المقاومة والأسرى وكسر الحصار.. ملفات حماس الأهم في ذكرى انطلاقتها الـ34

الثلاثاء ٢١ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٣٣ بتوقيت غرينتش

أكد المتحدث باسم حركة حماس القيادي مشير المصري، ان حركة حماس كانت محصورة ضمن اطار الجغرافيا الفلسطينية، واليوم الحركة لها ممثلين في العديد من العواصم العربية والاسلامية، ولديها الحضور الدبلوماسي والعلاقات المفتوحة مع العديد من أقطار العالم.

العالم - ضيف وحوار

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية ببرنامج "ضيف وحوار"، وبسؤال مشير المصري عن تأسيس الحركة في عام 1986، وعما تقوله حركة حماس بعد 15 عاما من تجربة الحكم وعندما تنظر لنفسها في مرآة الزمن، أكد ان حركة حماس هي حماس على خط الثوابت، لم تغير ولم تبدل قبل الحكم وإبان وجودها في الحكم في مراحل الاستضعاف وفي مراحل التمكين الجزئي الذي تمر به مازالتا حماس حماس تحافظ على اسلامية القضية الفلسطينية مؤمنة، بان ثوابتها هي ثوابت إسلامية قبل أن تكون ثوابت قومية ووطنية أو أخلاقية.

وأضاف المصري، أن الامر الثاني هو اتجاه حركة حماس نحو تحقيق الاهداف والغايات، وتطورت حركة حماس مع تطور الزمن في كل الأدوات وفي كل المسارات، سواء مشروع المقاومة وهي المسماة بحركة المقاومة الاسلامية حماس وتطورت من الحجر ابان انطلاقتها في ديسمبر من عام 1987 في القرن الماضي الى صاروخ 250 الذي جرب مؤخرا، ثم من مولتوف الى طائرات الأبابيل.

ولفت المصري الى أنه في مجال العلاقات الدبلوماسية، فان حركة حماس كانت محصورة ضمن اطار الجغرافيا الفلسطينية، واليوم الحركة لها ممثلين في العديد من العواصم العربية والاسلامية ولديها الحضور الدبلوماسي والعلاقات المفتوحة مع العديد من أقطار العالم.

وقال المصري انه في إطار تدرج حركة حماس في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، فان حركة حماس كانت حركة قليلة، ربما العدو الصهيوني في الضربات الأولى كاد أن يعتقل معظم كوادر حركة حماس، لكنها أكبر من الذوبان، واكبر من محاورة الحصار، بدليل أن كل الحروب والحصار الذي فرض على حركة حماس والشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم يقوض حركة حماس.

وأضاف المصري:"ومن هنا فان الحركة اليوم تسير وفق خطا ثابتة تدرجت حتى وصلت الى الأغلبية البرلمانية وامتلكت بموازاة امتلاك الشرعية الشعبية والثورية وامتلك الشرعية الدستورية والحركة تمثل الاغلبية تحت قبة البرلمان".

وحول ذكرى انطلاقة حركة حماس وقول المصري على أن حركة حماس لن تصمت طويلا على حصار قطاع غزة، وقد بدا واضحا التحذيرات التي أطلقتها الحركة وعن احتمالية بدء عام 2022 بتصعيد ما أو تغير في الحالة الراكدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ انتهاء معركة سيف القدس:

اعتبر المصري أن الحالة الراكدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هي التي يمكن أن تدفع الأمور نحو الهاوية بمعنى استمرار حالة الحصار والخناق وعدم تحريك الواقع الميداني في قطاع غزة باتجاه الأفضل وتعزيز مقاومات الصمود والثبات للشعب الفلسطيني وتوفير الحياة الكريمة، بعد أن حققت المقاومة الفلسطينية الانتصار العسكري على العدو الصهيوني، بمعنى محاولة العدو الصهيوني وأعوانه لتفريغ هذا الانتصار من مضمونه عبر تشديد الحصار على قطاع غزة ليفرض حالة الركود في الواقع الميداني، وهو الذي يدفع الأمور نحو هاوية الانفجار.

واستطرد المصري قائلا:" نحن عندما حذرنا العدو الصهيوني فاننا ندرك ما نقول، بمعنى أن العدو الصهيوني لا يمكن أن يأمن في غلاف غزة بأي حياة ما لم يعش الشعب الفلسطيني حياة آمنة كريمة بإذن رب العالمين سبحانه وتعالى ، وعلى العدو أن يلتقط هذه الرسالة قبل فوات الأوان وعلى الوسطاء أن يتحركوا أيضا قبل فوات الأوان.

وفيما إذا كان هنالك تأجيل أو تلكؤ متعمد خاضع لمماطلة الاحتلال، وفيما إذا كان الوسطاء هم أقرب في هذه الدائرة، فاذا افترض أن الفلسطينيين والعدو الصهيوني في مركز الدائرة، فالوسطاء أقرب الى من؟

أشار المصري الى أن كل مراقب يمكنه أن يقيم دور الوسطاء لكن حركة حماس غير راضية على دور الوسطاء بشكل جلي وواضح، وان المطلوب هو ممارسة دور أفضل باتجاه تثبيت ما تم التوافق والتفاهم عليه، والادراك بأن أي تلكؤ وأي تباطؤ في تحمل المسؤولية ستندفع المنطقة باتجاه الانفجار.

وتابع المصري قائلا:" إن كل الاطراف ستتحمل مسؤولية تلكئها والعدو الصهيوني سيدفع ثمنا باهظا إزاء هذه المماطلة، لأجل ذلك نربأ بالوسيط أن يكون موقفه بعيدا عن الموقف الفلسطيني ونتمنى ان تترجم كذلك الوعود من قبل الاشقاء في مصر باتجاه تخفيف الازمات التي يمر بها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبخاصة فيما يتعلق بموضوع تحسين الحركة البشرية والحركة التجارية ما بين مصر وقطاع غزة ليس بديلا عن تحمل العدو الصهيوني لمسؤولياته، بل نعتقد ان دور الأخوة ودور الوساطة المصرية، وترجمة الوعود على ارض الواقع يجب أن تكون حقيقة ملموسة يشعر بها الشعب الفلسطيني خاصة بعد معركة سيف القدس.

وحول زيارة الوفد الامني المصري وعن جود حراك ما من اجل العودة لاوراق التفاهمات التي وقعت بعد معركة سيف القدس مع تعهد الوسيط الى أن يكون الضامن:

نوّه المصري الى أنه ان المسألة على أهمية تعزيز مقاومة الصمود والثبات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وضرورة انهاء الحصار وتكسير حلقاته لكن ما تحدثت حركة حماس وما لأجله قامت معركة سيف القدس هو تدشين خط "غزة – القدس" والدفاع عن القدس والتأكيد على وحدة الشعب ووحدة المصير والادراك بأن المقاومة اليوم في قطاع غزة ليست محصورة في جغرافية قطاع غزة، بل هي اليوم درعا للقدس، وسيف في يد الشعب الفلسطيني.

و شدد المصري في ان المقاومة لا يمكن ان تصمت طويلا، ليس فقط على تشديد الحصار في قطاع غزة، بل حتى على الانتهاكات التي تمارس في مدينة القدس والمسجد الاقصى وعدم السماح للعدو الصهيوني الاستفراد تارة أخرى، بأهلنا في القدس وفي المسجد الأقصى وكذلك الحال في الضفة الغربية، فضلا عن وضع الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي، رغم أن العمل الوطني كل لا يتجزأ والمقاومة هي رقيبة على كل هذا المشهد ودائما أيديها على الزناد.

وتابع المصري :"حقيقة ان المقاومة الفلسطينية تراكم من قواتها العسكرية ولكن ليس بالضرورة انها في وارد أن تخوض حربا أو معركة أو أن تجر ازمات على الشعب الفلسطيني ولكن اذ فرضت علينا سنكون لها، وستفاجيء المقاومة الفلسطينية العدو الصهيوني بما تملك من أوراق قوية بإذن الله عز وجل".

ورأى المصري أن الحديث عن المصالحة الفلسطينية هدف استراتيجي تسعى إليه حركة حماس

وقال المصري:" لم نسمع ترحيبا من قبل السلطة الفلسطينية إزاء مبادرات حماس لتحقيق المصالحة الوطنية ، نحن في حالة حراك مستمر بمواجهة الاحتلال ولطالما هناك احتلال فلا توقف من قبل حركات المقاومة ولا بد أن تشكل الأمة الإسلامية درعا للدفاع عن القدس الشريف".

وأشار المصري الى أن التطبيع مع الكيان الصهيوني لن يجر إلى الأنظمة المطبعة سوى الدمار والخراب.

يذكر انه في السابع من شهر كانون أول “ديسمبر” عام 1987م تحولت حادثة الدهس المتعمدة التي تعرض لها أربعة من العمال الفلسطينيين وأودت بحياتهم بواسطة شاحنة يقودها مستوطن يهودي ، إلى الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الفلسطينية ، في سائر أنحاء الأراضي المحتلة عام 1967م .

ومنذ ذلك التاريخ وحتى ما يزيد على ستة أعوام لاحقة ، خاض الشعب الفلسطيني المنتفض والأعزل واحدة من أشمل وأشد حروب الاستقلال الشعبية على امتداد هذا القرن ، حيث سقط آلاف الشهداء وعشرات الألوف من الجرحى وكذلك المعتقلين .

وفي نفس الوقت والظروف ولدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس” ، وتوقع الكثيرون لهذه الحركة بالاندثار والاضمحلال، واعتبروها مجرد حالة عابرة اعتلت أمواج الانتفاضة ولن تلبث أن تتلاشى تحت وطأة ضغوط الاحتلال وقلة الموارد والإمكانات والازدحام الفصائلي في الساحة الفلسطينية.

ولكن بعد أربع وثلاثون عاماً من قيام حماس ، بدت هذه التوقعات مجرد فقاعات في الهواء ، حيث تمكنت حماس من مواصلة النضال ضد المحتل في ظروف صعبة للغاية، وصقلت الانتفاضة الشعبية المباركة الأولى ” انتفاضة الحجارة ” ( 1987 ــ 1993 م ) ، و انتفاضة الأقصى المباركة (2000 ـــ 2005 م ) ، و الحروب و الاجتياحات المتكررة للأراضي الفلسطينية حركة حماس تجربة نضالية متميزة في سجل جهاد الشعب الفلسطيني ، وقدمت الحركة قائمة طويلة من النماذج الفذة والبطولات الأسطورية، حتى غدت حماس وشهداؤها ورموزها وكتائبها عناوين محفورة في ذاكرة الشعب الفلسطيني .

ويتم مناقشة موضوع الحلقة من برنامج"ضيف وحوار"مع ضيف الحلقة:

- مشير المصري القيادي والمتحدث باسم حركة حماس

التفاصيل في الفيديو المرفق ...