"زعماء إسرائيل".. وفضيحة التهديدات بمهاجمة إيران!

الإثنين ١٣ ديسمبر ٢٠٢١ - ١١:٤٧ بتوقيت غرينتش

يبدو ان "زعماء" الكيان الاسرائيلي في وضع لا يحسدون عليه بالمرة، فلا قادرون على مهاجمة ايران، ولا عرّابتهم امريكا قادرة على فعل ذلك، إلا انهم لا ينفكوا يكررون وبشكل شبه يومي، تهديداتهم بالهجوم على ايران، ووصلت هذه التهديدات اوجها على لسان وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، الذي نقلت عنه الصحافة الاسرائيلية، قوله انه أبلغ الإدارة الأمريكية، خلال زيارته لواشنطن، بأنه أصدر أوامره بالاستعداد للهجوم ضد إيران.

العالمكشكول

وفي ذات السياق، سياق إظهار "زعماء اسرائيل" عزمهم وإصرارهم على تنفيذ تهديداتهم شبه اليومية ضد ايران ، سرب هؤلاء الزعماء خبرا الى الصحافة الاسرائيلية، مفاده ان "إسرائيل" قد خصصت 1.5 مليار دولار لإعداد القوات المسلحة لتنفيذ ضربة محتملة ضد مواقع نووية إيرانية، كما بدأوا بمناورات كبرى اطلقوا عليها "مناورة مهاجمة ايران"!!.

ومن اجل رفد موجة التهديدات الاسرائيلية ضد ايران، بهدف اقناع من لم يقتنع بعد، دعا الدبلوماسي اليهودي-الأمريكي السابق المتصهين دنيس روس، والمعروف بتأييده المطلق لكيان الاحتلال، في مقال نشره على موقع مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، دعا إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن أن تعيد من جديد وضع احتمالات التصعيد العسكري على الطاولة، وان تزود "إسرائيل" بـ"مخترِق الذخائر الهائلة" الذي يخترق الجبال، وهي قنبلة تزن 15 طنا وتخترق عميقا تحت الأرض قبل اشتعال فتيلها، وان تعير "إسرائيل" قاذفات "بي 2" لتتمكن من استخدام هذه القنبلة!!.

يبدو ان التهديدات الاسرائيلية المتكررة إستفزت العديد من الخبراء العسكريين، ومنهم نائب رئيس أكاديمية علوم الصواريخ والمدفعية الروسية قسطنطين سيوكوف، الذي اكد ان "اسرائيل" لن تبادر بالهجوم على ايران، والسبب من وجهة نظره، ان إيران تعتبر واحدة من أكبر أربع دول مصنعة لأنظمة الصواريخ في العالم، وقادرة على أن تجعل الكيان الاسرائيلي مكانا غير صالح للعيش.

واضاف سيوكوف، ان إيران تمتلك صواريخ متوسطة المدى وأسلحة تقليدية تتمتع بدقة عالية، وقد تجلى ذلك خلال ضربها للقواعد الأميركية. لذلك فإن "إسرائيل" غير قادرة على مواجهة هذه الصواريخ، لأنها لا تمتلك منظومات للدفاع الجوي أو الصاروخي وغير قادرة على التصدي لهكذا صواريخ. وبناء عليه فإن الهجوم الإيراني الصاروخي على هذه المنظومات والمفاعلات النووية الإسرائيلية، سيجعل منها وهي التي لديها مساحة أراضي صغيرة غير صالحة للعيش عليها إطلاقا؟.

اما بشأن قول زعماء "اسرائيل"، ان بامكانهم تدمير المنشات النووية الايرانية، قال سيوكوف: أن "إسرائيل" لن تستطيع تدمير المنشآت النووية الإيرانية، حتى ولو شاركت معها القوات الجوية الامريكية، لأن المنشآت موجودة في مناطق جبلية محصنة، وتخضع لحراسة مشددة، ولا يمكن اختراقها إلا بالقنابل النووية. وهذا ما يستحيل تنفيذه، لأن ذلك قد يثير ردة فعل من روسيا والصين، وبالتالي فإن هذه الخطوة غير مقبولة من قبلهما.

لسنا هنا في وارد رصد اعترافات العسكريين والامنيين الاسرائيليين، الذين شككوا في قدرات كيانهم على شن هجوم ضد ايران، حتى لو كان بدعم مباشر من واشنطن، فهي كثيرة، وسنتوقف قليلا مع آخرها، وهو اعتراف رئيس الوزراء "الاسرائيلي" الاسبق إيهود أولمرت، الذي اكد وبشكل قاطع في لقاء مع صحيفة "معاريف" "الاسرائيلية" قبل ايام ، أن كيانه لن يقدم على شن هجوم ضد إيران، وانه يعتقد منذ 10 سنوات أن رفع ميزانية الجيش للاستعداد إلى سيناريو الهجوم على إيران كان إهدارا لمليارات كثيرة من الدولارات على حساب المصالح الأمنية وجودة الحياة.

واكد اولمرت :"لا أنصح إنفاق الأموال على شيء لا توجد إمكانية لحدوثه، علينا ألا نهدرها على ما لن يحصل. إسرائيل لن تشن حملة عسكرية شاملة ضد إيران". معتبرا الاستعدادات والمناورات العسكرية التي تنفذها "إسرائيل" بدعوى التأهب لضرب إيران تهدف إلى إخافة الإدارة الأمريكية فحسب!!.

اما في الجانب الايراني سنكتفي بنقل ما قاله قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، الذي وصف تهديدات "زعماء اسرائيل" بـ"الهراء"، واضاف:"يدرك هؤلاء انهم إذا أرادوا تحقيق هذا الهراء، فسوف يتلقون ردا مناسبا وقد ينهي حياتهم قريبا".

تهديدات "زعماء اسرائيل" بالهجوم على ايران، بات يُنظر اليها كفضيحة تطارد هؤلاء "الزعماء"، بعد ان تدخل التاريخ من اوسع ابوابه، عندما يرى العالم بأم عينه، كيف يكذب "هؤلاء الزعماء" على مستوطنيهم والعالم، لاخفاء عجزهم وذعرهم، فالايرانيون يعلمون جيدا ان "اسرائيل"، رغم كل تبجحها، ليست سوى برميل بارود صغير، يكفي نسفه ببضع صواريخ فقط.