التونسيون يتمسكون بالاعتصام في شارع الحبيب بورقيبة رغم البرد

التونسيون يتمسكون بالاعتصام في شارع الحبيب بورقيبة رغم البرد
السبت ١٨ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٢:١٥ بتوقيت غرينتش

تمسك المحتجون الرافضون لإجراءات الرئيس التونسي قيس سعيّد، اليوم السبت، بمواصلة اعتصامهم الذي بدأ أمس في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، حيث قضوا ليلة صعبة في العراء تعبيراً عن تصميمهم على عدم التراجع عن مطالبهم في رفض إجراءات الرئيس التونسي، التي يعتبرونها انقلاباً على الدستور، وعودة الشرعية واستعادة المسار الديمقراطي.

العالم- تونس

وبحسب "العربي الجديد" أكد عضو مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، رضا بلحاج، أن الاعتصام متواصل، وأنه جرت مواجهة جلّ المضايقات التي سلطت عليهم بطريقة سلمية وحضارية، مضيفاً أن "المشاورات داخل الهيئة التنفيذية لـ (مواطنون ضد الانقلاب) متواصلة، والاعتصام كذلك، منذ رفع الاجتماع العام".

وتابع قائلاً: "الأصدقاء بصدد الالتحاق بالاعتصام، ورغم الحواجز الأمنية التي فرضت، إلا أن هذا لم يزدنا إلا عزيمة".

وكانت مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" قد دعت إلى الاحتجاج "في أول أيام شهر التصعيد في مواجهة الانقلاب، شهر الإبداع والتطوير في الأشكال الكفاحية".

وقالت المبادرة، في بيان، إن "ذكرى 17 ديسمبر، الذكرى الـ11 لاندلاع ثورة الحرية والكرامة، أسقطت واحدة من أعتى الدكتاتوريات في المنطقة وفي العالم، ما فتح آفاقاً رحبة واسعة للأمل والتغيير في تونس وفي المنطقة".

وأوضح بلحاج أن الرئيس التونسي ووزير الداخلية، توفيق شرف الدين، "لا يعرفان جيداً التاريخ، ولا ممارسات ما قبل الثورة، فهذه الممارسات لن تزيد إلا في تقوية العزيمة والإرادة"، مؤكداً أنه "لا فائدة من هذه التضييقات، ولا بد من الإذعان وقبول الاحتجاج والرأي المخالف والاعتصام ما دام سلمياً".

وأشار إلى أنّ "هذا التعامل مع الاعتصام كان منتظراً، فمنذ الانقلاب تتصاعد وتيرة التضييق، وكلما زادت عزلة سعيّد الداخلية، سيزيد من القمع ومن محاصرة الحريات".

وأكد القيادي المستقيل من حركة "النهضة"، سمير ديلو، أن "الاعتصام في كل الحالات سيتواصل، والشعارات واضحة، وهي أن تونس جمهورية لا يقرر فيها الفرد، بل فيها مؤسسة تشريعية"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "الجمهورية قائمة على التشاركية والحوار، لا على قرار الفرد الواحد، وهناك أجيال ضحّت من أجل الديمقراطية، ومهما كانت الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، فإن الحل ليس في تعطيل الديمقراطية، بل في إصلاحها".

وقال عضو مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، حبيب بوعجيلة، في تصريح للصحافيين صباح اليوم: "كانت ليلة صعبة تعرضنا فيها لكل الضغوطات من الشرطة، ومُنعنا من أبسط مقومات الحياة الطبيعية، وبرغم البرد الشديد والظروف الصحية لبعض المناضلين، فقد مُنعنا من نصب خيمة أو حتى وصول الطعام إلينا".

وأضاف بوعجيلة أن "المعتصمين انتصروا في أول ليلة لهم على البرد، ولكن أيضاً على الوحشية التي عوملوا بها"، بحسب قوله.

ودعا الأحزاب والمنظمات الحقوقية إلى التدخل وتمكينهم من ممارسة حقهم الدستوري في الاعتصام والاحتجاج والتعبير عن موقف سلمي هادى.