‏استجرار الكهرباء الى لبنان.. سوريا جاهزة ومصر متعثّرة

‏استجرار الكهرباء الى لبنان.. سوريا جاهزة ومصر متعثّرة
الإثنين ١٣ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٨:٥٨ بتوقيت غرينتش

تشارف فرق الصيانة السورية على الانتهاء من إصلاح الأجزاء المدمرة ‏من الشبكة الكهربائية تمهيداً لربطها مع الشبكة الأردنية، ما يسمح ببدء ‏استجرار الكهرباء الى لبنان. فيما لا يزال الغموض يحيط بأسباب تأخر ‏ضخ الغاز المصري، رغم الجهوزية الفنية لأنابيب خط الغاز العربي منذ ‏الأيام الأولى لطرح المشروع.

العالم_لبنان

و‎على خلاف ما كان متوقعاً، قد تصل الكهرباء الأردنية عبر سوريا إلى لبنان قبل الغاز المصري. في الملف ‏الأخير، أعلنت دمشق باكراً عدم وجود أي عائق لضخ الغاز، وأبلغت كل الأطراف بجهوزية خط الغاز العربي المارّ ‏في أراضيها من الناحية الفنية لنقل الغاز المصري، وقدّمت دعماً فنياً للكوادر اللبنانية للكشف عن المقطع الذي يربط ‏محطة الدبوسية في محافظة حمص السورية بمحطة دير عمار في شمال لبنان، والذي تبيّن بعد إجراء الكشف أنه سليم ‏فنياً‎.‎
و نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية اليوم الاثنين عن مصادر وزارة النفط السورية أن الكرة في ملعب وزارة النفط المصرية التي يبدو أن لديها حسابات أو ‏هواجس أخرى، بدءاً من الجدوى الاقتصادية المتحققة للقاهرة من المشروع مقارنة بعمليات تسييل الغاز ‏وتصديره إلى دول أوروبية، وصولاً إلى الخشية من تعرض الخط في مقطعه السوري لاعتداءات إرهابية كما ‏حصل منذ نحو شهرين، وتالياً من هي الجهة التي ستتحمل الخسائر المترتبة عن ذلك، ولا سيما لجهة فاتورة ‏كميات الغاز المتسربة، إضافة الى استمرار تأكيد الجهات المصرية أنها لم تحصل بعد على إذن أميركي مباشر ‏وواضح لإعفاء شركاتها من عقوبات قانون قيصر‎.
وتلفت المصادر، هنا، الى أن نقل الغاز القطري بالسفن إلى خليج العقبة، وتغويزه وضخّه في خط الغاز العربي، ‏ليس أقل أهمية من عملية نقل الغاز المصري، فمثلاً، يمكن لحمولة سفينة واحدة من الغاز تشغيل محطة دير علي ‏الكهربائية في سوريا لمدة يوم ونصف يوم. وتضيف إنه "سواء كان الغاز مصرياً أو قطرياً أو الاثنين معاً، فإن ‏خط الغاز العربي في جميع مقاطعه جاهز للمباشرة بضخه، وصولاً إلى محطة دير عمار اللبنانية‎.
‎ على خط مواز، أنجزت فرق الصيانة التابعة لوزارة الكهرباء السورية أكثر من نصف عمليات الصيانة المقررة ‏للشبكة الكهربائية في مقطعها المدمر، وما يزيد على 63% من الأبراج التي تعرضت للتخريب خلال سنوات ‏الحرب (251 برجاً على طول الخط البالغ طوله 87.5 كلم)، ما يطرح تساؤلات عن إمكانية أن تكون الشبكة ‏الكهربائية السورية جاهزة مع بداية العام لنقل الكهرباء الأردنية إلى لبنان، أو أنها ستكون بحاجة إلى بضعة أيام ‏أو أسابيع قبل أن تكتمل عمليات الصيانة تماماً‎.
وزير الكهرباء السوري غسان الزامل أكد أن الشبكة السورية "ستكون جاهزة تماماً للربط مع نظيرتها الأردنية ‏مع آخر يوم من الشهر الجاري، بما في ذلك إنجازها لجميع الاختبارات الفنية، وإجراء خطوات التطابق للقيم الفنية ‏بين شبكات الدول الثلاث. وتالياً فإن عملية الربط قد تجرى خلال الأسبوع الأول من العام الجديد في حال اتخاذ ‏الدول الثلاث قراراً بذلك. وأوضح أن الكوادر الفنية في وزارة الكهرباء تعمل حالياً على مد خطين ‏فوق خطوط النقل مخصصين للاتصالات ونقل إشارات الأعطال، يتوقع الانتهاء منهما منتصف الشهر الجاري، ‏لتبدأ بعدها الفرق الفنية، بالتنسيق مع نظيراتها في كل من لبنان والأردن، بإجراء اختبارات لمدة سبعة أيام للكشف ‏عن الأعطال.‎
‎في السياق نفسه، شهدت الأيام الماضية موجة انتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، على خلفية تصريحات ‏المدير العام لمؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء حول العائد الذي ستحصل عليه سوريا جراء نقل الكهرباء الأردنية إلى ‏لبنان، والمقدر بنسبة 8% من كمية الكهرباء المنقولة. وهي نسبة ضئيلة جداً في ضوء ارتفاع ساعات التقنين ‏الكهربائي في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة، فضلاً عن تكاليف إصلاح الشبكة، والتي أكد الزامل أنها ستصل ‏إلى حوالى خمسة ملايين ونصف مليون دولار، مشيراً إلى أن الوزارة تبحث مع بعض برامج الأمم المتحدة تمويل ‏المشروع، نظراً إلى الفائدة السورية المحدودة من المشروع‎.‎