مفاوضات فيينا.. رسائل بحروف كبيرة

مفاوضات فيينا.. رسائل بحروف كبيرة
الأربعاء ٠١ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

في اطار تغطيتها للمفاوضات الجارية بين ايران ومجموعة 4+1 لرفع الحظر الامريكي الاحادي الجانب عن الشعب الايراني، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (أ. ف. ب)، انه بعد الانتهاء من الاجتماع الرسمي، بدأت مجموعات الخبراء يوم امس الثلاثاء مناقشة مسألة العقوبات الأميركية الحساسة، قبل التطرّق اليوم الأربعاء إلى الشق المتعلق بالتزامات طهران النووية بموجب الاتفاق النووي.

العالم كشكول

ما ذكرته وكالة فرانس برس، ذكرته اغلب وكالات الانباء العالمية، وهو ما أيده ايضا دبلوماسيون من فرنسا والمانيا وبريطانيا، من المشاركين في المفاوضات، الامر الذي يؤكد إذعان جميع الاطراف المشاركة في مفاوضات فيينا، حق ايرن بإلغاء الحظر الاحادي وغير القانوني المفروض عليها قبل الحديث عن اي شيء آخر.

عندما يتم التأكيد من قبل مجموعة 4+1 على ضرورة مناقشة العقوبات الامريكية غير القانونية على ايران اولا قبل مناقشة التزامات طهران بالاتفاق النووي، فهو اعتراف رسمي من قبل القوى الكبرى، بأن انسحاب امريكا من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات خارج الاطار القانوني على ايران، هو سبب الازمة، وليس الاجراءات التي اتخذتها ايران في تقليص التزاماتها، والتي جاءت ردا على انسحاب الامريكا من الاتفاق وفرضها عقوبات على ايران.

ما جرى خلال اليومين الماضيين في فيينا، أكد حقيقة في غاية الاهمية، وهي فشل السياسة الامريكية، في تحميل ايران مسؤولية وصول الاتفاق النووي الى ما وصل اليه، فأمريكا مازالت خارج المفاوضات، لانها خارج الاتفاق الذي انسحبت منه، ولن تعود اليه الا في حال رفعت الحظر غير القانوني الذي تفرضه على ايران، عندها فقط بامكانها ان تتحدث عن عودة ايران عن اجراءاتها التعويضية التي اتخذتها ردا على نسحاب امريكا من الاتفاق النووي وفرضها الحظر وانتهاكها للقرار الدولي 2231.

اللافت ان القرار الصادر عن مجلس الامن الدولي رقم 2231، يدعو بصريح العبارة:"جميع الدول الأعضاء إلى إتخاذ كل الإجراءات المناسبة لدعم تنفيذ خطة العمل، بوسائل منها اتخاذ إجراءات تتسق مع مخطط التنفيذ المبين في خطة العمل وهذا القرار، والامتناع عن إتيان أعمال تعيق الوفاء بالالتزامات المنبثقة عن خطة العمل"، وهو ما لم تفعله امريكا فحسب ، بل فرضت حصارا شاملا على ايران طال الدواء والغذاء، ضاربة بعرض الحائط بالاتفاق النووي والقرار 2231 و بمجلس الامن الدولي والامم المتحدة.

بات واضحا للجميع، وخاصة مجموعة 4+1 ، ان ايران لن تتراجع امام الضغوط الاقتصادية والالاعيب السياسية، ولن ترضخ للمطالب التي تتجاوز الاتفاق النووي ولن تبحث أي قضية خارج إطار هذا الاتفاق، وان نافذة هذه الفرصة التي منحتها ايران وبحسن نية للاطراف الاخرى في الاتفاق، لن تبقى مفتوحة إلى الأبد، وان ايران تمتلك برنامجا مؤثرا لإبطال مفعول العقوبات، في حال فشلت المفاوضات لرفع هذه العقوبات، في إطار خطة التنمية المستدامة الاقتصادية، وستواصل اجرءاتها للرد على هذه العقوبات، لذا ليس امام باقي الاعضاء في الاتفاق النووي، من خيار سوى الاستفادة من هذه الفرصة التي وفرتها ايران، عبر التسلح بإرادة سياسية بشكل جاد، بعيدا عن تأثيرات الدور المخرب والسلبي الذي تقوم به "اسرائيل"، عندها فقط سيكون الاتفاق ممكن وفي متناول اليد..