لماذا يتقاعس الغرب بتقديم مقترح بناء رغم التحضير الجيد لمفاوضات فيينا؟

لماذا يتقاعس الغرب بتقديم مقترح بناء رغم التحضير الجيد لمفاوضات فيينا؟
الأربعاء ١٥ ديسمبر ٢٠٢١ - ١١:٣٢ بتوقيت غرينتش

اكد مدير المركز العالمي للتوثيق جهاد سعد، ان خروج الولايات المتحدة الامريكية من الاتفاق النووي وتماشى معها الاوروبي بالتنصل من تنفيذ الاتفاق، اثبتت ان الاخير مكلف من قبل واشنطن اما بالتصعيد واما بتسهيل الامور، والتي كلها تنتهي بقرار امريكي.

وقال سعد في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": انه من خلال التصريحات والافعال الامريكية تدل على ان معظم هذه التصريحات تكون جزء من عملية مناورية والمماحكة في مفاوضات فيينا.

واوضح سعد، انه حتى بالنسبة للجمهورية الاسلامية في ايران في كثير من الاحيان تصعّد بطريقة يفهم منها انها ليست مستعدة للتنازل بالقدر الذي يطلبونه، اما بالنسبة للامريكان فان هناك اشارات تشير الى انها ليست الفرصة الاخيرة كما يروجون، بل ان هناك مصلحة امريكية للوصول الى اتفاق وان ايران تعلم ذلك، وبالمقابل فليس لدى الامريكان والاوروبيين بدائل غير العقوبات ولذلك سيكون من الصعب الوصول الى مرحلة صفر عقوبات، وبنفس الحالة سيكون على الاطراف تحمل الفشل الكامل للاتفاق النووي ولذا ربما سيكون المخرج هو التوصل لاتفاق مؤقت.

من جانبه، اكد الباحث السياسي هادي محمدي، ان الاستراتيجية الامريكية بشكل عام تقوم على اطار تقليل الامتيازات بالنسبة لايران في موضوع رفع الحظر عنها والضغط عليها اكثر في الموضوع النووي.

وقال محمدي: ان الامريكان والاوروبيين يستفيدون من خلال ادوات الضغط على ايران من اجل الدخول الى حلبة المفاوضات عبر ممارسة الحرب النفسية ضدها والتهديد على لسان مسؤولين امريكيين واسرائيليين.

وفيما يتعلق بالتصريحات الامريكية والاوروبية التي اعتبرت مباحثات فيينا بأنها الفرصة الاخيرة لايران، اوضح محمدي، ان هؤلاء يجب عليهم ان يفكروا بان هذه المباحثات ستكون فرصتهم الاخيرة في موضوع المفاوضات والتوصل الى اتفاق مع ايران ورفع الحظر بأقل كلفة لهم، مشيراً الى ان امريكا مارست نوع من المناورة البدائية في الجولة السابعة لمفاوضات فيينا وادخلت مواضيع غير مرتبطة في الموضوع النووي، لكن في الاخير قبلت برفع قسم معين من الحظر مما لا يعود بالنفع الاقتصادي لايران، فيما احتفظت امريكا ما يقارب الف حظر بذريعة انها غير مرتبطة بالموضوع النووي والتي تتعلق ما يسمى بملف حقوق الانسان والصواريخ والنفوذ الاقليمي.

واضاف محمدي، ان المفاوض الايراني بدأ يلاحظ حلحاً في المواقف الامريكية ولهذا السبب بدأ المفاوضون الايرانيون يركزون على ان الامريكان اذا كانت لديهم الارادة والجدية فيمكن التوصل لاتفاق جيد.

بدوره، اكد المحاضر بجامعة العلوم الانسانية نزار بوش، ان الموقف الروسي لم يتغير منذ خروج الولايات المتحدة الامريكية من الاتفاق النووي مع ايران.

وقال بوش: ان موسكو وبكين لم تنفذا اي من العقوبات المفروضة على ايران على خلاف الدول الغربية كما تبين لاحقاً انها ليست لديها قرارات سيادية في علاقاتها الخارجية خاصة مع ايران وروسيا والصين.

واوضح بوش: ان امريكا والغرب يريدان من خلال مفاوضات فيينا وبضغط اسرائيلي، ادخال بعض التعديلات على الاتفاق النووي الايراني وهي الرقابة على الصناعة العسكرية، اضافة الى الرقابة على كل المنشآت النووية السلمية من اجل تجريد ايران من عناصر قوتها المتمثلة بصناعتها العسكرية المتطورة ومن ضمها الصواريخ الباليستية والفضائية.

واضاف بوش، ان ايران فيما لو تنازلت امامهم لطلبوا اكثر ولتدخلوا في شؤونها الداخلية وبالتالي سوف يخلصونها من كل عناصر القوة ويأخذوا كل ما يستطيعونه من ايران.


يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/5948373