أميركا.. من شحنات النفط والأسلحة الإيرانية إلى العقوبات الجديدة

أميركا.. من شحنات النفط والأسلحة الإيرانية إلى العقوبات الجديدة
الأربعاء ٠٨ ديسمبر ٢٠٢١ - ١١:٠٣ بتوقيت غرينتش

العالم - الخبر وإعرابه

الخبر:

أعلنت وزارة العدل الأميركية ضبط ومصادرة شحنتي أسلحة و4 شحنات نفط إيرانية، وفي الوقت نفسه وضعت وزارة الخزانة الأميركية عددا من المؤسسات والمسؤولين الإيرانيين على قائمة عقوباتها.

إعرابه:

- رغم أنه لم يعلق أي مسؤول إيراني حتى الآن على مزاعم وزارة العدل الأميركية بمصادرة وحجز الشحنات الإيرانية ويتعين علينا انتظار المسؤولين الإيرانيين لتأكيد الخبر أو نفيه، أو على الأقل انتظار وصول تفاصيل للموضوع، لكن من المؤكد أن تزامن انتشار هذين الخبرين مع ما حدث قبل يومين في ميناء اللاذقية بسوريا، والمزاعم بأن هدف مهاجمة هذا الميناء السوري كانت المصالح الإيرانية، إنما يشير هذا التزامن إلى تحقيق أهداف محددة. فيبدو من محاولة الولايات المتحدة نشر هذه الأخبار في آن واحد وبهذا الشكل المركز والمتزامن.. التأثير على المحادثات النووية المزمع عقدها في فيننا يوم الخميس. أميركا تحاول ومن خلال التركيز على ما تصفه بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران ومزاعم تشكيل إيران تهديداً للأمن الدولي.. تسهيل التأثير على عملية المفاوضات النووية. بعبارة أخرى هي تحاول من جانب توسيع الفجوة بين الشعب والمسؤولين في إيران حسب زعمها، وتحقيق نجاح في مشروعها الفاشل لعزل إيران في المجتمع الدولي من جانب آخر، بغية تحقيق النتيجة المرجوة في المفاوضات النووية.

- إتهمت الولايات المتحدة إيران مرارا وتكرارا بتزويد دول أخرى بالأسلحة، بما في ذلك اليمن، لكنها لم تقدم أبداً أي وثائق ترتضيها المحاكم، من أجل إثبات هذه المزاعم.

- كما تشير حقيقة إعلان وزارة العدل الأميركية عن ضبط الشحنات المزعومة في نوفمبر 2019 وفبراير 2020، إلى جانب إرجاء إعلانها إلى يومنا هذا، إلى أبعاد جديدة من الحرب الناعمة المتبعة من قبل البيت الأبيض ضد الشعب الإيراني.

- في الآونة الأخيرة، أعلن رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وبشكل رسمي أن "ليس هناك ما يشير إلى وجود قرار لدى زعيم جمهورية إيران الإسلامية لتصنيع أسلحة نووية". كما أضاف ويليام بيرنز: "لا يوجد أي مستمسك على قرار لدى إيران بتوجيه برنامجها النووي نحو تصنيع السلاح".. ففي ضوء اعترافات مدير أكبر مركز تجسس في العالم، يمكن فهم الأهداف الرئيسية للولايات المتحدة في الإعلان المتأخر عن ضبط ومصادرة شحنات إيرانية من جانب، وتشديد العقوبات ضد بعض المسؤولين الإيرانيين من جانب آخر، إلى جانب استخدام النشاط العسكري الإسرائيلي ضد سوريا وإيران.. لكن أن تعود إثارة مثل هذه المزاعم البالية بنفع على أميركا في المحادثات النووية المقبلة، فإن هذا أمر مشكوك فيه للغاية.