في الذكرى السنوية للشهيد..

السيد الحوثي: سنحظى بنصر مؤكد من الله

السبت ١٨ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠١:٢٤ بتوقيت غرينتش

ألقى قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي كلمة في الذكرى السنوية للشهيد في اليمن.

العالم - اليمن

وقال السيد الحوثي في بداية كلمته نرى في مكانة الشهادة شرفا وفوزا وعظمة انطلاقا من تعظيمنا للمقدسات، وتفاعل الشعب العزيز يعبر عن الاهتمام بقيمة مناسبة ذكرى الشهيد الإيمانية والإنسانية والأخلاقية.

واضاف ان الشهادة في سبيل الله تعالى هي عطاء عظيم يجود به الانسان، وعندما نتحرك وفق الطريقة التي رسمها الله تعالى سنحظى بنصر مؤكد من جانبه.

وتابع: ومن يتحرك في الاتجاه الصحيح وفق الطريقة التي رسمها الله تعالى فستكون له قيمة انسانية تسمو بمكانته وان النظرة إلى الشهادة على أنها مصيبة وفاجعة ومحنة وألم هي نظرة سلبية بعيدة عن الوعي الإيماني والقرآني وهي تفصل مسألة الشهادة عن جانب الموقف.

واشار الى ان قوى الشر والطغيان لا تتركنا أن نعيش أحرارا كما أراد الله لنا، لذا علينا أن نتحرك وفق خيارنا الإيماني كشعب يتوق للحرية والاستقلال فهم يريدون احتلالنا ونهب مقدراتنا وأن يستعبدونا كي نتحرك وفق مصالحهم.

واعتبر قائد حركة انصار الله ان مشكلة الأعداء معنا أنهم يسعون لكسر إرادتنا بجبروتهم بما يمارسونه من عدوان وقتل وحرب شاملة عسكريا واقتصاديا وإعلاميا وثقافيا والمسلمون في كل بلدانهم أمة مستهدفة من الأعداء بالمؤامرات العسكرية والأمنية والاقتصادية وبالحرب الناعمة.

وأعداء الأمة يريدون سلبها حريتها وكرامتها واستقلالها وهذه أهم ثمرات الإسلام، فلا قيمة لإسلام يكون فيه الإنسان عبدا للطواغيت وذليلا أمام المجرمين فقيمة الإسلام هي أن يعيش الإنسان حرا أبيا شامخا، فيتحرك وفق تعليمات الله ويحظى برضوانه في الدنيا والآخرة.

واوضح: قيمة الشهادة أنها تعزز فينا حالة الصبر والصمود مهما كانت التحديات وجيلنا الناشئ اليوم هو جيل يعشق الشهادة ولذلك هو جيل حر عصي على الاستعباد وعصي على الذل والاستسلام والأعداء يرون كيف يذهب شبابنا إلى الجبهات بكل جد وصبر وثبات.

واشاد بالمواقف البطولية التي يسطرها اليمنيون في الميدان والناس في كل البلدان يتفاجؤون بصمود وتضحية شبابنا في ميدان المعركة حتى وهم حفاة وسر البطولات التي يسطرها شبابنا في الميدان هو الروحية العظيمة التي ينطلقون بها إلى الجبهات ونرى في شهدائنا مدرسة متكاملة جسدت القيم والأخلاق في المواقف والأفعال.

واكد على العناية بأسر الشهداء، فدائرة العطاء في أبناء شعبنا أصبحت واسعة وما نقدمه لأسر الشهداء رسميا وشعبيا ليس ثمنا لعطاء أسر الشهداء، فالثمن الوحيد الذي يرتقي إلى مستوى عطائهم هو رضوان الله والجنة .

ونشاهد حتى الآن أن بعض أسر الشهداء الميسورة تقدم قوافل العطاء باسم شهدائهم إلى الجبهات وتقع علينا مسؤولية الاهتمام بالأسر الفقيرة وهذا حق لها وواجبٌ علينا ونحن بحاجة لأن نكون شعبا حرا غير مستعبد، والله يريد لنا أن تبقى رؤوسنا شامخة وهاماتنا مرفوعة.

وافاد: انتماء هذه الأمة للإسلام والإيمان يدفعها لاستشعار المسؤولية والتحرك بكل جدية ومعنيون بالتحرك بروحية ثورية تحررية جهادية والعطاء لأعلى المستويات، وأن نستشعر قدسية الموقف الذي نحن فيه وقدمنا في موقفنا أغلى الرجال، أولئك الذين عندما نستذكرهم نخجل من أن نفرط وأن نقصر بعد أن وصلوا في عطائهم إلى التضحية بأرواحهم.

ومسؤوليتنا كبيرة في مواصلة المشوار بكل جد، وأن نحمل الراية بكل ثبات، وأن نتحرك بروحية عالية في الاستعداد للبذل والعطاء وبكل اطمئنان، نحن في موقف الحق، وهذه نعمة عظيمة، ونحن في موقف يكتب لنا عند الله فيه كل ما نعمله ونتحركه ونعانيه.

و لا يمكن أن يكون السعودي والإماراتي المتحرك تحت الراية الأمريكية والتطبيع مع العدو مأجورا من الله على مؤامراته وجرائمه بحق أبناء الأمة.

وشدد على ان جرائم تحالف العدوان في اليمن تمثل وصمة عار بنظر كل المجتمع البشري وكل الناس يقولون إن العدوان على اليمن حرب كارثية ومأساوية لا تتسم بأدنى معايير الإنسانية والقيم والأخلاق والمجازر الوحشية في اليمن استهدفت الناس في أفراحهم وأحزانهم ومصالحهم إضافة للحصار والتجويع.

ونحن في العام السابع وهم يستمرون في عدوانهم وحصارهم، ونحن في الموقف المشروع قرآنيا وفي كل القوانين الدولية بالتصدي للعدوان وكل العالم يقول لهم لا مصلحة في عدوانكم، وقد فشلتم فيه، ولن تصلوا إلى أهدافكم.

كما اكد على ان المجريات اليوم تشهد بأن تحقيق أهداف العدوان أصبح في حكم المستحيل وشعبنا بهويته الإيمانية يأبى الله له أن يقبل بالذلة، ويأبى له إلا أن يكون عزيزا حرا كريما وحريتنا دين، كرامتنا وعزتنا إيمان، وجزءٌ رئيسيٌ من مكوننا القيمي والأخلاقي والإنساني لا يمكن أن نتخلى عنه.

وتُنزع الأرواح من أجسادنا دون أن تُنزع العزة والكرامة من أخلاقنا ومبادئنا وقيمنا، هذا هو الشعب اليمني واستمرارنا في الدفاع عن شعبنا وحريتنا هو موقف حق وقضية عادلة وموقف صحيح وحكيم ومشروع بكل الاعتبارات.

والحالة التي نفرط فيها بكرامتنا ونقبل فيها بالسحق ومصادرة الحرية ليست قبولا بالسلام، بل هي استسلام ونحن نقبل السلام ولا نقبل الاستسلام، ولتحقيق ذلك عليهم أن يوقفوا عدوانهم ويرفعوا حصارهم وينهوا احتلالهم.

مضيفا نحن لسنا شعبا عدوانيا بل هذه حالة تحالف العدوان لأنهم هم المعتدون علينا بلا مبرر ولا حق ولا يقبل الله منا الخضوع والاستسلام وأن نمكنهم من رقابنا وأن نصادر معهم حريتنا واستقلالنا وموقفنا موقف حق في التصدي للعدوان وللاحتلال والإجرام وما يفعلونه من حصار جائر.

متابعا لن نقبل بصفقات ومساومات يبقى فيها الحصار الخانق على شعبنا ويبقى فيها بلدنا مستباحا ويستمر بها تدخلهم في شؤون شعبنا ومستمرون في التصدي للعدوان كمسؤولية إنسانية إيمانية أخلاقية وكجهاد مقدس ونفتخر بكل عطاء وتضحية نقدمها وستفتخر بها الأجيال القادمة التي ستنعم بثمرة هذا الصمود والعطاء بالاستقلال والحرية.

ودعا الى العناية بالأنشطة المعتادة في مناسبة ذكرى الشهيد، وللاستمرار بدعم الجبهات بالرجال والقوافل .