مكعب حصة الفرد عالميا من المياه.