هل حان وقت عودة سوريا للجامعة العربية؟

هل حان وقت عودة سوريا للجامعة العربية؟
الجمعة ١٠ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٤٠ بتوقيت غرينتش

بدأت بوادر عودة سوريا لجامعة الدول العربية تلوح في الأفق، فبعد عشر سنوات من تعليق عضويتها، هناك مساعي عربية جادة في هذا المجال ما يشير الى تعاطي مختلف مع الشأن السوري.

العالم – كشكول

يبدو ان قمة العربية التي من المقرر عقدها في الجزائر مارس المقبل، والموقف الجزائري المتناغم مع العديد من الدول العربية المؤيدة عودة سوريا للمشاركة بالجامعة العربية بعد سنوات طويلة من المقاطعات، قد تشكل فارقا في شكل العلاقات العربية السورية، فقد شهدت الآونة الأخيرة تراكض عربي في سبيل إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا.

التوقعات بشأن فك تجميد مقعد دمشق في الجامعة العربية تأتي بعد مؤشرات داعمة لهذا الاتجاه لا سيما بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري ميدانيا والقضاء بنسبة كبيرة على الجماعات الإرهابية خاصة تنظيم داعش، علاوة على التفاهمات التي تم التوصل إليها مع المسلحين.

والمؤكد ان عودة سوريا هي خطوة قوية وضرورية نحو انهاء والسيطرة على مسألة التدخلات الخارجية التي أضرت بالملف السوري بشكل فادح،كما ستعمل بلا شك على استعادة التوازن والدور المفقودين لهذه المنظومة تجاه قضايا مهمة بما يمثل قيمة مضافة تشكل مصلحة لجميع الأطراف.

موسكو وعلى لسان مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، اعربت عن ترحيبها بتغير الموقف العربي من دمشق، لافتة إلى أن عودة سوريا لجامعة الدول العربية سيكون له تأثير إيجابي على سوريا ومنطقة الشرق الأوسط. في حين قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس مركز تونس محمد صالح بن عيسى إن الجامعة تساند بقوة عودة مقعد سوريا مرة أخرى في القمة العربية المقبلة التي ستنعقد في الجزائر مارس/ آذار 2022، كما ان العديد من الدول العربية وعلى راسهم الجزائر والاردن والعراق ومصر ولبنان عبروا عن موقفهم الداعم لعودة سوريا لجامعة الدول العربية.

هذا و قالت مصادر مصرية إن هناك اتصالات غير معلنة تجري في الوقت الراهن بشأن مصير مقعد سوريا في الجامعة العربية قبل القمة العربية المقبلة. مشيرة إلى أن هناك تيارين داخل الجامعة؛ الأول تقوده مصر مع عودة سوريا لمقعدها، والثاني تتبناه قطر، والذي يرفض تلك الخطوة وأن الموقف القطري هو الذي يمثل عقبة في طريق التحركات المصرية المدعومة من أطراف بمجلس التعاون ، على الرغم من أن مصر استطاعت أخيراً تحييد مواقف تونس والمغرب، إلى حد بعيد.

واوضحت ان القاهرة تتبنى حسم الملف، فإذا لم يتم التوصل لتمثيل سوريا في القمة المقبلة، فعلى الأقل يكون هناك توافق بشأن حسم عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة من خلال طرح الملف على القمة التالية ليتم التصويت عليه، وانه تم بحث ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية مع عدد من رؤساء أجهزة المخابرات العربية خلال المنتدى الاستخباري العربي الذي استقبلته القاهرة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وتقتضي آلية عودة سوريا إلى مقعدها إقرار المجلس الوزاري للجامعة مشروع قرار يرفع من المندوبين ويوضع أمام القمة لإقراره. ويبدو ان سوريا تعرف جيدًا طريقها في إفشال كل المخططات التي تحاك ضدها رغم قسوتها وإن أغلب الدول العربية ستسلك طريق دمشق، لكنها كانت تنتظر الفرصة المناسبة، اما البقية منهم فعليهم إعادة حساباتهم التي كانت خاطئة تجاه سوريا حتى لا يكونوا اخر الملتحقين بقطار عودة العلاقات مع سوريا التي ستعود بالنفع على كل الاطراف.